مدن آسيوية في خطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بانكوك: أفاد ن. أرامبيبولا، مدير إدارة مخاطر الكوارث في المناطق الحضرية لدى المركز الآسيوي للتأهب للكوارث في بانكوك، أن "البنية الأساسية وتخطيط الأراضي وحجم المستوطنات غير الرسمية تشكل أكبر العوامل التي تحدد أثر الكوارث على المدن...ومع إقدام الكثير من الناس على الهجرة إلى المدن، يضطر العديد من السكان في المناطق الحضرية الأكثر ضعفا للاستقرار في أكثر المناطق عرضة للكوارث والتي لا يريد أحد غيرهم العيش فيها".
ويظهر التفاوت بين المدن الغنية الجيدة التخطيط والبناء والمدن الفقيرة بشكل خاص في آسيا، حيث يواجه شخص في الفلبين خطر الوفاة نتيجة الكوارث الطبيعية أكثر من غيره في اليابان بحوالي 17 مرة، على الرغم من أن احتمال وتواتر الكوارث في اليابان أعلى بشكل عام.
ومع احتضان آسيا لسبعة من المدن العشر الأكثر سكاناً في العالم والتي يُتوقع أن يتضاعف عدد سكان المناطق الحضرية فيها من 1.36 مليار إلى 2.64 مليار بحلول عام 2030، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان ، فإن حملة الأمم المتحدة لعام 2010 -2011 للحد من الكوارث والتي تركز على جعل المدن أكثر مرونة ومقاومة تكتسي أهمية خاصة بالنسبة لهذه القارة.
وتشكل العواصف الاستوائية والفيضانات والزلازل وذوبان الأنهار الجليدية تهديداً بالنسبة للسكان في المناطق الحضرية في آسيا بشكل عام، ولكن أين توجد بعض أخطر المدن التي يمكن أن يتواجد فيها المرء في حالة وقوع كارثة طبيعية؟
كاتماندو، نيبال : في كل عام تعاني المستوطنات السكنية في وادي كاتماندو من الفيضانات والانهيارات الأرضية، ولكن كاتموندو نفسها، التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، تواجه خطر الكوارث أيضاً. إذ تُظهر السجلات أن المدينة تشهد زلزالاً كل 75 سنة، حدث آخرها في 1934 وأودى بحياة ما يقرب من 20,000 شخص. ويتوقع العلماء حدوث زلزال آخر تناهز قوته ثمان درجات على مقياس ريختر، وتقدر جمعية الصليب الأحمر النيبالي أن يتسبب في مقتل ما لا يقل عن 50,000 شخص ونزوح ما يقدر ب 900,000 شخص. كما أن قمم جبال الهيمالايا المحيطة بالمكان ومحدودية الطرقات المؤدية إلى داخل وخارج الوادي ستجعل جهود الإغاثة صعبة للغاية.
مانيلا، الفلبين : يعيش ثمانية عشر مليون من سكان أكبر مدينة في الفلبين في المناطق الساحلية المعرضة للفيضانات خلال موسم الأمطار الذي يمتد من شهر يونيو إلى نوفمبر. كما أن وجودهم وسط "حزام النار بالمحيط الهادئ"، يجعل سكان مانيلا عرضة للثورات البركانية والزلازل وموجات المد بالإضافة إلى تعرضهم لحوالي 20 إعصاراً في السنة. ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، تواجه الأحياء الفقيرة العشوائية المتزايدة التي تأوي حوالي ثلاثة ملايين شخص، خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية بشكل خاص.
دكا، بنغلاديش: يعيش ما يقارب 30 بالمائة من سكان المدينة البالغ عددهم 14 مليون نسمة في أحياء فقيرة عشوائية على طول حافة المياه، مما يعرضهم لخطر الفيضانات. ويصنف مؤشر خطر الزلازل الواقع مقره في ستانفورد دكا على أنها واحدة من المدن العشرين الأكثر عرضة للزلازل في العالم.
مومباي، الهند: تأتي هذه المدينة التي تشكل رابع أكبر مدينة في العالم وتحتضن 20 مليون نسمة، و6.7 مليون ساكن في الأحياء الفقيرة العشوائية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ضمن المدن العشر الأكثر تأثراً بمخاطر العواصف والفيضانات والزلازل. ووفقاً لاستراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث، تعتبر مومباي المدينة الأكثر عرضة للخطر في العالم من حيث عدد السكان المعرضين لخطر الفيضانات الساحلية كما أنها من بين مدن العالم الست الأكثر تعرضا لهبوب العواصف، وتقع على خط زلازل. وعلى غرار العديد من المدن الساحلية الضخمة في آسيا، فإن معظم أنحاء المدينة لا يرتفع عن مستوى سطح البحر بأكثر من متر واحد. ومع مساهمة مومباي بما يقرب من 40 بالمائة من عائدات الضرائب في الهند، فإن أية كارثة خطيرة يمكن أن تتسبب في عواقب اقتصادية جذرية لهذا البلد.
جاكرتا، إندونيسيا: تقع 40 بالمائة من مساحة الأراضي بجاكرتا تحت مستوى سطح البحر. ونتيجة لذلك ، فإن سكانها الذي يبلغ عددهم 10 مليون نسمة معرضون لخطر الفيضانات، وخصوصا على طول الأنهار الثلاثة عشر التي تمر عبر منطقة جاكرتا. كما تواجه المدينة أيضا مخاطر نسبية للزلازل بسبب موقعها في البلاد على طول منطقة الاستخفاض بين الهند وآسيا. ومع تداول 60 بالمائة من أموال البلاد في هذه المدينة، فإن أية كارثة خطيرة ستتسبب في آثار اقتصادية تطال جميع أنحاء البلاد. وعلاوة على ذلك، فإن الكثافة السكانية العالية، بمتوسط 14,000 نسمة لكل كيلومتر مربع، والتي يشكل سكان الأحياء الفقيرة العشوائية جزءاً كبيراً منها، تزيد من قدرة أية كارثة محتملة على إلحاق الأضرار.