خبراء يتداولون بادارة منظمة الصحة العالمية لوباء انفلونزا "اتش1 ان1"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ناقش خبراء الاثنين في جنيف إدارة منظمة الصحة العالمية لوباء انفلونزا اتش1 ان 1.
جنيف: بدأ فريق من الخبراء الاثنين في جنيف البحث في مسألة الادارة الدولية لانفلونزا "اتش1 ان1" الوبائية بعد نحو عام على انتشارها، فيما تزايدت الانتقادات الموجهة في هذا الشأن الى منظمة الصحة العالمية.
وقالت مارغريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية في افتتاح المؤتمر الذي يضم ممثلين عن 193 دولة اعضاء في المنظمة ومنظمات غير حكومية "نعمل على استخلاص العبر (..) حول طريقة تفاعل المنظمة والمجتمع الدولي مع الجائحة".
واضافت "نريد ان نعرف ما نجح وما لم نجح وان نعرف لماذا اذا امكن؟ نريد ان نعرف ما يمكن تحسينه وكيف؟". وقالت "نريد تقييما صريحا وناقدا وشفافا ومستقلا حول ادائنا".
واشارت الى ان الخبراء سيبحثون في الوثيقة التي تحكم اجراءات الوقاية والتحرك المطلوب في حال وقوع ازمات صحية على الصعيد العالمي. واعتبرت تشان ان هذه التدابير "خضعت لتجربة قصوى بسبب مرض معد على نطاق واسع".
وكانت المنظمة شكلت لجنة تحقيق من تسعة وعشرين خبيرا "مستقلا" ردا على التهم الموجهة اليها بانها بالغت في شأن خطر اول موجة وبائية يشهدها القرن الحادي والعشرين، بتأثير من مختبرات الصيدلة ما حدا الدول الاعضاء فيها الى شراء عدد كبير من اللقاحات لم تكن تحتاج اليها.
ويستمر اجتماع هذه اللجنة ثلاثة ايام في جنيف.
وكان مستشار المنظمة الخاص لانواع الانفلونزا الوبائية كيجي فوكودا شرح اخيرا ان "النظر عن كثب الى وباء +اتش1 ان1+ يجعلنا ندرك انه ينبغي لنا تعلم امور كثيرة لكي نتصرف على نحو افضل".
غير ان اخصائيين استطلعت وكالة فرانس برس رأيهم دافعوا عن رد فعل منظمة الصحة العالمية السريع في اعقاب اكتشاف فيروس انفلونزا الخنازير في المكسيك والولايات المتحدة في نيسان/ابريل 2009، وان اشاروا الى ان بعض الاخطاء شابتها.
ويقول البروفسور جون اوكسفورد المتخصص في مركز ابحاث الفيروسات في المستشفى الملكي في لندن "اعتقد انهم برهنوا على قدرة على التحكم بالامور. ينبغي لنا ان نشكرهم على الكثير".
ويضيف "ان قسطا كبيرا من الانتقادات سياسي فحسب. لم يوجه اي عالم فيروسات نقدا لتصرف المنظمة".
وكان بعض اعضاء مجلس اوروبا الذي انشأ لجنة تحقيق وجهوا انتقادات لاذعة لمنظمة الصحة العالمية فيما كان الجدل يتعاظم في دول عدة في شأن ملايين اللقاحات التي لم تستخدم وسيكون مصيرها التلف.
ونصحت منظمة الصحة العالمية بحملات تلقيح واسعة غير ان السكان في معظم الاحيان لم يمتثلوا بعدما تبين ان عدد الضحايا من جراء الفيروس هو ادنى من المتوقع.
ويؤكد ديفيد هايمان وهو المسؤول السابق عن الامراض المعدية في منظمة الصحة العالمية انه "ينبغي تحسين الوعي" على صعيد التلقيح، وهو الاسلوب الاجدى لحماية السكان لا سيما الاكثر عرضة من بينهم.
ويشدد على انه "ينبغي للناس ان يدركوا انه يجب ان يلقحوا في حال وجود لقاح".
غير انه يلفت ايضا الى ضرورة ان يفكر الخبراء مليا في مسألة تقدير ضرر وخطورة الفيروسات عند الحديث عن جائحة التي تشمل اليوم خصوصا مدى انتشار مرض معد.
واستندت منظمة الصحة العالمية الى معيار انتشار فيروس "اتش1 ان1" بسرعة كبيرة من اجل اعلان هذه الانفلونزا "جائحة" في حزيران/يونيو 2009، ولتطلق تلقائيا بموجب قوانين الصحة العالمية، مجموعة من التدابير من بينها النصح بحملات تلقيح السكان على نحو واسع.
ويذكر هايمان وهو يشغل راهنا منصب رئيس الوكالة البريطانية لحماية الصحة انه "خلال المراحل الاولى وفي حال لم نكن على اطلاع جيد على المرض، من المفترض اتخاذ اكثر التدابير صرامة".
ويذكر اوكسفورد بأن الخبراء لم يكونوا يعلمون الا القليل عن اصول "اتش1 ان1" وطريقة انتقاله من الخنزير الى الانسان.
وكانت تشان حذرت الاسبوع المنصرم من انه في ظل استمرار غياب مراقبة حقيقية على الامراض في القطاع الزراعي "سنواجه اوبئة جديدة".
ومن اجل مزيد من الشفافية، طلب من الخبراء ان يذكروا اي تعاون سابق لهم مع القطاع الصيدلي.
وسيتم رفع تقرير اولي الى تشان قبل عقد الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في ايار/مايو على ان تسلم النتائج النهائية في كانون الثاني/يناير 2011.