إيلاف+

جليد القطب الشمالي يسترد عافيته

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أعادت ظاهرة "التذبذب القطبي" العافية إلى القطب الشمالي مع توسّع رقعته إلى مليوني ميل مربع بعدما تقلّص حجمه عام 2007 الى أصغر مساحة منذ بدأ حفظ سجلات لنتائج رصد المنطقة.

اكتشف علماء ان حجم الغطاء الجليدي للقطب الشمالي اتسع بمعدلات لم تُعرف منذ عام 2001. ويبدو ان تغير اتجاه الريح الباردة عبر بحر بيرنغ خلال الأشهر الماضية تسبب في تجمد آلاف الأميال المربعة في المحيط الشمالي. ويقول العلماء ان الظاهرة نفسها التي تُسمى "التذبذب القطبي" تتحمل ايضا قسطا من المسؤولية عن موجة الصقيع التي شهدها شمال اوروبا وشرق الولايات المتحدة هذا الشتاء.

وتبين ارقام مكتب الارصاد البريطاني للفترة الممتدة من كانون الأول/ديسمبر الى شباط/فبراير ان بريطانيا عاشت أبرد شتاء منذ عام 1979 بلغ متوسط درجة الحرارة فيه 1.6 درجة مئوي، أو ما يقل 2.1 درجة عن المتوسط في الأحوال الاعتيادية.

تشكل ظاهرة "التذبذب القطبي" طوقا من الرياح العاتية التي تدور باتجاه معاكس لعقرب الساعة حول القطب الشمالي لحبس هواء القطب البارد. وكان تأثير الظاهرة هذا العام سلبيا، بمعنى ان الطوق انكسر فأتاح تسرب هبات من الهواء البارد الى خطوط عرض أدنى مستوى.

واعرب مارك سيريز مدير مكتب معلومات الثلج والجليد في ولاية كولورادو الاميركية عن دهشته لاستعادة القطب الشمالي عافيته بعد الذوبان الكبير في عام 2007 عندما تقلصت رقعة جليد الصيف الى أصغر مساحة منذ بدأ حفظ سجلات لنتائج رصد المنطقة.

ونقلت صحيفة التايمز عن سيريز قوله ان "الشتاء الماضي كان مجنونا" مشيرا الى "ان تنامي الغطاء الجليدي في القطب الشمالي وموجة البرد التي اجتاحت اوروبا الشمالية وشرق اميركا كلها ترتبط بهذا التذبذب القطبي السلبي بشدة".

وقالت العالمة في مكتب الارصاد البريطاني فيكي بوب ان ظاهرة التذبذب القطبي أثرت في مناخ نصف الكرة الشمالي برمته "وكان لها دور في الجو الدافئ للغاية في منطقة البحر المتوسط وغرب كندا حيث كانت دورة الالعاب الاولمبية الشتوية مهددة بعدم هطول ثلوج كافية".

ويؤكد العلماء ان عودة الغطاء الجليدي الى النمو من جديد في القطب الشمالي والرياح الصقيعية التي هبت على الولايات المتحدة هي تغيرات طبيعية في المناخ لا تمت بصلة تُذكر الى التغير المناخي على المدى البعيد. وقال سيريز ان سجلات وكالة الفضاء الاميركية تبين ان متوسط درجة الحرارة في العالم خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير كان في الحقيقة يزيد على المعدل العام بنحو 0.7 درجة مئوي.

وتلاحظ صحيفة التايمز ان مثل هذا التحفظ يتعارض مع التحذيرات التي اطلقها علماء في عام 2007 عندما تعرض الغطاء الجليدي للقطب الشمالي الى ذوبان صيفي واسع النطاق، وسجل رقما قياسيا دفع كثيرا من العلماء الى القول بأن ارتفاع حرارة الأرض دفع القطب الشمالي الى نقطة حرجة قد لا يعود منها ابدا. ولكن الغطاء الجليدي في القطب الشمالي اتسع في صيف العام الماضي الى مليوني ميل مربع وتبين ارقام هذا العام انه يقترب من مستوياته الطبيعية بالنسبة لهذا الوقت من السنة.

وقال سيريز انه "لدى النظر الى الوراء نرى ان ردود الافعال على ذوبان 2007 كانت مشتطة وتتمثل العبرة في ان علينا ان نكون اكثر حذرا بعدم المبالغة بما نقرؤوه في حادث واحد".

وتشير صحيفة التايمز في تقريرها الى ان العلماء سبق ان ارتكبوا اخطاء في تقدير اتجاهات قصيرة المدى مثل الزيادة في العواصف المدارية. ففي 2004 و2005 اوحت الزيادة في عدد العواصف وقوتها، بما في ذلك اعصار كاترينا، لبعض الباحثين بأن بعض التيارات العميقة في المحيط الأطلسي المرتبطة بتيار الخليج، تباطأت بمقدار الثلث. واصدروا تحذيرا اشاروا فيها الى ان تيارات المحيط التي تمنح اوروبا مناخها المعتدل يمكن ان تتوقف. ولكن دراسات احدث اظهرت ان مثل هذه التيارات تتباطأ وتُسرع بصورة طبيعية وبالتالي فان التغيرات التي تحدث على المدى القريب لا يمكن ان تعتبر دليلا على ارتفاع حرارة الأرض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف