صحة

غلاكسو تموِّل داعمي عقار خطير على الصحة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اتُّهِمت شركة صنع العقاقير العملاقة غلاسكو بالاشتراك في النقاش الدائر حول معالجة مرض السكري ذي العلاقة بالجلطات القلبية.

لؤي محمد: اتضح أنه من بين كل عشرة علماء هناك تسعة منهم يتلقون تمويلا من صناعة الأدوية مقابل دعمهم لعقار يثير مخاوف على صحة مستخدميه، حسبما كشفت دراسة جديدة.

وترى صحيفة الاندبندنت اللندنية أن ذلك سيجدد المخاوف من تأثير الشركات المتعددة الجنسيات على سلامة المرضى، حين يتسبب تحذير ما إلى مسح مليارات الدولارات من الأرباح من حسابات هذه الشركات.

إذ يبدو أن شركات الأدوية قد أصبحت بارعة في فبركة النتائج ومنع البيانات غير المحبذة لهذا العقار أو ذاك من الوصول إلى الجمهور في حالة دعمها لوجود مخاطر على حياة المرضى. والآن وجهت لهم التهمة بحرف النقاش الدائر حول عقار معين هو "افنديا" Avandia الذي يوصف إلى ملايين الأشخاص في العالم في حالة إصابتهم بمرض السكري نوع 2. وتقف شركة "غلاكسو سميث كلاين" المتعددة الجنسيات وراء إنتاجه. واعتبر هذا العقار ذا علاقة بالمخاطر المتزايدة من الإصابة بالجلطات القلبية وفق بحث تم نشره في عام 2007.

ومنذ ذلك الوقت والنقاش يدور داخل الأوساط العلمية لتحديد ما إذا كان يجب سحب الدواء من الأسواق. وعلى الرغم من صدور تحذيرات في العديد من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة فإن العقار ما زال يوصى باستخدامه لعشرات الآلاف من المصابين من قبل "المعهد الوطني للصحة والجودة السريرية" Nice في بريطانيا.

وكانت وثائق تم تسريبها إلى صحيفة نيويورك تايمز من "إدارة الأغذية والعقاقير" الأميركية تؤكد أنه كان ممكنا تجنب وقوع 500 جلطة قلبية في الشهر بين المرضى في الولايات المتحدة لو تم تغيير عقار "أفنديا" بعقار آخر.

ويعد هذا العقار واحدا من أكثر العقاقير مبيعا في العالم إذ حقق مبياعت وصلت إلى أكثر من 3 مليار دولار في الولايات المتحدة فقط خلال عام 2006. لكن حينما اصدرت "إدارة الأغذية والعقاقير" المسؤولة عن منح الإجازات في الولايات المتحدة تحذيرا بعد البحث الذي نشر عام 2007 والذي ربط ما بين العقار وحالات الإصابة بالجلطة القلبية هبطت المبيعات بشكل كبير. وتعيد حاليا هذه الوكالة النظر وللمرة الثانية في عقار "أفنديا" وستعلن عن نتائجها في يوليو(تموز) المقبل.

وساعدت الدراسة الأخيرة على تسليط الضوء على السبب وراء تعارض الآراء تجاه عقار "أفنديا" إذ اتضح أن من بين كل 10 علماء شاركوا في صياغة رأي إيجابي تجاه هذا العقار هناك أكثر من 9 لهم أواصر مالية بشركات الأدوية المنتجة لعقاقير خاصة بالسكري بينما هناك 87% منهم له أواصر مالية بشركة "غلاسكو سميث كلاين" بالتحديد. وعلى العكس من ذلك فإن أقل من 30% من أولئك الذين لهم أواصر مالية مع صناعة الأدوية عبروا "عن آراء غير محبذة" لعقار "أفنديا". واتضح أن أولئك الذين انتقدوا أفنديا هم "من دون روابط تجعلهم يمثلون مصالح متعارضة" حسبما جاء في الدراسة.

ونشرت هذه الدراسة في مجلة "بريتيش مديكال جورنال" وقال الباحثون من عيادة مايو الذين شاركوا في إنجازها: "كان هدفنا هو تحديد ما إذا كانت تعارضات المصلحة المالية مع شركات صنع الأدوية وراء هذا الجدل. وحسب كشوفنا يبدو أن الجواب هو نعم".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف