إيلاف+

انفصال جليدي قد يؤثر على نمط دورة المحيطات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انفصل جبل جليدي بحجم دولة لوكسمبرغ من قارة القطب الجنوبي بعدما ارتطم بها جبل جليدي عملاق اخر، وبدأ يتحرك صوب المحيط الجنوبي الذي يلعب دورا أساسيا في تحريك دورة مياه المحيطات على مستوى العالم كله أو ما يعرف بـ "الحزام المحول" لدورة مياه البحار.

ويبلغ طول الجبل الجليدي العائم المنفصل 48 ميلا وعرضه 22 ميلا وتصل مساحته 965 ميلا مربعا مع سمك يبلغ 1300 قدم، وهو يحمل في طياته مياها عذبة تساوي ثلث ما يستهلكه البشر سنويا، ويعد واحدا من أكبر الجبال الجليدية التي سيرصد العلماء حركتها.

وكان هذا الجبل الجليدي قد انفصل عن لسان النهر الجليدي "ميرتز غلاسيير" في "ايست انتراكتيكا" (شرق قارة القطب الجنوبي) البالغ طوله 160 كيلومترا لنهر ميرتز الجليدي قبل ما يقرب من 3 أسابيع. وحدث هذا الكسر حينما تصادم جبل جليدي آخر بلسان الجبل الجليدي "ميرتز غلاسيير"، وهذا الانشعاب لا علاقة له بالتغيرات المناخية لكنه ذو صلة بالعملية الطبيعية الجارية حاليا على صفائح الجليد.

وخفض التصادم الى النصف حجم اللسان الذي يستمد الجليد من اللوح الجليدي مترامي الاطراف في شرق القطب الجنوبي.

ومن جانبه يؤمن الباحثون إن حجم هذا الجبل الجليدي الكبير قد يتدخل في مجرى المياه المالحة والباردة جدا التي عادة تغطس في أعماق البحار في هذا الجزء من النصف الجنوبي من كوكب الأرض والتي تكون المجرى العميق للمياه المتحركة حول العالم في قيعان البحار.

وتنقل حركة المياه في المحيطات الحرارة والمواد الغذائية التي هي اساسية للأسماك إضافة إلى أهمية إبقاء التيارات المهمة مثل "تيار الخليج".

وقال مايك مرديث من مركز "بريتيش انتراكتك سرفي" لمراسل صحيفة الاندبندنت اللندنية إن الجبل الجليدي المنفصل لن يعرقل على الأكثر دورة مياه المحيطات على الأرض. وأضاف أن "تشكيل مياه الأعماق يحدث في عدة أماكن ومن غير المرجح أننا سنرى أي تأثير على مناخ الأرض".

وقال روب ماسوم، الباحث الكبير لدى كل من قسم القارة القطبية الجنوبية الاسترالي ومركز الابحاث التعاونية للمناخ والانظمة البيئية، بالقطب الجنوبي في هوبرت بولاية تسمانيا الاسترالية لرويترز "ان انقسام اللسان الجليدي ووجود الكتلتين الجليديتين ميرتز وبي-9ب يمكن أن يؤثر في نمط دورة المحيطات العالمية".

وتدرس المنظمتان بمساعدة علماء فرنسيين تشققات كبيرة حالية في اللسان الجليدي وراقبوا اصطدام قمة الجبل الجليدي التي تحمل اسم بي-9بي باللسان.

يشار الى ان للمنطقة اهمية كبيرة بالنسبة لتكوين مياه ملحية كثيفة تعتبر محركا اساسيا لدورة المحيطات العالمية. ويحدث ذلك جزئيا من خلال الانتاج السريع لجليد البحر الذي يتم دفعه باستمرار تجاه الغرب.

وقال ماسوم "ازالة هذا اللسان الجليدي العائم من شأنها أن تخفض مساحة تلك المنطقة ذات المياه المفتوحة وهو ما سيبطئ وتيرة الزيادة في الملوحة الداخلة الى المحيط ويمكن ان يبطيء معدل تكوين المياه العميقة في القطب الجنوبي".

واضاف ان الكتلتين الجليديتين قد ترسوان على الضفاف او في المياه الضحلة في المنطقة مما يعطل تكوين المياه الكثيفة المالحة والكمية التي تغوص في اعماق المحيط.

وتعمل المحيطات على تنظيم مناخ كوكب الارض بنقل الحرارة في انحاء الكرة الارضية من خلال عدد هائل من التيارات فوق السطح وتحته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف