غياب للرقابة في بعض المستشفيات

لؤي محمد: في 26 حزيران/ يونيو 2007 شعرت بيل جاكمان بالضيق في سريرها الواقع بالغرفة رقم 7 في مستشفى "سيليكت سبشيالتي هوسبتال" لمدينة كنساس الخاص بعلاج المرضى المصاب بداء مزمن. وظلت بيل جاكمان، 46 سنة، المصابة بالسكري تعالج في المستشفى لمدة 5 أسابيع وشعرت بحالة اهتياج متصاعد ولم تكن قادرة على الكلام بسبب ثقب في حنجرتها نجم عن تدخل جراحي وأمر المعنيون على المستشفى بوضع مرافق لها في الحجرة.

لكن في الساعة الثامنة غادرت المرافقة وحاولت بيل جاكمان النهوض في الساعة التاسعة والنصف مساء فبادر العاملون هناك إلى شد رسغها بمشد وفي الساعة الثانية عشر والربع وبعد إزالة المشدات عن رسغيها زرقتها الممرضة بمادة مهدئة.

ومستشفيات كهذه قد فتحت في الولايات المتحدة خلال الـ 25 سنة الأخيرة، ويبلغ عددها حاليا أكثر من 400 مستشفى وهي تقدم فترات علاج طويلة لمرضاها لكن القليل منها فيها أطباء من بين الكادر الطبي وأغلبها تعود لشركات هدفها الربح.

فوفق الشكاوى التي قدمت ضد شركة سيليكت ميديكال تمتلك الأخيرة 89 مستشفى متخصصة بالعلاجات طويلة المدى.

واشارت الشكاوى وتقارير المفتشين إلى الكثير من الخروقات الجادة في هذه الفروع.

مع ذلك وعلى الرغم من انتشار هذا النوع من المستشفيات غير التقليدية بشكل سريع فإن الدائرة المسؤولة عن الإشراف الطبي "مديكاير" Medicare لم تفحص بدقة طبيعة الخدمات الطبية التي تقدمها هذه المراكز الخاصة. فعلى العكس من المستشفيات التقليدية فإن مديكاير لم تعاقبها ماليا عند فشلها في تقديم بيانات نوعية عن خدماتها.

لكن المؤيدين لهذا النوع امن المستشفيات يقولون إنه حتى بغياب أطباء فإنها تقدم نوعية عالية من الخدمات الطبية وتلعب دورا مهما في علاج المرضى الذين هم في حالة مرض شديد لا يمكنهم معها من حصول العناية اللازمة في بيوتهم.

وقال الدكتور جيريمي خان من مستشفى بنسلفانيا لمراسل صحيفة نيويورك تايمز إن "نظام العناية الصحية في الولايات المتحدة يسمح بالحوافز المالية غير المقصودة لتحقيق تغييرات جذرية".

ففي عام 2007 كان لهذه المستشفيات المبنية على الربح 6% من مرضى "مديكاير" في عنايتها حسب اللجنة التي شكلت للتحقيق بخدمات هذه المستشفيات. مع ذلك فإن مفتشي الـ "مديكاير" وصفوا حالات الإصابة والوفاة بسبب نقص عدد الكادر المتوفر في هذه المستشفيات. ففي خلال السنوات الثلاث وجد المفتشون 22 خرقا للمقاييس الطبية في 12 فرع من فروع شركة سيليكت وأكدوا أنه في حالة عدم تصحيح هذه الخروفات فإن هذه المستشفيات ستقصى من استلام مرضى يعودون لها.