شعاب الأحمر تفقد ألوانها بسبب التغييرات المناخية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
النسبة الكبيرة من شعاب البحر الأحمر ستتحول لبيضاء لأسباب متعدّدة أهمها المناخ والفضلات التي تلقى في هذا البحر من قبل شركات وقرى صغيرة يملكها أشخاص أصحاب نفوذ
فتحي الشيخ من القاهرة: قال وزير البيئة المصري ماجد جورج إن "التغيرات المناخية سوف تكون سببا في أن تفقد 95% من الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر لونها الأحمر والبرتقالي لتتحول إلى اللون الابيض مع نهاية القرن الحالى، كان ذلك في الاجتماع الوزاري للهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن بالعاصمة السودانية الخرطوم منذ بعض اسابيع.
خطورة موت الشعاب المرجانية يوضحها لايلاف الدكتور عادل أحمد استاذ علوم البحار والمصايد قائلا: الشعاب المرجانية تمثل مصدر للغذاء إذ تحتوي أحياء بحرية كثيرة تمثل غذاء للأسماك والكائنات البحرية ومصدر للدواء وحماية للمدن الساحلية من الأمواج ويمثل اي تهديد للشعاب المرجانية تهديد للحياة البحرية في البحر الأحمرككل حيث ترتبط الأسماك و الشعاب المرجانية ارتباطاً وثيقاً و يؤثر غياب أحدهما في وجود الآخر تأثيراً كبيراً ولن نتجاوز الحقيقة إذا ما قلنا انه لا أسماك شعاب بدون شعاب و لا شعاب بدون أسماك حيث تعد بيئة الشعاب مصدر اساسي منتج لتواجد غذاء الاسماك ، وليست كل أسماك البحر الأحمر هي أسماك شعاب مرجانية و لكن يمكننا القول إن معظم الأسماك ترتبط بالشعاب المرجانية بشكل مباشر أو غير مباشر فبالإضافة إلى الأسماك القاطنة للشعاب و التي يطلق عليها أسماك شعاب يوجد مجموعة أخرى تأتى للتغذية أو وضع البيض أي هناك جزء من دورة حياتها مرتبط بالشعاب المرجانية.
أهمية الشعاب تعدت الكائنات البحرية وهو ما يوضحه محمد مراد صاحب مركز غوص في مدينة شرم الشيخ المصرية قائلا الغوص هنا من الاهداف الاساسية التي ياتي من أجلها السائح وهنا العديد من مراكز الغوص التي تقدم خدمات الغطس وهناك العاملين بها وفي حالة موت الشعاب المرجانية سوف يعود هذا بالضرر على كل المنشات السياحية هنا من فنادق ومحلات ومراكز غوص وبالفعل هناك بعض التعديات ولكن مع الوقت بدأت جهود كثيرة للمحافظة على الشعاب المرجانية.
بالنسبة إلى ال20% التي تدمرت بالفعل فيرجع هذا إلى عدد من الاسباب يوضحها أحمد عادل قائلا : اهم اسباب تدمير الشعاب المرجانية في البحر الأحمرترجع إلى التلوث الناتج عن عملية التعدين و ما يحدث من تسربات نفطية، و الصيد الجائر، والذي يؤدي إلى خلق عدم توازن في النظام البيئي الخاص بالشعاب المرجانية؛ وهو ما يؤدي إلى هيمنة بعض أنواع الكائنات البحرية الضارة بالشعاب ، بالاضافة إلى الاحتباس الحراري مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المياه وموت " الكائنات التي تعتمد عليها الشعاب المرجانية كمصدر طاقة لها. ويؤدي ذلك حتمًا إلى موت الشعاب المرجانية نفسها. وخطورة موت الشعاب المرجانية يحددها ، واخيرًا التوسع الكبير في انشاء قري ساحلية سياحية بطرق غير مسئولة حيث يعمد بعض اصحاب هذه القري إلى ردم اجزاء من البحر على شواطيء تلك القري خاصة التي يمتلكها اشخاص ذوو نفوذ.
و كان قد كشف تقرير، صادر منذ بضع شهور عن وحدة المتابعة الساحلية بجهاز محميات البحر الأحمربمصر، عن أنه تم ردم مساحة ٨٦٦٠ متراً من شاطئ البحر الأحمربمشروع احد القري السياحية بالمخالفة لقانون البيئة، وذلك فى الفترة من يوليو ٢٠٠٨ حتى يونيو ٢٠٠٩ ، وأشار التقرير إلى أن الدوريات الساحلية ضبطت تكسير شعاب مرجانية بواسطة حفار باحدى القرى السياحية المملوكة لاحد اعضاء البرلمان المصري و عضو الحزب الحاكم ، وإلقاء بلوكات خرسانية على الشعاب المرجانية بقرية اخري ، وأوضح التقرير أنه تم تحريك عدد ٤ دعاوى جنائية ضد أصحاب الفنادق والقرى السياحية لقيامهم بمخالفات بيئية ، وهو ما دعى سعد خليفة عضو البرلمان المصري لتقديم سؤال لرئيس الوزراء المصري في البرلمان مبررا ذلك بقوله: كيف تم ردم هذه المساحة الهائلة من الشاطئ في غفلة من المسئولين عن البيئة والسياحة؟ أم أن أصحاب هذه المشاريع تمكنوا بنفوذهم من إسكات هؤلاء المسؤولين بشكل أو بآخر؟ وكيف لم يرهم احد طوال فترة الردم.
وهذا ما يجيب عنه المهندس وحيد سلامة مدير عام المحميات في مصر قائلا: محافظة مثل البحر الأحمر يبلغ ساحلها على البحر 1080 كيلو ويراقب هذه المسافة 150 فردًا،إضافة إلى 11 مكتبًا تابعًا لمحميات البحر الأحمر وان ما يحدث هو أن اصحاب القرى يقومون باخذ الموافقة على ردم اجزاء معينة ومساحات صغيرة ولكنهم لا يلتزمون بالقرارات ولا بالقوانين ونقوم نحن بالتصدي لكل هذه الحالات عند علمنا بهذه الحالات.
موضوع الردم هو واحد من عدة أسباب اخري مثل عمليات التعدين التي تقوم بها الدول المطلة على البحر الأحمر ، وعلميات النقل النشط بواسطة ناقلات البترول في البحر و عبر قناة السويس وعمليات الصيد الجائر في البحر الأحمر ولكن كل هذه الأسباب يمكن السيطرة عليها بسهولة بجانب خطر الاحتباس الحراري الذي حذر منه الوزير المصري وهو ما يؤكده عادل أحمد لايلاف قائلا :الاحتباس الحراري خطره كبير لكثرة اسبابه ، وهو سوف يؤدي لأرتفاع درجات حرارة المياه مما يهدد حياة الكائنات التي تعتمد عليها البوالب المرجانية كمصدر طاقة لها. ويؤدي ذلك حتمًا إلى موت الشعاب المرجانية نفسها. كما أنه من المتوقع زيادة تكرار وحدة العواصف الاستوائية، التي بإمكانها التسبب في تدمير الشعاب المرجانية.
إضافة إلى ارتفاع مستوى البحار، الذي سيؤثر تأثيرًا مباشرًا على الشعاب المرجاني حيث تعتمد على الضوء ودرجة الحرارة المنخفضة بشكل كبير في نموها.