الإمارات تعلن دخولها السباق العالمي للعلاج بالخلايا الجذعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
توفيق السيد: قد يتعجب الكثير ممن لا يعملون فوائد دم الحبل السري الذي كان يعد لوقت قريب من المخلفات الطبية فور الانتهاء من عملية الولادة، غير ان الدراسات الطبية اثبتت أهمية دم الحبل السري في استعادة كفاءة الجهاز المناعي لكونه يحتوي على خلايا جذعية قادرة على التطور لجميع انواع الخلايا بجانب اهميته في علاج امراض الدم بمختلف انواعها كالثلاسيميا والسكري وسرطان الدم وغيرهما من الأمراض التي وقف أمامها الطب عاجزًا.
وفي اطار ذلك أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة دخولها سباق العلاج بوساطة الخلايا الجذعية لتكون بذلك اولي دول منطقة الشرق الاوسط التي تعمل علي تطبيق ذلك النوع من العلاجات بعد الجدل الكبير الذي اثير حول ملف الخلايا الجذعية ومحاربة كبر ي شركات الادوية لتلك التقنية العلاجية التي بأمكانها انهاء معاناة الملايين من المصابين بمختلف الامراض المزمنة التي فشلت مختلف انواع الادوية في علاجها، الامرالذي دعا الي تكتل عدد من كبري شركات الادوية في العالم للحد من تطور ابحاث الخلايا الجذعية ومن ثم تطور علاجاتها خاصة داخل الولايات المتحدة الاميركية التي شهدت توقف تام للبحث العلمي في ملف الخلايا الجذعية اثناء ولاية الرئيس جورج بوش ولم تستأنف تلك الابحاث الا بعد تولي الرئيس باراك اوباما رئاسة الولايات المتحدة الاميركية.
وتفصيلا اعلنت احدي الشركات الاماراتية المتخصصة في التوريدات الطبية "ام اس سي" عن تأسيسها في ابوظبي لمركز بحثي وعلاجي متخصص في اجراء العمليات الجراحية الكبري بواسطة الخلايا الجذعية كعمليات حقن الشريان المؤدي للبنكرياس لعلاج المصابين بمرض السكري، وعمليات زرع النخاع الشوكي لمرضي الثلاسيميا، الي جانب تأسيس مركز علاجي اخر في دبي متخصص في العمليات التجميلية بواسطة استخدام الخلايا الجذعية ايضا واعتمدت الشركة 60 مليون درهم لانشاء المركزين منهم 12 مليون درهم مخصصة للبحث العلمي علي ان تهتم تلك الابحاث بدراسة خارطة الامراض العربية غير ان اهتمام الابحاث في المراحل الاولي سيتجه نحو دراسة مرض السكري نظرا لانتشاره بقوة داخل الامارات فهي تمثل ثاني اكبر دولة علي مستوي العالم من حيث نسبة الاصابة بمرض السكري بنسبة بلغت 24 % ومن المتوقع زيادة تلك النسبة لتصل الي 28 % بحلول عام 2015 ان لم تتخذ الاجراءات اللازمة للحد من انتشار ذلك المرض خاصة وانه سبب رئيسي في الاصابة بمختلف الامراض المستعصية، إضافة لكونه يكبد الامارات اكثر من 200 مليون دولار كنفقات للعلاج بخلاف نفقات مضاعفاته.
من جانبه أكد شهاب عزيز العوضي الرئيس التنفيذي لشركة "ام اس سي" الاماراتية وصاحب مبادرة إنشاء أول كيان بحثي وعلاجي عبر زراعة الخلايا الجذعية في الشرق الأوسط، انه تم مؤخرا توقيع اتفاقية بين الشركة و جهات طبية بالولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وسنغافورة لتوفير الكوادر الطبية اللازمة لافتتاح المراكز خلال العام الجاري، حيث سيعمل اطباء سنغافورة علي إدرارة مركز دبي واجراء العمليات التجميلية بمختلف انواعها، بينما سيعمل اطباء فرنسا والولايات المتحدة علي الاهتمام بالبحث العلمي واجراء العمليات المتخصصة في زراعة الخلايا الجذعية، وفي اطار العمل علي تنمية قدرات ومهارات الكوادر الطبية الوطنية سنحرص علي تدريب عدد من الاطباء المواطنين والاشقاء العرب لمواكبة احدث المستجدات العالمية في ذلك المجال.
