عقار للكوليسترول : مخاطره الصحيّة كبيرة

تم التوصل الى نتيجة مفادها أن أدوية الكوليسترول قد لا تكون آمنة كإجراء وقائي مثلما كان الكثير من الناس يظنون خصوصًا أولئك المعرضين لمخاطر كبيرة الاحتمال من الإصابة بجلطات قلبية أو دماغية.

لؤي محمد: بمباركة من الحكومة الأميركية ستقوم شركة أدوية عملاقة بتوسيع سوقها من خلال تقديم دوائها "كرستور"Crestor لتقليص الكوليسترول لجمهور من خانة جديدة: فكإجراء وقائي سيقدم للملايين من الناس الذين لا يعانون مشاكل مع الكوليسترول.
لكن بعض الخبراء يتساءلون فيما إذا كان الإجراء سليما. فهم يشيرون إلى أن أدوية الكوليسترول قد لا تكون آمنة كإجراء وقائي مثلما كان الكثير من الناس يظنون خصوصًا أولئك المعرضون لمخاطر واطئة الاحتمال من الإصابة بجلطات قلبية أو دماغية.

وظل عقار "ستايتينز"Statins موضع ثناء لإنقاذه حياة الآلاف من الأشخاص كل سنة مع اعراض جانبية قليلة نسبيا وبعض الخبراء الطبيين نصحوا باستخدامه بشكل أوسع. لكن بالنسبة إلى الناس الصحيين فإن ستايتينز يؤخذ كإجراء احترازي وهذه هي الخانة من الأفراد التي يوجه إليها عقار "كرستور" لكن بعض الخبراء يقولون إن الفوائد قد لا تزيد عن الأعراض الجانبية الناجمة عن تناوله. ومن بين المخاوف التي نشرت في الفترة الأخيرة هو أن استخدام ستايتينز قابل لأن يرفع نسبة الإصابة بالسكري نوع 2 بنسبة 8%.

وقال الدكتور مارك هلاتكي بروفسور البحث الصحي وطب أمراض القلب في جامعة ستانفورد لمراسل صحيفة نيويورك تايمز "إنه أمر حسن أن يكون المرء متشككا حول ما إذا كان هناك ضرر على المدى البعيد للأشخاص الصحيين في حالة أخذهم عقارًا كهذا. كذلك هناك نقاش حول اختبار الدم الذي يستخدم لتشخيص المرشحين لتناول عقار ستايتينز. وبدلا من البحث عن الكوليسترول السيئ يقيس الاختبار درجة الالتهاب في الجسد باعتباره سببا مباشرا للمشاكل في الأوعية القلبية".
ووافقت "إدارة الإغذية والادوية" الاميركية على المعايير الجديدة لعقار كرستور الذي تصنعه شركة أسترازينيك وأصبح اليوم ثاني عقار يباع في الأسواق بعد ليبيتور لشركة بفايزر. وتستند الإعلانات التجارية لكرستور إلى ما جاء في موافقة هذه الإدارة على العقار.

وبحسب المعايير الجديدة فإن ما يقرب من 6.5 ملايين شخص في الولايات المتحدة أصبحوا مرشحين لتناول ستايتنز على الرغم من أنهم لا يشكون من الكوليسترول وليست لديهم أي مشاكل قلبية. هذا إضافة إلى 80 مليونا هم حاليا ضمن المقاييس الخاصة بالمصابين بالكوليسترول وهناك نصف منهم يتناولون عقار ستايتنز.

وكتب على الماركة الجديدة من عقار ستايتنز التي تحمل اسم كرستور أن الدواء يوصف للرجال الصحيين ابتداء من سن الخمسين فما فوق وللنساء من سن الستين فما فوق ولأولئك الذين يدخنون أو المصابين بضغط الدم العالي إضافة إلى ذلك فهو يزيل الالتهاب من الجسم.

وكان بعض المرضى قد اشتكوا من حكة في عضلات جسمهم بسبب تناولهم عقار ستايتينز وعادة يقوم الاطباء بفحص المرضى الذين يتناولون عقاقير من وقت لآخر للتوثق من أن انزيمات الكبد ليست عالية بشكل غير طبيعي. وإذا كان الأطباء اعتبروا أعراضا جانبية ضئيلة جدا قياسا بمنافع استخدام العقار للأشخاص الذين يحملون الكوليسترول السيئ أو أولئك المعرضين للإصابة بانسداد الأوعية القلبية.

ثم جاء الدليل غير المتوقع عن ربط عقار ستايتنز بمخاطر الإصابة بالسكري والذي تم الإعلان عنه في مجلة " ذا لانسيت" الطبية البريطانية الشهر الماضي.

واعترفت إدارة الأغذية والأدوية بمخاطر الإصابة بالسكري نوع بي وهذا ما جعلها تطلب من الشركة المصنعة إضافة هذا الاحتمال على العلبة. ولكن الوكالة مع ذلك وافقت على استخدام العقار من قبل الأشخاص الصحيين على ضوء ما تبين من انخفاض صغير لكنه محسوس من الإصابة بالجلطات الدماغية والقلبية وحوادث انغلاق الأوعية القلبية.