علماء يعرضون حياتهم للخطر لدراسة البراكين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يتحدث بعض علماء البراكين عن لحظات الإثارة المصحوبة بإحتمالات الموت،إلا أن البعض منهم لا تتاح له الفرصة لأن يروي قصته.
تقول كاثرين غود إينوف عالمة البراكين إنها تمر حاليا بأكثر الأوقات إثارة، فالأشكال والأنماط التي تنتجها مادة الماغما( الناجمة عن ذوبان الصخور بتأثير البراكين) رائعة جدا، وأضافت: "الشيء الاكثر خطورة بالنسبة لنا هو قيادة السيارات حتى مكان العمل (..) لكن عمل عالم البراكين هو أكثر إثارة من غيره، خصوصًا حينما تكون المواد موضوع الدرس تبدأ بالدمدمة غضبا داخل احشاء الأرض".
وقد لا يكون هناك أي عمل علمي ميداني أكثر جرأة من عمل علماء البراكين خلال رحلتهم إلى أعلى بركان ناشط لفحص مقاييس أجهزتهم هناك.
ففي تحقيق لها تشير صحيفة الاندبندت اللندنية الى ان ن معظم أوقات العمل خالية من المخاطر حتى تبدأ غازات سامة بالخروج من الأرض، ولكن بعضا من أولئك الأشخاص الذين يعيشون على تسلق البراكين لكسب العيش لا يتمكنون من العودة سالمين منها وهذا ما حدث أكثر من مرة خلال الثلاثين سنة الأخيرة.
بالنسبة لعالمة البراكين كاثرين غود إينوف من جمعية "المسح الجيولوجي البريطاني" في أدنبرة، جاءت لحظتها البركانية حينما تسلقت جبل "دوينيو لينغاي" في تنزانيا. ومعنى هاتين الكلمتين في لغة أبناء ماساي المحليين: "جبل الرب". وهنا تكون مادة الماغما غنية بالكربونات أكثر من السيليكا وهذا يعني أنها في حالة سائلة أكبر وتجري مثل الماء فوق سفوح الجبل.
وقالت الدكتورة غود إينوف لمراسل الاندبندنت: "كانت أكثر الأوقات إثارة، وهو غير عادي بسبب الماغما الكربوني وما تولده من أشكال وأنماط مدهشة جدا (..) أنا لم أقف على قمة بركان وفكرت بأنه خطير، لكنني على وعي تام بقوة البراكين".
لكن ليس كل من يدرس البراكين تتاح له الفرصة لأن يحكي قصته، فعالم البراكين الأميركي ديفيد جونسون توفي حين انفجر بركان جبل سانت هيلينز بعنف يوم 18 أيار/مايو 1980، وكانت تلك هي المرة الاولى منذ 123 سنة . وكان الدكتور جونسون يراقب البركان من مرصد يقع على تلة تبعد 5 أميال عن قمة الجبل مع زميله هاري غليكن من جمعية " المسح الأميركية". لكن في ذلك اليوم دعي الأخير لحضور اجتماع يتعلق بوظيفته.
غير أن الدكتور غليكن لم يكن محظوظا حينما كان عند قمة جبل أونزن في اليابان خلال حزيران/يونيو 1991 حيث انفجر البركان فيه. وأدى ذلك أيضا إلى مقتل عالمي البراكين الفرنسيين موريس وكاتيا كرافت، وكان هذا الزوجان من رواد تصوير البراكين الناشطة.
وقبل اندلاع بركان "ايجافْجالاجوكل" في جنوب آيسلندا بدأت أجهزة الزلازل أولا تتعقب حركة السوائل المنصهرة للماغما في داخله قبل عدة أيام من انفجاره. ومع وصول الصخور الذائبة إلى السطح بدأت تتفجر مختلطة بماء متأت من قمة الجبل الثلجية.
لكنه حتى مع عدم وجود الماء في المزيج المتفجر فإن تأثير إطلاق غازات مضغوطة في الماغما المصهورة سيكون شبيها بشمبانيا لحظة إنطلاق غطائها. وساعد الماء الذائب أيضا على تكوين بخار ساخن جدًا راح يبعث كتلا من الرماد المحمل بكسر زجاجية صغيرة إلى الفضاء حيث نقلت عبر بريطانيا والعديد من دول شمال أوروبا.
وبركان " ايجافْجالاجوكل" الذي تسبب في تعطل النقل الجوي عدة أيام هو واحد من البراكين المنتشرة في شتى أنحاء العالم والتي يتم رصدها بانتظام على يد علماء البراكين. وتكشف أجهزة القياس المنصوبة في تلك الأمكنة الحركات مع تضخم حجرة الماغما، وتتعقب أجهزة رصد الزلازل دمدمة الصخور المنصهرة مع تحولها من مكان إلى آخر وفوقها ترصد الأقمار الصناعية أي التواءات على سطح الأرض.
وقال الدكتور دوغال جيرام من جامعة درم البريطانية: "نحن نستطيع مشاهدة الغازات المختلفة القادمة من فتحة بحثا عن التغيرات. وأنت غالبا ما تحصل على هزات أرضية وانتفاخات في سطح الأرض، خلال الايام التي تسبق البركان".
وعاش معظم علماء البراكين بهجة الشعور بقوة البركان لحظة وقوعه وفي حالة الدكتور جيرام كان ذلك على قمة جبل كوليما في المكسيك حين كاد سائل البايروكلاستك السريع الحركة أن يغطيه. وقال: "كان ذلك جزءا من الإثارة".