عمليات الاستئصال الوقائي للثدي السليم تتأرجح في الميزان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: ظاهرة جديدة بدأت تلقى رواجًا كبيرًا بين أعداد متزايدة من السيدات المصابات بسرطان الثدي خلال السنوات الأخيرة، بعد أن بدأن يطلبن من الجرّاحين استئصال الثدي السليم جنبًا إلى جنب مع الثدي المصاب. وقد اهتمت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية بإلقاء الضوء على ذلك التوجه، المخالف للطريقة التي كانوا يحافظ من خلالها الأطباء طيلة العقود الماضية على السيدات من تشوهات جراحات سرطان الثدي، بتأكيدهم على فاعلية استئصال الأنسجة السرطانية فقط بدلا ً من الثدي بأكمله.
وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن ليليانا هولتزمان، 50 عاماً، وتعمل كمديرة فنية في آن أربور بولاية ميشيغان الأميركية - بعد أن تم استئصال كلا ثدييها عقب تشخيص إصابتها بسرطان الثدي منذ خمسة أعوام، قولها :" كل ما أريده هو ألا تنتابني مشاعر القلق حيال ذلك. وقد اتخذت هذا القرار ليرتاح بالي. وكنت أريد أن أفعل كل ما بوسعي". وتشير الصحيفة إلى أن نسبة السيدات اللائي يطلبن استئصال كلا الثديين بعد تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي، قد تضاعفت خلال السنوات الأخيرة. وتلفت إلى أن نسبة تقدر بنحو 6 % من السيدات اللائي خضعن لجراحة خاصة بسرطان الثدي عام 2006، اختارت هذا الإجراء، المعروف رسميا ً بالاستئصال الوقائي للثدي للسليم.
في ما أظهرت دراسة أجرتها أخيرا ً جامعة مينيسوتا الأميركية أن من بين السيدات اللواتي يعشن في الأربعينات من أعمارهن، وخضعن لجراحة سرطان الثدي، اختارت واحدة من كل عشرة سيدات استئصال كلا ثدييها. وعلى نحو مفاجئ، حظي هذا الإجراء برواج كبير كذلك بين السيدات المصابات بأشكال السرطان الأولية والأكثر قابلية للعلاج. وهنا، تؤكد الصحيفة على أن السيدات المعروف تعرضهن لمخاطر الإصابة بسرطان الثدي وراثياً، من الممكن أن يقللوا من فرص الإصابة، بإقدامهن على استئصال كلا الثديين قبل ظهور السرطان. لكن معظم السيدات اللواتب يثبت إصابتهن بسرطان الثدي، لا تعمل عملية استئصال الثدي السليم على تحسين احتمالات بقائهن على قيد الحياة.
وقد وجدت دراسة حديثة استعرضت بيانات 108 ألف سيدة خضعن لعمليات استئصال الثدي،( من بينهن تسعة آلاف سيدة اخترن استئصال ثديهن السليم جنبا ً إلى جنب مع الآخر المصاب بالسرطان )، أن استئصال ثدي سليم بالنسبة لمعظم السيدات بعد تشخيص إصابتهن بالسرطان، لا يكون له تأثير على مسألة البقاء على قيد الحياة لمدة طويلة. وهنا، تمضي الصحيفة لتنقل عن دكتور إيزابيل بيدروسيان، أخصائية الأورام الجراحية في مركز أندرسون للسرطان في هيوستن، قولها :" يأتي كثيرون من المرضى إلى عيادتي ويطلبون مني ذلك الإجراء. ومن ضمن الأسباب التي تجعل السيدات يُصبنَّ بحالة من الخوف هو أننا لا نعطهم المعلومات الجيدة. وجزء مما آمله من خلال تلك الدراسة هو أن أخبر معظم المرضى المصابات بسرطان الثدي إنهنَّ سيكن على ما يرام، إذا لم يلجأن إلى هذا الخيار".
وفي هذا الإطار، تنقل الصحيفة عن أطباء تأكيدهم على أن الخطر الأكبر على المرأة لا يتأتى من احتمالية الإصابة بسرطان في المستقبل، وإنما من انتشار محتمل لسرطان هي مصابة به بالفعل. ويمضوا ليلفتوا كذلك إلى أن استئصال الثدي الآخر السليم لا يغير من تلك الاحتمالات. وهنا، يقول دكتور تود توتل، رئيس جراحة الأورام في مركز السرطان الماسوني بجامعة مينيسوتا الأميركية :" تشير السيدات إلى إن السبب الذي يدفعهن لاستئصال كلا الثديين هو رغبتهن في رؤية أولادهن وهم يحصلون على شهاداتهم الجامعية أو مشاهدة أحفادهن وهم يكبرون. لكن استئصال الثدي الآخر لا يساعدهن مطلقا ً على التمكن من البقاء على قيد الحياة لمدة 10 أو 20 عاما ً".
لكن السيدات اللواتي يخترن الخضوع لهذا الإجراء، يقلنَّ إن موافقتهن على هذا الأمر ليس له صلة بالإحصاءات. فبمجرد تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي، لا تكن لديهن الرغبة على الإطلاق في الشعور مجددا ً بوطأة الماموغرام أو الخزعة. كما يلجأن إلى جراحة الاستئصال المزدوج للتأكد من أن تكون صدورهن أكثر توازنا ً بعد خضوعهن لجراحة إعادة بناء الأنسجة. وفي النهاية، تعرب دكتور سوزان لاف، جرَّاحة الثدي وإحدى المدافعات عن صحة المرأة، عن تخوفها من أن تتخذ السيدات قرارات بشأن عمليات الاستئصال الوقائي للثدي السليم دون أن يكونوا ملمين بكافة الحقائق. وتختم بقولها :" لدرجة معينة، تكون السيدات على صواب، لأن ذلك يكون اختيارهن. ويكونوا بحاجة لاختيار الإجراء الذي يبدو مناسباً بالنسبة لهم".