مقايضة افريقية ـ اوروبية لصالح الفيل وسمكة التونا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من المتوقع أن يسفر اجتماع الدول الموقعة على اتفاقية التجارة الدولية بالانواع المهددة إلى إجراءات تضمن حماية الفيلة وسمكة التونا.
تجتمع في الدوحة خلال الفترة من 13 الى 25 آذار/مارس الدول الموقعة على اتفاقية التجارة الدولية بالأنواع المهددة. ومن المتوقع ان يسفر الاجتماع الذي يحضره ممثلو 175 دولة عن اجراءات تهدف الى حماية اثنين من أهم الأنواع المهددة بالانقراض هي سمكة التونا ذات الزعنفة الزرقاء والفيل الأفريقي.
سيتناقش الاجتماع تطبيق قواعد جديدة تقيد التجارة الدولية بالانواع المهددة. وتريد دول الاتحاد الاوروبي حماية اسماك التونة ذات الزعنفة الزرقاء التي تتناقص اعدادها بوتائر خطيرة فيما تريد غالبية الدول الأفريقية فرض حظر على بيع خزين العاج لليابان والصين. وفي الحالتين تتطلب اجراءات الحماية والحظر اغلبية الثلثين. وسيحاول مندوبو الدول المعنية تأمين ما يكفي من الاصوات في مواجهة معارضة من الدول التي تجني ارباحا من التجارة بالنوعين أو تستوردهما.
وتستهلك اليابان ثلاثة ارباع اسماك التونا ذات الزعنفة الزرقاء في العالم ، ويمكن ان يصل سعر العلبة الوحدة من لحم هذه السمكة الى 110 آلاف دولار في سوق الأسماك في طوكيو. وانخفضت اعداد التونا ذات الزعنفة الزرقاء بنسبة 80 في المئة خلال السنوات الثلاثين الماضية وترى منظمات حماية الحياة البرية ودول عديدة ان المتبقي منها على وشك الاختفاء.
اما افيل الأفريقي فهو محمي بطائفة من الضوابط التجارية ولكن سعر لحمه الذي يبلغ 1200 دولار للكيلو في السوق السوداء يشجع على صيده ضد القانون. وقد انخفضت اعداد الفيل الأفريقي في محمية زاكوما في تشاد من 3885 فيلا في عام 2006 الى 617 فيلا في عام 2009 بسبب الصيد بعيدا عن انظار المراقبين.
إزاء هذا الوضع وجه ائتلاف من 23 دولة افريقية رسالة الى دول الاتحاد الاوروبي يطلب مساعدتها في قطع الطريق على مقترح تقدمت به تنزانيا وزامبيا لبيع 110 اطنان من العاج. وكانت دول اعضاء في الائتلاف باعت كميات من العاج في عام 2008 لكنها لم تعد قادرة على بيعه الآن. غير ان ثغرة في الأنظمة الدولية يمكن ان تتيح لكل من تنزانيا وزامبيا القيام بعملية بيع استثنائية واحدة.
وتنقل صحيفة التايمز عن الرسالة التي اطلعت على نسخة منها تلميح الدول الأفريقية الى انها ستدعم مقترح الاتحاد الاوروبي الداعي الى حظر التجارة باسماك التونا ذات الزعنفة الزرقاء مقابل تصويت دول الاتحاد السبع والعشرين ضد بيع العاج.
وتطلب الرسالة عقد اجتماع على هامش ملتقى الدوحة لاطلاع الدول الأفريقية على القضايا التي يعتبرها الاتحاد الاوروبي ذات اولوية في اعمال الاجتماع.
وتتضمن الرسالة تهديدا مبطنا بأن الدول الأفريقية الثلاث والعشرين ستعرقل الموافقة على اقتراحات تدعو الى حماية انواع اخرى مهددة ما لم يؤيد الاتحاد الاوروبي موقفها ضد بيع العاج ، بحسب التايمز ناقلة عن الرسالة الأفريقية قولها "ان الخروج بحصيلة ناجحة في حماية العاج سيمكن الاجتماع من معالجة قضايا وانواع أخرى"
ومن هذه الانواع النمور والدب القطبي وسمك القرش وحيوانات معروفة أخرى يسعى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الى تشديد الضوابط الكفيلة بحمايتها في اجتماع الدوحة.
وتترى بريطانيا ان بيع العاج الأفريقي سيحفز الطلب في الشرق الأقصى ويؤدي الى مزيد من الصيد المحظور. ولكن دولا اوروبية اخرى تفكر في تأييد صفقة البيع لأنها ستأتي بايرادات تمول اجراءات الحماية في تنزانيا وزامبيا. كما تريد بريطانيا حظر ما يُسمى "مزارع النمور". مشيرة الى ان وجود هذه المزارع لتربية النمور بطرق مكثفة في الصين وفيتنام وتايلاند يشجع الاقبال على استخدام النمور في العقاقير الطبية.
ويسفر هذا بدوره عن تزايد اعمال الصيد الممنوع مهددة اعداد النمور المتناقصة اصلا . وتدعو الولايات المتحدة من جهتها الى ادراج الدب القطبي على ملحق الاتفاقية وبذلك حظر التجارة الدولية بهذا الحيوان إلا لأغراض الحماية. ولكن دولا اوروبية ترى ان الحظر سيضر بمصالح السكان الأصليين في القطب الشمالي الذين يعتمدون على التجارة بجلد الدب القطبي وصيده. وتتعاون هذه التجمعات حاليا مع برامج الحماية.
وتريد دول اوروبية تحقق ارباحا من التجارة باسماك التونا ذات الزعنفة الزرقاء مثل اسبانيا وايطالية وفرنسا ومالطا ، ان تُعفى عمليات الصيد المحدودة من الحظر المقترح ولكن بريطانيا تعارض ذلك لأن الاعفاء سيجبز استمرار نحو 40 في المئة من التجارة بهذه الأسماك ، الأمر الذي ليس من شأنه إلا تأخير انقراضها ولا ينقذها