أميركا تستخدم سلاح المساعدات لفرض القبول بإتفاق كوبنهاغن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تسعى واشنطن إلى رفض تقديم المساعدات للبلدان التي تعارض إتفاق كوبنهاغن.
أفادت تقارير أن وزارة الخارجية الاميركية تتجه نحو حجب المساعدات التي تقدمها للتكيّف مع آثار التغير المناخي عن البلدان التي تعارض إتفاق كوبنهاغن. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن بوليفيا واكوادور ستُحرمان الآن من المساعدة الاميركية بعد أن وقفت البلدان ضد البروتوكول الذي إنبثق عن فوضى القمة المناخية التي عُقدت في العاصمة الدنماركية، ويحظى الآن بدعم 110 دول من أصل 192 دولة اعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية حول التغير المناخي.
وقال مراقبون ان السياسة الجديدة تشير إلى أن ادارة الرئيس اوباما مستعدة لإتخاذ موقف متشدد بإستخدام سلاح المساعدات الى جانب الدبلوماسية لحمل بلدان نامية على التوافق مع الجهود الرامية الى التوصل لإتفاق دولي على معالجة الإحتباس الحراري.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المبعوث الاميركي تود ستيرن قوله ان هناك موارد مالية أُقر تخصيصها في إطار إتفاق كوبنهاغن وان الولايات المتحدة ستعمد الى إستخدام مواردها المالية بحيث تذهب الى البلدان التي أبدت رغبة في الإنضمام الى الإتفاق. وقال ستيرن ان القرار لا يشمل دولاً محدَّدة، في اشارة الى ان البلدان التي عارضت البروتوكول يمكن مع ذلك ان تتلقى مساعدة.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" ان بوليفيا كانت في البداية مرشحة لتلقي مساعدات مناخية بقيمة 3 ملايين دولار واكوادور 2.5 مليون دولار، وأُبلغت منظمات بيئية في واشنطن ان وزارة الخارجية تفكر في مثل هذه الخطوة.
وترى إدارة أوباما أن إتفاق كوبنهاغن والتعهد بمساعدات قدرها 30 مليار دولار للبلدان الفقيرة، يشكلان رزمة واحدة وبالتالي فإن البلدان التي تعارض البروتوكول لا تكون مؤهلة لمثل هذه المساعدات.
ولكن اولدن ماير، مدير التغير المناخي لإتحاد العلماء المهتمين، حذّر من ان مثل هذه السياسة تهدد بتصعيد حدة التوتر بين البلدان الصناعية والبلدان النامية، الذي كان من العقبات الرئيسة في طريق التوصل الى إتفاق في قمة كوبنهاغن. ونقلت صحيفة "الغارديان" عن ماير قوله ان الأميركيين يتخذون موقفًا متشددًا ولكنه يمكن ان يصبح استراتيجية ذات مردود عكسي، واوضح ان قطع المساعدات عن بلدان تعاني من آثار التغير المناخي الناجمة اساسًا عن انبعاثات غازية من الولايات المتحدة والبلدان الصناعية الأخرى يهدد بجعل هذه البلدان تبدو وكأنها الطرف الشرير في لعبة اخلاقية.
واضاف ماير "انها إستراتيجية لن تلقى اصداء ايجابية في العالم النامي". كما انها يمكن ان تعرض الولايات المتحدة لمزيد من الانتقادات لتخلفها عن تحمل قسطها من المساعدات المناخية للبلدان النامية. وكانت الولايات المتحدة قد ساهمت بأقل من نصيبها في صندوق هذه المساعدات.
قامت بوليفيا في قمة كوبنهاغن التي عُقدت في كانون الأول/ديسمبر بدور المدافع عن موقف البلدان النامية التي تُدفَع دفعًا الى قبول اتفاقية دولية لا تفعل ما يكفي للحد من الإنبعاثات الغازية أو حماية البلدان الأفريقية والجزر الصغيرة التي ستتحمل العبء الأكبر من آثار التغير المناخي. وإنضمت بوليفيا الى كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا في معارضة الاتفاق رسميًا. ولم تصدر الإكوادور بيانًا كهذا لكنها من الدول التي لم تصادق رسميًا على الإتفاق حتى الآن. ومن بين المتحفظين دول مكشوفة بحدة لآثار التغير المناخي مثل جزيرة توفالا التي جاهرت بمعارضتها الشديدة لعملية التفاوض في كوبنهاغن، في حين أن دولاً أخرى تُعد مصدرًا كبيرًا للإنبعاثات مثل الأرجنتين.