محاولات إجهاض مشروع "المحروقات الحياتية"

نشرت صحيفة "انترناشنال هيرالد تريبيون" بعض خلاصات الدراسات التي أعدتها المفوضية الأوروبية حيث اظهرت أن "مشروع المحروقات الحياتية" لا يستحق الدعم من المال العام أو الحوافز التي تُقدم للتشجيع على انتاجه. واشار مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي الى ان دراسات اعدتها المفوضية الاوروبية يمكن أن تُستخدم لاجهاض مشروع "المحروقات الحياتية" بالتركيز على تأثيرها الاجمالي في البيئة.

وقالت صحيفة "انترناشنال هيرالد تربيون" ان وجهة النظر هذه التي وردت في هامش مراسلات اطلعت عليها الصحيفة، يمكن ان تنذر بمزيد من التراجع عن "السياسات الصديقة للمحروقات الحياتية" التي مر وقت سمتها المفوضية الاوروبية سياسات ذات اهمية حاسمة في المعركة ضد التغير المناخي.

وكان مشروع المحروقات الحياتية تعرض الى انتقادات كثيرة تطعن في صحة المبررات الرئيسة لدعم السياسات الداعية الى تطوير هذا القطاع ـ بأن المحروقات الحياتية انظف بيئيا من المنتجات النفطية الاحفورية. ويذهب العديد من دعاة حماية البيئة الى ان انواعا متعددة من المحروقات المنتجة من محاصيل زراعية، لا تستحق الدعم من المال العام أو الحوافز التي تُقدم للتشجيع على انتاجها.

وكانت الحكومات الاوروبية اتفقت في اواخر عام 2008 على ان هذا الدعم وهذه الحوافز يجب ان تقتصر على تلك المحروقات الحياتية التي تخفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون بنسبة 35 في المئة مقارنة مع المحروقات الاحفورية، من اجل تحقيق الهدف الذي حدده الاتحاد الاوروبي في هذا المجال.

ولكن الحكومات الاوروبية اوعزت للمفوضية وقتذاك بأن تجري تحقيقا يتحرى التغييرات غير المباشرة في استخدام الأرض بغية انتاج محروقات حياتية، لتقرر في ضوء نتائج التحقيق ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء تعديلات بشأن المحروقات الحياتية التي تستوفي شروط الحصول على الدعم.

وتهدف دراسات المفوضية الاوروبية الى تحديد حجم الانبعاثات الناجمة عن تهيئة الغابات والأراضي للتعويض عن الانتاج الزراعي الذي فُقد لصالح المحروقات الحياتية، اذ ان مثل هذه العمليات يمكن ان تسفر عن انبعاثات غازية كبيرة. كما ان حراثة الأرض تكشف الكاربون المخزن في التربة للهواء ويتم التفاعل معه لتحرير غازات الكاربون.

وتُسمى هذه النتائج بلغة المختصين "تغيرا غير مباشرة في استخدام الأرض". وقال المدير العام للزراعة والتنمية الريفية في المفوضية الاوروبية جان لوك ديمارتي في مذكرة بتاريخ كانون الأول/ديسمبر ان غياب السيطرة على التغير غير المباشر في استخدام الأرض يمكن ان "يقتل مشروع المحروقات الحياتية في الاتحاد الاوروبي".

واشارت المذكرة الى ان غالبية النماذج المعتمدة في الدراسات التي تُجرى لحساب الانبعاثات تستبعد المحروقات المنتَجَة من محاصيل تُزرع حاليا في الاتحاد الاوروبي، واضاف ديمارتي في هامش على المذكرة ان هذا هو "على الأرجح هدف" اولئك الذين يعارضون تقديم حوافز لبعض أشكال المحروقات الحياتية، بحسب انترناشنال هيرالد تربيون.