صحة

زرق العين جذوره دماغية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من برن (سويسرا): ان الأضرار الأولى التي يسببها الزرق غلاوكوما، المعروف كذلك بالماء الزرقاء في العين، موجودة على مستوى الدماغ وليس على مستوى العين كما ساد الاعتقاد للآن. هذا ما يفيدنا به الباحثون في معهد "فاندربيلت" للعيون (Vanderbilt Eye Institute). عموماً، يتم تصنيف الزرق، وهو علة قد تضحي خطرة بالعين، مرضاً يسبب الخسارة التدريجية للقدرة البصرية من جراء زيادة في ضغط العين. في باديء الأمر، يبرز الضرر على صعيد القدرة البصرية المحيطية كي يتوغل شيئاً فشيئاً نحو الداخل. ما يسبب العمى كون الضرر، الذي يصيب العصب البصري، يصبح غير صالح للتصليح. كما أنه يصيب شبكية العين. لذلك، فان تدخل الطبيب، قبل فوات الأوان، أمر لا مفر منه.

بالاضافة الى ذلك، فان العلاج الكلاسيكي يتمحور حول تخفيض ضغط العين. بيد أن البحوث الأخيرة تأخذ بالاعتبار الأنشطة العصبية على المستوى الدماغي، في تلك المنطقة أين يشكل العصب البصري روابطه الأولى مع الدماغ. في الحقيقة، فان انقطاع الاتصال، داخل العصب البصري، لا يبدأ مع هذا المرض بالعين انما في وقت سابق. هكذا، يقترب الزرق كثيراً من أمراض تآكلية أخرى، تصيب الدماغ. وهذا من شأنه تغيير نظرة الأطباء كلياً ازاء الزرق. ما يفتح لهم الأبواب على مصراعيها نحو طريقة علاجية للزرق، لا سابق لها.

في ما يتعلق بالأَمراض الأخرى، المتعلقة بتقدم العمر، كما الزهايمر وباركنسون، فان الضرر الذي يصيب الأعصاب يبدأ بصورة مبكرة وينتمي الى آلية تجعل أطراف الأعصاب تفقد قدرتها على التواصل مع أهدافها. بالنسبة للزرق، فان أطراف العصب البصري تفقد قدرتها على التواصل مع "مسقطها" في الدماغ الأوسط. على المدى الطويل، يتعرض عصب العين ثم الشبكية للتآكل. بيد أن التآكل الحاصل ذو طبيعة معكوسة كونه يولد في الدماغ ثم يعود الى الوراء لغاية وصوله الى شبكية العين التي تعتبر مرحلته الأخيرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف