بركان "أيسلندا" يعيد للذاكرة بركان "لاكي"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد قنديل من دبي: يتابع الخبراء ثوران بركان أيسلندا وبلبلة خطوط الطيران التي تعيشه معظم مطارات العالم وعينهم على ما حدث قبل 227 عاما حينما ثار بركان "لاكي" الذي نشط فجأة عام 1783 في أيسلندا أيضا وقذف حمما وغبارا بركانيا محملا بالسموم سبب هلاك الزراعة في أيسلندا فقتل ربع السكان فيها بسبب أن المحصول الزراعي قد تلوث.
ويؤكد الخبراء أن الرماد البركاني محمل بذرات السلفور الكبريتية هذه الذرات تعكس أشعة الشمس وتمنعها من الوصول إلى الأرض وبالتالي من المتوقع أن تحدث انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة لأشهر والأخطر ربما لسنوات. وبالتالي فيتخوف الخبراء من شتاء قارس في عموم أوروبا وصيفا يقولون أنه لن يأتي. و كما يسبب الرماد البركاني ارتفاع في درجة الحرارة فانه يسبب أيضا أعطال لمحركات الطائرة فيمكن أن تسبب جزيئات الزجاج الموجودة في الرماد بتدمير المراوح الموجودة في محرك الطائرة، ويصعب الحكم على المخاطر المرتبطة بالسحابة التي تعطل السفر والتجارة في أوروبا.
وعن تأثير بركان أيسلندا على العالم في المدى الطويل أشار خبراء البيئة أن له تداعيات منها ذوبان كميات كبيرة من الجليد بسبب حرارة البركان الواقع تحت نهر جليدي، وقد شهدت أيسلندا هذا الأسبوع فيضانات أغرقت طرقا وهذا الذوبان يقلق علماء البيئة المتخوفين أصلا من سيناريوهات مشابهة بسبب التلوث العالمي المتزايد.
وعلى الطرف الآخر هناك أصوات أخرى تؤكد أن الطبيعة لا يمكن أن تؤذي الطبيعة وأن ثورة أي بركان تحمل في حممها ثروات تغني الأرض بالمعادن وتجعل الأراضي تثمر فيما حوله كما لا يفعل غيرها، حتى أن البعض يقول بأن الفوسفور المنبعث من فم الأرض من البركان يخفف نسبة ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الهواء ، لافتين إلى أن البركان يأكل التلوث.
أما التأثير المباشر على صحة الإنسان فيبدوا محدودا بمرضى الربو و أمراض الجهاز التنفسي الذين ستزداد معاناتهم بسبب دخول ذرات غبار البركان إلى القصبات الهوائية خصوصا في المناطق التي يتوقع أن تهبط السحابة فيها لمستويات منخفضة مثل بريطانيا.
وقال الدكتور سامر المفتي الأمين العام السابق لمركز بحوث الصحراء سابقا والمتخصص بالشؤون البيئية في مصر أن التأثير السلبي لبركان أيسلندا الذي شل حركة الطيران وعزل أوروبا أن البراكين هي آلية طبيعية ومن الآليات التي تحكم التوازن البيئي على الكرة الأرضية لأنه يخرج الطاقة الزائدة من باطن الأرض وبالتالي يحفظ توازنها ثم إطلاقه للغازات التي أساسها ثاني أكسيد الكبريت وهذا الغاز يعكس أشعة الشمس وبالتالي يساهم في خفض درجة حرارة الكرة الأرضية في مقابل ثاني أكسيد الكربون الذي يزيد من الحرارة فهي آلية تهدف إلى التوازن.
و أضاف المفتي أن الضرر من البراكين يكمن في أن التأثير المباشر نتيجة انطلاق الحمم البركانية على مناطق مأهولة بالسكان أو مناطق زراعية يكون ضرر مباشر وعنيف، ولكنه أوضح أنه في مقابل هذا الضرر فمعظم التربة في أوروبا من الرماد البركاني وهي ترب بركانية.
و أوضح المفتي أن البراكين تثور بشكل مستمر على الكرة الأرضية وتقسم إلى درجات حسب شدة البركان ومنها البركان الشديد الذي يحدث الآن في أيسلندا ويطلق رماد أكبر من بعض البراكين الأخرى ولكن البراكين الأخرى تتم في مناطق بعيدة عن السكان حيث يتحرك الرماد البركاني فوق المحيطات مثل البراكين التي تحدث في هاواي أو منطقة شرق آسيا فتتحرك نحو المحيطات وبالتالي لا نشعر بتأثير الرماد البركاني، آما هذا البركان في شمال أوروبا وبالتالي فتحرك الرماد في اتجاه الدول الأوروبية وهو ما اظهر التأثير المباشر بالنسبة للرماد السليكاتي نسبة إلى السليكا العالية التي تتحول إلى جزيئات زجاجية صغيرة وتؤثر على الطائرات وحركتها في الجو.
ويعارض طيار كويتي سابق يدعي سامي النصف تعطيل حركة الطيران بسبب رماد أيسلندا البركاني والسحب البركانية، موضحا أنه قبل شهور دخلت الطيور في محركات طائرة وسقطت، وفي يونيو الماضي دخلت طائرة ايرفرانس في غيوم رعدية ونتج حادث أودى بحياة المئات، لافتا إلى أن الرماد البركاني أقل وطأة من ذلك، مؤكدا على ضرورة عودة حركة الطيران في أوروبا لأن الخسائر تجاوزت المليار دولار وأن المطارات مغلقة منذ 6 أيام، متسائلا: لماذا لا تغلق المطارات فقط في حال التأكد من وجود تغير الهواء الذي تسقط بسببه الطائرات ولا يتم إغلاقها سريعا على هذا النحو دون التأكد من وجود تأثير خطير لتلك السحب البركانية؟.
وأكد النصف على أن قرار تعليق الطيران في أوروبا لم يصدر من منظمة الطيران الدولية ولم يصدر من منظمة تجمع شركات الطيران في أوروبا التي هي المتأثر الأول في حال سقوط طائرة، مضيفا أن هناك اعتراضات من أعضاء البرلمان الأوروبي على القرار المتعجل حسب قوله، موضحا أن هناك تساؤلات عديدة حول مستقبل البراكين في أوروبا وما قد تحدثه حيث أنها ستبقى لأن هناك 100 بركان في أيسلندا وحدها، وسيكون هناك احتمال دائم لامكانية تعرض شركات الطيران لبعض هذه الغيوم البركانية. مشيرا إلى أن علماء البراكين يقولون أن هذه السحب تحلق في الأجواء العليا وتنزل في أماكن تبعد آلاف الأميال عن المناطق التي حدثت فيها.
ومن جهة أخرى قال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية أن خسائر الشركة تتراوح بين خمس إلى ست ملايين دولار يوميا جراء انتشار الغبار البركاني في أوروبا.