مياه الفيضان تحمل مدخرات الباكستانيين بعيداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كانت مقتنيات وأموالمنكوبي الفياضانات من الباكستانيين من ضمن ماجرفتهمعها وتسببت بخسائر كبيرة جدا في الأرواح والمنازل.
مولتان: بينما كان آلاف الأشخاص يغادرون قراهم في محيط مظفرجاره في جنوب البنجاب في بداية شهر أغسطس الماضي هرباً من الفيضانات المتجهة نحوهم، كان مشهد غريب في انتظارهم.
"لقد شاهدنا عملات ورقية عائمة على المياه المتجهة نحو المصب. كانت هناك أوراق فئة المائة روبية [حوالي دولار واحد]، وبعض الأوراق فئة الـ 500 روبية [5 دولارات]. كان من المستحيل تحديد عددها لأن الناس كانوا يلتقطونها بسرعة،" كما قال تنوير حسين، 30 عاماً، أحد ضحايا الفيضانات من مظفرجاره لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
وكان رفيق الذي يبلغ من العمر68 عاماً يدخر المال لتتمكن زوجته من إجراء عملية جراحية في القلب، ولكنه قال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "كان بإمكاننا استخدام المال لإعادة بناء منزلنا".
ولا يملك رفيق شيئاً الآن بعد أن فقد الدجاج والماعز والبقر ومنزله في الفيضان ولم يتلق أي تعويض من الحكومة، على حد قوله. وبينما أشارت قاعدة البيانات وهيئة التسجيل الوطنية إلى أنه قد تم صرف 20,000 روبية [حوالي 235 دولاراً] لنحو 300,000 ناج من الفيضانات، إلا أن تقارير وسائل الأعلام أفادت أن هذه الخطة كانت معيبة.
استعادة سبل العيش
وقال أنور كاظمي، المتحدث باسم مؤسسة إدهي، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من كراتشي أنه "على الرغم من أن العديد من الصعوبات تواجه العائدين، ولكن هناك أيضاً العديد من الأشخاص الذين ينتظرون الحصول على مساعدة الحكومة في المخيمات، بدلاً من العودة الى منازلهم ومحاولة إعادة بناء حياتهم. تخطط مؤسسة إدهي لتوزيع البذور والأسمدة للمساهمة في استعادة سبل العيش، لأن ذلك يشكل مصدر قلق كبير في الوقت الراهن".
وقال أن الحكومة تخطط لتوزيع تعويضات إضافية لإعادة بناء المنازل ولكن "المطالبات الاحتيالية" تعيق تنفيذ تلك الخطة.
إنعدام الثقة
وعلى الرغم من وجود بنوك في المدن وبعض القرى في مختلف أنحاء باكستان حيث تصل نسبة القراءة والكتابة إلى نحو 55 بالمائة فقط، وفقاً للإحصاءات الرسمية، إلا أن الكثير من الناس، لاسيما في المناطق الريفية، لا يثقون بالبنوك.
وقد عبرت صديقة بيبي، 50 عاماً، التي تحتفظ بأساور ذهبية والقليل من الحلي الأخرى في صندوق حديدي صغير محفوظ داخل صندوق خشبي أكبر، عن عدم ثقتها بالبنوك قائلة: "لا أثق بأنهم سيحافظون على مجوهراتي". وقد تمكنت بيبي، التي تعيش في بلدة رحيم يار خان، من إنقاذ مدخراتها الثمينة، لكنها قالت أن شقيقتها "فقدت ذهب بقيمة 50,000 روبية [حوالي 588 دولاراً]، بعد أن غمرت مياه الفيضان منزلها في قرية زوجها".
وأضافت بيبي أن شقيقتها كانت تنفق على تعليم بناتها الثلاث ببيع كميات صغيرة من الذهب لدفع الرسوم بسبب "رفض والدهن دفع نفقات تعليم الفتيات" مضيفة أنه "سيتعين عليهن الآن ترك المدرسة".
بدوره، أفاد محمد سجاد، وهو مقرض للمال، أن "الناس ما زالوا لا يثقون بالبنوك. فالتقليد هو الاحتفاظ بالأشياء الثمينة معهم. إنهم يخزنون المال في هياكل منازلهم، أو يدفنونه في مكان ما داخلها، في حين تخيط النساء في بعض الأحيان المجوهرات في الألحفة. لا يحتاج الناس إلى البنوك، فبدون ضمانات، لا يستطيعون الحصول على ائتمان على أية حال".
ولا يوجد حتى الآن تقييم لمدى الخسائر النقدية التي تسببت فيها الفيضانات، ولكن في ظل تدمير حوالي 50,000 كيلومتر مربع من الأراضي، وفقدان أكثر من 2.4 مليون هكتار من المحاصيل وتدمير أكثر من 1.9 مليون منزل كلياً أو جزئياً، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الكثير من الأسر قد فقدت كل ما تملك.
وأخبر الممثل الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في غرب ووسط آسيا، حسن عبد المنعم مصطفى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من إسلام أباد أنه "بالرغم من أن الناس بدؤوا بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، لا يزال هناك ملايين الأشخاص الذين لا يملكون شيئاً لأنهم فقدوا كل شيء في الفيضانات. فالحجم الهائل لهذه الكارثة يستعصي فعلاً على الفهم".
أما إبراهيم موغال، رئيس مجلس زراعة باكستان، فقال لشبكة إيرين: "إن الصورة قاتمة فعلاً. لقد تم فقدان الكثير والأيام القادمة ستكون أكثر صعوبة".