افتتاح اول مستشفى عراقي لعلاج سرطان الاطفال في البصرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
البصرة:افتتح في مدينة البصرة، التي تعد الاكثر احتياجا في العراق منذ عام 1993، "مستشفى البصرة التخصصي للاطفال" وهو الاول من نوعه في العراق وفي المدينة التي شهدت ارتفاعا كبيرا في حالات اللوكيميا في الاعوام الماضية.
وقالت الطبيبة جنان حسن خلال مراسم افتتاح المستشفى ان "حالات الاصابة بسرطان الدم (اللوكيميا) بين الاطفال دون 15 عاما، ارتفعت اربعة اضعاف".
واكدت خلال الاحتفالية التي حضرها اباء وامهات الاطفال الذين فقد بعضهم شعر رأسه بسبب العلاج الكيمياوي، ان "معظم الحالات خطيرة، ما يعني ان املهم ضعيف بالبقاء على قيد الحياة".
واشارت الطبيبة الى ان المستشفى الذي افتتح رسميا الخميس، بدعم دولي كان يعمل بشكل جزئي لعدة اشهر" قبل ذلك.
وقالت "افتتاح المستشفى انجاز مهم. اشكر جميع الذين ساعدوا من اجل بنائه".
واضافت انه "انجاز جيد جدا، لكننا ما زلنا بحاجة الى معدات متطورة ومختبرات وادوية كثيرة، نامل الحصول عليها لاحقا".
وما زالت المستشفى لا تمتلك المعدات الطبية لمساعدة المرضى وبينهم منتظر ابن الثلاثة اعوام الذي كان يحدق بصمت بعينيه الخضراوين وهو بين ذراعي امه، ايناس.
وقالت ايناس احمد انه "تم تشخيص اصابة منتظر بورم سرطاني قبل عام".
واضافت "اخذناه الى ايران قبل اشهر، وفتحوا الورم هناك لمساعدته" ووضع الاطباء ابرة في وريد قدم الفتى لادخال الامصال والعلاج.
وتابعت وهي ترفع رداءه البرتقالي الذي يحمل صورة "ميكي ماوس" للكشف عن فجوة عميقة في بطنه، ان الاطباء في ايران "قالوا انهم لايستطيعون فعل شيء ونحن الان نحاول نقله خارج العراق ربما الى تايلاند".
واشارت الطبيبة جنان الى ان "تزايد حالات الاصابة بالسرطان في البصرة قد سجلتها دراسة اعدت هذا العام من قبل جامعة واشنطن في سياتل، باستخدام معلومات من قبلنا واخرى من مستشفى ابن غزوان التعليمي".
ووجدت الدراسة ان حالة الاصابة باللوكيميا لدى الاطفال دون 15 عاما، قد تصاعدت تدريجيا منذ عام 1993 حتى 2007.
واوضحت "لاحظنا ان حالات الاصابة بسرطان الدم لدى الاطفال بلغت 698، بين عام 1993 و 2007، لقد تراوحت بين 15 حالة اصابة في العام الاول و56 حالة في العام الاخير".
ولفتت الانتباه الى ان "اعلى معدل للاصابات كان 97 حالة في عام 2006" وفقا للدراسة التي اعدت من قبل امي هاغوبيان و تم تاكارو ونشرت في "مجلة الصحة العامة" الاميركية.
واكد الطبيب محمد كامل مساعد مدير المستشفى الجديد، ان "الدراسة اظهرت ان حالات الاصابة بسرطان الدم لدى الاطفال في البصرة ازدادت ثلاثة او اربعة اضعاف، لكنها لم تكشف عن السبب" وراء ذلك.
وركزت التكهنات على التلوث الصناعي، والكميات الكبيرة من الغازات المنبعثة من ابار النفط في المحافظة الغنية بالابار النفطية، اضافة الى وقوع البصرة على خط المواجهة في الحروب الثلاث التي خاضها العراق.
وخاض العراق في 1980-1988 حربا مع ايران ثم حرب الخليج الاولى عام 1991 اعقبها اجتياح العراق للاطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.
وتطرقت الدراسة التي اعدها تاكارو-هاغوبيان، الى "افتراض كون المواد المتفجرة التي تعرضت لها البصرة كانت سرطانية".
واعتبرت الدراسة انه يصعب التكهن بنوع الاسلحة التي استخدمت في تلك الحروب ومن قبل صدام حسين لكبح الانتفاضة الشيعية في جنوب العراق عام 1991.
وركزت بعض التكهنات، حول سبب ارتفاع حالات الاصابة باللوكيميا الى اليورانيوم المنضب الذي استخدمته الولايات المتحدة ودول التحالف في حرب عام 1991، لتحرير الكويت ولدى اجتياح العراق عام 2003.
ولكن الدراسة لم تشمل العلاقة بين المعدن المشع والمشاكل الصحية.
وساهمت في بناء المستشفى التي زينت بصور دونالد داك وميكي ماوس، الولايات المتحدة الاميركية واسبانيا وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة والامم المتحدة.