كل شيىء عن سرطان المبيض وعلاجاته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
توجهت ايلاف الى البروفسور المغربي خالد السيهولي الطبيب الجراح والمتخصص بالامراض النسائية والولادة ونائب رئيس هذا القسم في مستشفى شاريته في العاصمة برلين، وسألته عن مرض سرطان المبيض، كيف يمكن الوقاية منه وعلاجه.
اعتدال سلامه من برلين: من الامراض السرطانية النادرة سرطان المبيض، فالمشكلة في هذا النوع أن اكتشافه غالبًا ما يتم متأخرًا، وعلى هذا الأساس تكون فرص نجاح العلاج ضعيفة. ففي المانيا يوجد قرابة 8000 امرأة يصبن سنويًا بسرطان المبيض.
لكن في السنوات الأخيرة سجلت مستشفيات المانيا تطورات علمية هائلة تمكن اليوم من علاج سرطان المبيض بشكل أفضل بكثير مما كان عليه سابقًا، مع هذا يظل القلق يمتلك قلوب النساء لذا كثرت في المانيا التوعية من اجل الاسراع في اجراء فحوصات مخبرية.
لكن ما هو هذا السرطان وكيف ينشأ؟
من اجل الرد على هذه الاسئلة توجهت ايلاف الى البروفسور المغربي خالد السيهولي الطبيب الجراح والمتخصص بالامراض النسائية والولادة ونائب رئيس هذا القسم في مستشفى شاريته في العاصمة برلين والذي سجل نجاحات كبيرة في محاربة سرطان المبيض عبر الجراحة والعلاج الكيميائي بعد ذلك.
فبحسب شرحه يتواجد المبيضان لدى النساء داخل الجزء السفلي من الحوض، من جهة الأمام نرى أولا المثانة وخلفها يأتي الرحم مع قناتي فالوب على كلي الجانبين وفي نهاية كل قناة يوجد فيها مبيض.
وعندما يصاب المبيض بالسرطان فان خلاياه تتشوه وتنمو باستمرار بلا رقابة وفي النهاية يتكون ورم ، أي عقدة سرطانية مرئية. وعند حجم معين يمكن مشاهدة الورم من خلال الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية. لكن يستغرق الوقت فترات زمنية متفاوتة الى حين بلوغ الورم هذا الحجم وقد يأخذ ذلك أحيانًا سنوات.
ويضيف البروفسور السيهولي، للأسف تظهر علامات سرطان المبيض متأخرة نسبيًا، وإذا أخذت صور بالأشعة المقطعية فان الورم يكون في الغالب كبيرًا للغاية. ومع ان الفحوصات الوقائية التي تجريها النساء سنويًا او كل عامين مهمة لكنها غير قادرة في جميع الحالات على كشف سرطان المبيض.حتى تحاليل الدم لما يسمى ب سي أي 125 فانها لا تقدم نتائج يقينية مائة في المائة.
وبحسب قوله فان الجراحة والعلاج الكيميائي هما الوسيلتان الوحيدتان لمواجهة المرض. فالعملية الجراحية تهدف من جهة الى التحقق من التشخيص والكشف عن انتشار الورم، وهذا يتأتى بصفة أفضل ايضا عن طريق الرؤية بالعين المجردة وتلمس الأعضاء مباشرة عوض استعمال الأشعة فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية. ومن جهة أخرى فان الجراحة تتوخى الهدف الرئيسي المتمثل في اجتثات جميع الأورام الظاهرة.
ولكي لا يبقى أثر سرطاني بقدر الامكان في البطن فانه يتم خلال العملية الجراحية ليس فقط استئصال المبيض، بل أيضا قناة فالوب والرحم.
وفي الكثير من الحالات يتم استئصال عقد لمفاوية وأجزاء من الصفاق، فغالبًا ما تتعرض هذه الأعضاء للاصابة بخلايا سرطانية، وحتى دهون المئزر يتم ابعادها خلال العملية، وذلك من اجل تفادي أي عواقبَ وخيمة، فحتى في هذه المنطقة تحصل تراكمات لسرطان المبيض.
وبغية تأمين القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية فان العملية يتبعها لدى غالبية النساء ما يسمى بالعلاج الكيميائي. وأدوية العلاج الكيميائي غالبا ما تحقن مباشرة في الدم وتكون دوما ممزوجة بأدوية تكميلية للوقاية من الغثيان والقيء .
