فاعلية الأنابيب في منع الجلطات الدماغية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أظهرت دراسات عدة أن فاعلية الانابيب جيدة في منع الجلطات الدماغية
لؤي محمد:ظلت العمليات الجراحية على الأوعية المسدودة في الرقبة تعد أفضل طريقة لمنع وقوع الجلطات الدماغية . واتضح الآن عبر دراسة ضخمة أجريت في أميركا الشمالية أن استخدام طريقة أقل هجومية قد تكون أكثر أمانا وفاعلية، مع ذلك فإن باحثين آخرين ما زالوا غير متأكدين تمامًا من ذلك.
ولهذه الدراسة التي أعلن عنها يوم الجمعة الماضية القدرة على أن تصبح هي السائدة لأنها أقل اقتحاما في جسدي المصاب وهي تعتمد على إدخال أنبوب صغير يسمى بـ "الستنت" في الشريان السباتي.
مع ذلك فإن دراسة أوروبية أخرى استخدم فيها إدخال أنبوب إلى الشريان السباتي كانت ذات نتائج غير مشجعة. وفيها اتضح أن المصابين الذين استخدمت معهم الأنابيب عانوا من الجلطات الدماغية ضعف أولئك الذين عولجوا عبر عملية جراحية.
وأمام هذه النتائج المختلفة لتجربتين مماثلتين أثيرت تساؤلات كثيرة. وقال الدكتور توماس بروت مدير البحوث في كلية "مايو كلينيك" في جاكسونفيل، فلوريدا ورئيس الدراسة التي أجريت في أميركا الشمالية لمراسل صحيفة نيويورك تايمز: "كانت لدينا نتائج باهرة ونحن نظن أن دراستنا تشكل تمثيلا للعلاجات المستخدمة في الولايات المتحدة وكندا".
وأضاف أنه قبل التجربة لم يكن بأيديهم أحسن دليل لكن "هذه النتائج تشير إلى أن أننا نمتلك طريقتين آمنتين وفعالتين لمنع وقوع الجلطات الدماغية".
لكن الدكتور مارتن براون رئيس فريق البحث الذي كان وراء التجربة الأوروبية "دراسة طريقة أنابيب الشريان السبتي الدولية" قال إن اختلاف الفريقين اللذين قاما بالتجربتين قد يفسر الاختلاف في النتائج وأنه "ليس هناك أي شخص أظهر حقا أن طريقة وضع الأنبوب أفضل من العملية الجراحية، لذلك لماذا يتم اختيار طريقة الانابيب؟"
وأضاف الدكتور براون لمراسل صحيفة نيويورك تايمز: "حتى مع إظهار تجربة كريست (الأميركية) وجود نتائج مختلفة عن تجربتنا فإن هناك ثلاث تجارب أخرى تشير إلى العملية الجراحية آمن".
واستخدمت التجربة الأميركية التي عرفت باسم "كريست" 2502 مريض تم اختيارهم من أكثر من 100 مستشفى في الولايات المتحدة وكندا حيث حصلوا على العلاج بإدخال انابيب صغيرة في شرايينهم السبتية، واستمرت التجارب لتسع سنوات. ومعظم المرضى يعانون انغلاقات في الشرايين تزيد عن 70%. وشملت التجربة أولئك الذين أصيبوا من قبل بجلطات دماغية.
وكانت نسبة الوفاة في التجربة قليلة لكن المخاوف تتغاير من حسب الإجراءات المتخذة. فخلال الشهر الاول بعد إدخال الأنبوب عانى 4.1% منهم من جلطات دماغية مقارنة بـ 2.3% ممن أجريت عليهم عمليات جراحية. لكن المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية كانوا أكثر عرضة للجلطات القلبية حيث عانى 2.3% منهم ذلك خلال الأيام الثلاثين الأولى التي أعقبت العملية الجراحية مقارنة بـ 1.1% ممن أجري لهم زرع أنبوب في الشريان السبتي.
ومن بين التفسيرات التي قدمت عن اسباب الاختلاف في النتائج ما بين التجربتين الأميركية الشمالية والأوروبية هو أنه في الحالة الاوروبية أجريت التجربة على مرضى لديهم أعراض ثابتة حيث تقدمت الحالة المرضية لديهم بينما في التجربة الأميركية كان هناك مراقبة دقيقة للأطباء الذين استخدموا طريقة زرع الانبوب مع أطباء يمتلكون تجارب مهنية كثيرة.
وقال الدكتور والتر كوروشيتز نائب مدير المعهد المسؤول عن تجربة أميركا الشمالية إن "تجربة كريست" هي الأولى التي أظهرت نتائجها أن طريقة زرع الأنبوب في الشريان السبتي والعملية الجراحية ذات نتائج متماثلة وهذا ما يشير إلى طريقة إدخال الأنبوب قد تحسنت مع مرور الوقت.
والرسالة الأكثر أهمية من التجربة هو أن معدل الوفيات كان منخفضا جدا إذ لم يتجاوز 0.6% . وقال الدكتور غاري روبين رئيس طب الأوعية القلبية في مستشفى لينوكس هيل بنيويورك إن ما "أكدته هذه التجربة ذو أهمية كبيرة فهو قد أظهر أن أميركا الشمالية مع ما لديها من جراحين ماهرين وأطباء عامين تمكنوا من إجراء زرع الأنابيب في الشرايين بطريقة جعلت النتائج أكثر أمانا بشكل كبير".