خبراء: أعاصير أقل.. ولكنها أكثر شدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: في الوقت الذي يرتفع فيه مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإننا قد نشهد عدداً أقل من الأعاصير ولكن حدتها ستكون أشد، حسب مجموعة من أكبر خبراء العالم في الأعاصير المدارية وتغير المناخ.
وقد تم نشر تحديث عن التأثير المحتمل لتغير المناخ على الأعاصير المدارية في عدد آذار/مارس 2010 من مجلة "نيتشر جيوساينس". وتوقع فريق الخبراء المعني بآثار تغير المناخ على الأعاصير الاستوائية في منظمة الأرصاد الجوية العالمية أن هذه العواصف ستشتد بنسبة تتراوح بين 2 إلى 11 بالمائة بحلول عام 2100.
كما تتوقع الدراسة أيضاً أن ينخفض معدل حدوث الأعاصير الاستوائية على الصعيد العالمي بنسبة تتراوح بين 6 و34 بالمائة خلال الفترة نفسها.
ويعكس تفاوت النسب المئوية الشكوك الكبيرة التي تخيم على التنبؤ بالعواصف الاستوائية والأعاصير في ظل تغير المناخ، حسب توماس ناتسن، الرئيس المشارك لفريق الخبراء والمؤلف الرئيسي للدراسة.
والأعاصير والزوابع هي عبارة عن أعاصير مدارية مصحوبة بأقصى سرعة رياح مستمرة تتجاوز الـ 119 كلم في الساعة بالقرب من مراكزها.
وكان فريق الخبراء قد لاحظوا في تقييمهم الأخير في عام 2006، أن هناك "خلافات جوهرية" بين التوقعات العالمية والإقليمية المتعلقة بتأثير تغير المناخ على شدة الأعاصير المدارية.
وأوضح ناتسن أنه بالرغم من توقع حدوث عدد أقل من الأعاصير المدارية بشكل عام في المستقبل، إلا أن هناك احتمال بنسبة 50 بالمائة أن يزداد تكرار حصول الأعاصير المدارية الأكثر شدة، مثل الأعاصير من الفئة الرابعة أو الخامسة التي تصل السرعة القصوى لرياحها أكثر من 212 كلم في الساعة.
ومن بين هذه الأعاصير مثلاً، إعصار نرجس، أحد أكثر الأعاصير فتكاً في العالم، الذي أودى بحياة أكثر من 140,000 شخص ودمر عدداً لا يحصى من الأرواح وسبل العيش في ميانمار في عام 2008. وكان إعصار نرجس إعصاراً من الفئة الرابعة.
وقد ساعد وضع نماذج مناخ أفضل قادرة على التنبؤ بالتغيرات في نشاط الأعاصير في إطار سيناريوهات مناخية مختلفة في رفع مستويات الثقة لدى فريق الخبراء المعني بهذه الظاهرة.
ووفقاً لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) "تحدث حوالي 15 بالمائة من الأعاصير المدارية في العالم في شمال المحيط الهندي. ولكن ارتفاع الكثافة السكانية على طول السواحل المنخفضة جعل هذه العواصف تتسبب بحوالي 80 بالمائة من الوفيات الناجمة عن الأعاصير في جميع أنحاء العالم".
وبعد أن ضرب إعصار نرجس، استخدم فريق من ناسا صوراً ثلاثية الأبعاد من الأقمار الصناعية ولمحات عن الغلاف الجوي من مسبار الأشعة تحت الحمراء للغلاف الجوي الموجود على متن القمر الصناعي التابع للوكالة للنظر في قلب الإعصار وتتبع مساره، وفقاً لخبر منشور على الموقع الإلكتروني لناسا.
وتأمل ناسا في أن يساعد هذا النموذج في توقع مسار الأعاصير ويوفر الوقت الكافي لتحذير الناس وإجلائهم.