ويهدف الدواء الى تدمير الخلايا السرطانية أو عرقلة نموها، ومن أجل ذلك تم تطوير أدوية خاصة تأتي بمفعولها، لاسيما عند سرطان المبيض، وتخرج من الجسم عادة بعد يوم أو يومين عبر الكليتين.
ولان الخلايا السرطانية تتكاثر بسرعة كبيرة بعكس الخلايا العادية، فان هذه هي نقطة التصدي الحاسمة لدى العلاج الكيميائي. كما وانه قادر أيضا على رصد خلايا منشطرة والقضاء عليها ولذلك فهو مهم للغاية.
وردًا على تساؤل الكثير من النساء عن سبب حاجتهن بعد العملية الى البروفسورالى علاج كيميائي، يقول البروفسور المغربي" رغم العملية يمكن أن تبقى في حال الاصابة بسرطان المبيض بعض الخلايا الورمية. وحتى في حال ابعاد جميع الأورام المكشوفة يمكن أن تبقى في منطقة البطن بعض الخلايا الورمية التي قد تنمو مجددًا في حال غياب علاج مركز، ومن هنا يكون العلاج الكيميائي ضروريًا.
وبناء على نتائج دراسات ميدانية في المستشفيات الالمانية فان العلاجات الكيميائية حاليًا تتميز بفاعلية أكبر وهي قابلةٌ أكثر للتحمل. لكن تظهر آثار عرضية يمكن الوقاية منها اليوم أو تخفيف أثرها باستعمال أدوية جديدة، مثلا أدوية لها علاقة بالغثيان تقدم لكل مريضة قبل العلاج الكيميائي للتقليل من وطأة الغثيان أو حتى الوقاية منه" .
والعلاج الكيميائي له مفعول جيد في مواجهة سرطان المبيض، فهو يعتبر من الأورام التي تتأثر جدًا به، وتبين بوضوح أن فرص البقاء والآثار التي يتركها هذه النوع من السرطان قابلة لتحسينها بشكل ملموس باستخدام العلاج الكيميائي.
والعناية اللاحقة تعني أن تتردد المريضة في فترات زمنية منتظمة على الطبيب بعد العلاج المنتهي الذي يشمل العملية الجراحية والعلاج الكيميائي، حيث يقوم بفحص الجسم والجهاز التناسلي ما يمكنه من الكشف في الوقت المناسب عن المرض في حال عودة ظهوره من جديد.
لكن من المهم للغاية اعتبار العناية اللاحقة كبرنامج شامل لاسيما كرعاية لصالح المريضة لأنه في حال بقاء آلام أو أعراض مرضية فانه بالامكان برمجة علاج ختامي أو نقاهة في اطار العناية اللاحقة.
ويشير البروفسور الى انه ورغم العملية والعلاج الكيميائي فقد يظهر الورم من جديد، لكن اصبح بالامكان اليوم مناقشة أساليب مختلفة للعلاج مع المريضة، وهذه العلاجات الفردية التي يجب اتباعها رهن بعدة عوامل مثل الحالة الصحية العامة للمريضة وفترات الاستراحة من العلاج ونوع الالام مثلا التي تعاني منها.
وعن امكانية انتقال السرطان الى الصفاق قال البروفسور خالد: ان الصفاق عبارة عن جلد ناعم يغطي حاجز البطن واعضاءه، ويطلق عليه ايضا اسم بريتونيوم، فهو على شكل غطاء يكسو الجوف البطني من الداخل. وفي الوقت نفسه يغطي أيضا جميع الأعضاء، كما هي الحال مع الأمعاء. واحد الأدوار المهمة التي يقوم بها الصفاق تتمثل في ضبط عملية امتصاص وإفراز السوائل في منطقة البطن. وحتى المبيضات هي أيضا مغطاة بالصفاق وفي حال اخترق الورم هذه المنطقة يمكن أن تنتقل خلايا سرطانية الى مناطق أخرى للصفاق وتصيب أعضاء أخرى .
ويمكن للصفاق يكون ايضًا نقطة انطلاق للسرطان. فسرطان الصفاق هذا يشبه الى حد كبير سرطان المبيض، وبالتالي فانه يعالج بنفس الطريقة.
لكن عند اصابة الصفاق بخلايا سرطانية فان الماء في البطن لن ينساب بعدها بصفة سليمة الى الأوعية لمفاوية. في الوقت نفسه وبسبب السرطان ينتج كميات أكبر من ماء البطن خلافا لما هو عادي، وينحصر الماء في منطقة البطن ـ ويسمي هذا الوضع أستسيتس، حيث يمكن للخلايا السرطانية أن تتكاثر أيضا عبر الأوعية اللمفاوية.