شلل الأطفال قد لا يصبح من الماضي لبعض الناجين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لؤي محمد: اختفى فيروس شلل الأطفال وانتشاره المرعب من ذاكرة الأميركيين وأصبح تاريخا وهذا بعد إدخال اللقاحات في منتصف الخمسينات من القرن الماضي مما مكن الناس من قلب صفحة عن هذا المرض.
قال رونالد هانسون، 78 سنة، المصرفي المتقاعد الذي أصيب بمرض شلل الأطفال حينما كان في سن السادسة مما تسبب في إعاقة نمو ساقه اليمنى: "أنا عملت مع أناس عديدين لم يكونوا يلاحظون أني أعرج عن المشي. فأنا لم أكن أريدهم يلاحظون".
لذلك فعند بدء بيكي لويد الباحثة من مركز أميركان ويست في جامعة أوتاه مشروعها في تجميع التاريخ الشفهي لمرض شلل الأطفال ظنت أن هناك الكثير من القصص حول دور الحجر ووحدات التأهيل وأقسام المستشفى الخاصة للمصابين بشلل الأطفال مع المكائن الحديدية الخاصة بالتنفس والتي أصبحت رموزا مخيفة لهجمات ذلك المرض الخبيث. وكانت الإصابات قد بلغت قمتها في عام 1952 داخل الولايات المتحدة.
لكن لويد حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز اكتشفت أن الكثير من تفاصيل الماضي المتعلقة بهذا المرض قد اختفت حيث عرفت الستينات والسبعينات من القرن الماضي الكثير من أنشطة التأهيل لما عرف بمتلازمة شلل الأطفال. والسبب لعدم تكلم المصابين عن فترة إصابتهم هي أنهم يريدون أن يتكلموا عن الحاضر.
وقالت لويد إنه "بعد ثلاثين أو أربعين أو خمسين سنة يصبح الحديث عنه وكأنه يجلب الإصابة إليهم ثانية".
وتم تشخيص متلازمة ما بعد شلل الأطفال خلال الثمانينات من القرن الماضي وهي ليست مرضا بل هي إصابة العضلات والأعصاب بالإعاقة بعد استخدامها طويلا خلال سنوات العمر للتعويض عن الإعاقة التي لحقت بهم جراء إصابتهم بشلل الأطفال.
وهناك مع تقدم العمر ما يقرب من 750 ألف شخص سبق وأن أصيب بشلل الأطفال في الولايات المتحدة أصبح هؤلاء يعانون من النتائج بعيدة المدى.
قالت فرجينيا لويس هول المدرسة المتقاعدة التي نشأت في بلدة صغيرة هي "سولت ليك سيتي": "لسنوات لم أك أسمح لنفسي بالتفكير بشلل الأطفال إذ بقيت أقول أنا سأواجهه بقوة". وكانت هول قد أصيبت به في سن الثالثة. وقالت هول إن نتائج التدهور الصحي حدث بشكل خاص على أعصاب التنفس التي أجبرتها على التقاعد في سن مبكرة وتطلب منها أن تستخدم الأوكسجين في أغلب الأوقات.
ويتحدد جزء من المشكلة مع تقدم السن بالنسبة للناجين من شلل الأطفال بأنه شبيه بأولئك الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية فإن أعدادهم تتضاءل وهذا يعني أن الأموال المكرسة لبحوث ما بعد الإصابة بشلل الأطفال تتقلص أيضا. فالأطباء الذين يعرفون تجربة الإصابة بهذا المرض مثل جاكلين بيري البالغة من العمر الواحدة والتسعين التي ما زالت تمارس مهنتها في كاليفورنيا بدأوا يختفون بشكل أسرع اليوم.