وقال يعتمد علي الخلايا الجذعية في علاج الأمراض المستعصية لقدرتها على تجديد كافة أنواع الخلايا والأنسجة في الجسم مثل خلايا القلب والكبد والكلى والدم والعظام والدماغ، إضافة لعلاج التشوهات الخلقية ومختلف أنواع السرطان و السكري والفشل الكلوي أو الكبدي و أمراض القلب أو الجهاز العصبي، فعند توفر الخلايا الجذعية تحل محل الخلايا المصابة أو التي توقفت وظائفها وذلك بطريقة الاستزراع الموضعي أو بطريقة الحقن الوريدي، والخلايا الجذعية هي خلايا موجودة في الجنين الباكر ثم يقل عددها بعد ذلك، ولكنها تستمر إلى الإنسان البالغ في مواضع معينة، وهذه الخلايا لها القدرة لتشكل مختلف أنواع خلايا الجسم والتي تقدر بأكثر من 220 نوعاً من الخلايا المختلفة الأشكال والأحجام والوظائف.
و اوضح ان هذه الخلايا توجد في التكوين الجنيني لما بعد ولادته، وتعتبر مصدراً لبعض أنواع الأنسجة، خاصة الخلايا الجرثومية Germ cells التي تنتج الخلايا الجنسية، وخلايا الدم، وخلايا الجلد، وقد عرفت فيما بعد باسم الخلايا الجذعية البالغة Adult stem cells، أما الخلايا الجذعية التي حركت المعامل وتعلقت بها الآمال في علاج العديد من الأمراض فهي الخلايا الجذعية الجنينية Embryonic stem cells التي وصفت بأنها سيدة الخلايا لأنها بمثابة (الكل) حيث لها قابلية التحول إلى أي نوع من أنواع خلايا الجسم وفق معاملات بيئية محددة في المختبر، وقد نشرت مجلة Nature في عدد تشرين الثاني / نوفمبر 1998 نتائج الأبحاث التي تثبت ذلك التحول، وكانت الثلاثة اعوام السابقة حافلة بالتركيز على هذه الخلايا، سواء الخلايا الجذعية الجنينية أو البالغة .
و قال يمكن الحصول على الخلايا الجذعية من العديد من المصادر، وهي:
الجنين الباكر الكرة الجرثومية أو البلاستولا وبالذات من كتلة الخلايا الداخلية،الجنين الباكر الخلايا الجنسية الأولية أو ما يعرف بالخلايا الجرثومية الأولية، على عكس الخلايا الجذعية المأخوذة من كتلة الخلايا الداخلية من البلاستولا التي لا يزيد عمرها على ستة أيام، المشيمة والحبل السري بعد الولادة مباشرة، من خلايا الأطفال الأصحاء.
وتقوم فكرة الاستفادة من الخلايا الجذعية في علاج الأمراض على اعتبار قدرتها على منح كافة أنواع الخلايا والأنسجة مثل خلايا القلب والكبد والكلى والدم والعظام والدماغ، فعند توفر الخلايا الجذعية تحل محل الخلايا المصابة أو التي توقفت وظائفها وذلك بطريقة الاستزراع الموضعي أو بطريقة الحقن الوريدي، و يمكن استخدام الخلايا الجذعية في تطوير العديد من العقاقير ومعرفة آثارها الجانبية حيث يوفر ذلك وقتاً وجهداً ويجنب الوقوع في العديد من الأعراض الجانبية بعد معرفتها.
يذكر ان المانيا اول دولة في العالم تمكنت من تأسيس أول شركة لحفظ دماء الحبل السري عام 1997بغية استخدامه في علاج اصحابها لاحقا من الأمراض المستعصية.