قمة كوبنهاغن المناخية اجهضها "كمين" دنماركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قال وزير البيئة الهندي جيرام راميش ان قمة كوبنهاغن المناخية ُقتلت في مهدها بتسريب نص المشروع الدنماركي للتفاوض الى صحيفة "الغارديان" محذرا من ان انهيار الثقة الدولية سيقوض محادثات المناخ هذا العام ايضا.
وفي مقابلة مع صحيفة "الغارديان" قبل انطلاق جولة جديدة من الاجتماعات لبحث آثار التغير المناخي سلط راميش ضوء جديدا على قمة كوبنهاغن التي عُقدت في كاون الأول/ديسمبر الماضي دون احراز نتائج يُعتد بها. وشدد وزير البيئة الهندي بصفة خاصة على بقاء الهوة بين البلدان الغنية والكتلة الأساسية من الاقتصادات الناشئة ممثلة بالبرازيل وجنوب افريقيا والهند والصين.
ورفض راميش محاولة بريطانيا تحميل الصين مسؤولية النتائج المخيبة التي طلعت بها قمة كوبنهاغن قائلا ان ما اضعف هذه النتائج هو "الكمين" الفاشل الذي نصبته الدولة المضيفة ، الدنمارك ، مستهدفة قادة الاقتصادات الناشئة . وقال ان الدنمارك حاولت الاستعاضة عن نصوص الأمم المتحدة بمسودة نص جديد للتفاوض حوله.
وكشف وزير البيئة االهندي في المقابلة ان مسودة النص الدنماركي وزعت في بداية المؤتمر وسُربت بطريقة غامضة الى صحيفة الغارديان "وان تسريب المشروع الدنماركي هو الذي دمر مؤتمر كونبهاغن من اليوم الأول". وكان النص الدنماركي مقترحا توافقيا وزع بصورة سرية مسبقا على كبار المفاوضين. وقال راميش انه ونظيره الصيني شي جينهوا اطلعا بصورة غير رسمية على النص، واشارا الى النواحي المرفوضة فيه.
وانهار مسار التفاوض عبر هذه القناة الخلفية عندما سُرب النص قبل التوصل الى اتفاق وبذلك النيل من هيبة رئيسة المؤتمر الدنماركية كوني هيدغارد. ونقلت الغارديان عن راميش قوله "ان كوني هيدغارد جاءت لمقابلتي في دلهي واعترفت لأول مرة بأن تسريب النص الدنماركي كان الضربة المميتة التي لم يشف منها مؤتمر كوبنهاغن".
صُرف النظر عن الوثيقة الوسطية المؤلفة من 30 صفحة تغطي طائفة واسعة من القضايا ليشتبك زعماء العالم في جدل حول بديل منها. وجرت غالبية المفاوضات في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة التي بادرت دول الاقتصادات الناشئة خلالها الى تشكيل تكتل خاص بها.
وقال راميش في حديثه للغارديان ان قادة هذه الدول اوضحوا من البداية انهم لم يحضروا للتفاوض حول وثيقة. وأكد وزير البيئة الهندي "ان هذا لم يكن الهدف من اجتماع رؤساء الدول. وكان غريبا ان نرى رؤساء دول يجادلون حول اللغة الانكليزية وحول الفواصل والنقاط. فان هذا كان مسؤولية القائمين على التحضير للمفاوضات".
واشار راميش الى ان الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا "جلس لمدة نصف ساعة ثم غادر لأنه أدرك ما يجري. لقد كان كمينا".
وبعد الكشف عن اتفاق كوبنهاغن المخفف قال عدة مفاوضين اوروبيين ان الصين منعت تحديد اهداف بالأرقام ، بما في ذلك مقترح المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بان لا يسري هدف عام 2050 إلا على الدول الغنية. ولكن وزير البيئة الهندي وصف هذه الانتقادات بأنها "نفاق فكري".
وقال ان تحديد هدف للدول الغنية حتى عام 2050 "سيحد ضمنا من المجال الكاربوني المتبقي لتطور الاقتصادات الناشئة"، أي كمية الغازات التي يمكن التسبب في انبعاثها دون زيادة خطيرة في حرارة الأرض. وقال راميش انه ابلغ ميركل ان هذه الدول ليست ضد تحديد هدف عالمي على ان يكون هناك وضوح بشأن ضمان التكافؤ في كمية الغازات المسموح بها. واكد ان هذه علامة استفهام ما زالت قائمة حتى اليوم. وما لم تُحل قضية التكافؤ فان الهند والصين لن توافقا على اتفاق دولي ، بحسب راميش.
وقال وزير البيئة الهندي ان انتقادات بريطانيا للصين لم تساعد الجهود الرامية الى تحسين اجواء التفاوض. كما حمل بشدة على ما تردد من ان الولايات المتحدة ستحجح مساعداتها المناخية عن دول مثل بوليفيا واكوادور رفضت التوقيع على اتفاق كوبنهاغن.
ومن المقرر ان تعقد مجموعة الاقتصادات الناشئة اجتماعها القادم في 25 نيسان/ابريل في كيب تاون في جنوب افريقيا قبل الاجتماع الوزاري الذي دعت ميركل الى عقده في 2 ايار/مايو تمهيدا للمفاوضات المقررة في برلين وكانكون في وقت لاحق من العام. وابدى وزير البيئة الهندي تشاؤمه من احراز تقدم. وقال انه لا يتوقع ان يختلف عام 2010 عن عام 2009 مشيرا الى الجهود الاميركية "المخيبة" لخفض الانبعاثات الغازية في الولايات المتحدة والغموض الذي يلف الثلاثين مليار دولار الموعودة لمساعدة اشد البلدان تضررا بالتغير المناخي وغياب المساعي الرامية الى معالجة انعدام الثقة.