إيلاف+

إستنفار لمواجهة بقعة النفط التي وصلت الى لويزيانا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

استنفرت الادارة الاميركية طاقاتها الجمعة سعيا الى تفادي الأسوأ بعد ان وصلت بقعة النفط التي تسربت من منصة نفطية غرقت في خليج المكسيك في 22 نيسان/ابريل الى شواطىء لويزيانا، منذرة بواحدة من اسوأ البقع السوداء في تاريخ الولايات المتحدة.

فينيس: بطلب من الرئيس باراك اوباما، عقد اجتماع استغرق اكثر من ساعة وحضره ابرز الوزراء ومسؤولي البيئة ومن بينهم وزيرة الداخلية جانيت نابوليتانو ووزير الدفاع روبرت غيتس.

وقال البيت الابيض ان الهدف التاكد من تكريس كافة الموارد الفدرالية لمواجهة الكارثة.

واعتبرت الحكومة الاميركية البقعة النفطية كارثة وطنية، الامر الذي يتيح طلب المساعدة من كافة انحاء البلاد.

ووافقت وزارة الدفاع مساء الجمعة على نشر الحرس الوطني في لويزيانا، بعد طلب تقدم به حاكم الولاية بوبي جندال الذي طلب نشر ستة الاف من الاحتياطيين. واعلن الحاكم كذلك الجمعة انه سيستعان بالسجناء لتنظيف الشواطىء.

ولم تعلن وزارة الدفاع في بيانها عدد الاحتياطيين الذين سيتم نشرهم، لكنها قالت ان الحكومة تعتبر ان على شركة بريتش بتروليوم ان تتحمل كلفة هذا الانتشار.

ولامست اولى كميات النفط المتسربة من منصة ديب ووتر هورايزن مدفوعة برياح عاتية جنوبية شرقية مساء الخميس مستنقعات قريبة من مصب المسيسيبي، اكبر انهار الولايات المتحدة.

وغرقت المنصة ديب ووتر هورايزن التي تستغلها شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية بعد انفجار وحريق قبل يومين. وكانت تحتوي على 2,6 مليون ليتر من النفط على بعد 70 كلم من اشاطىء. واعتبر 11 شخصا في عداد المفقودين.

ويتسرب 800 الف ليتر من النفط من المنصة يوميا، ولذلك يتوقع ان تتجاوز الكارثة حجم تلك التي احدثتها ناقلة النفط اكسون فالديز والتي كانت الاسوأ في التاريخ الاميركي في 1989.

وتقدر مساحة البقعة باكثر من 1500 كلم مربع، اي اكبر من مساحة لندن.

وتشكل سواحل لويزيانا موطنا للحيوانات ولا سيما منها للطيور المائية، بينما تخشى الولايات الاخرى في المنطقة، اي فلوريدا والاباما وميسيسيبي، ان تصل البقعة النفطية الى شواطئها وتلوث مزارع السمك الاساسية لاقتصادياتها المحلية.

بريتش بيتروليوم تقرّ بمسؤوليتها عن تسرب النفط

وتهدد البقعة مئات الكيلومترات من سواحل جنوب الولايات المتحدة في لويزيانا وميسيسيبي والاباما وفلوريدا.

وقال متحدث باسم بريتش بتروليوم الجمعة ان الشركة تتحمل مسؤولية كاملة عن البقعة وستعمد الى تنظيفها. واضاف ان الشركة ستدفع تعويضات الى المتضررين الذين يتقدمون بشكاوى قانونية.

ولكن وزيرة الامن الداخلي الاميركي جانيت نابوليتانو حضت الشركة البريطانية الجمعة على فعل المزيد خلال زيارة للمنطقة. واعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما لا يستبعد زيارة المناطق المهددة.

وتم الجمعة تقديم ثماني شكاوى على الاقل الى محاكم المناطق المهددة وخصوصا من قبل مهنيين يعملون في البحر ويتهمون الشركة النفطية البريطانية بالاهمال.

وقالت ميلاني دريسكول، من جمعية اودوبون المدافعة عن البيئة انه "اسوأ وقت بالنسبة للطيور لانه موعد التزاوج والتعشيش".

وتم نشر حواجز عائمة على طول 50 كلم املا في وقف انتشار النفط. وقالت البحرية الاميركية انها ارسلت حوالي 18 كلم من هذه الحواجز ونشرت تجهيزات لتجميع الوقود.

وتم تحويل جزء من مياه الميسيسيبي باتجاه المستنقعات بهدف دفع البقعة العائمة، كما قالت ويلما سوبرا من منظمة "اكشن نتورك" البيئية في لويزيانا. واعلنت حال الطوارىء كذلك في فلوريدا الجمعة حيث تحدث حاكمها تشارلي كريست عن "كارثة واسعة" تهدد الولاية التي تعتمد اعتمادا كبيرا على السياحة.

هذا واعلنت ولايتا الاباما وميسيسيبي جنوب الولايات المتحدة حالة الطوارىء في مواجهة البقعة السوداء التي تقترب من سواحلهما بسبب تسرب النفط من منصة غرقت في خليج المكسيك.

وقال بوب ريلي حاكم الاباما في بيان ان "هذا التسرب النفطي يشكل تهديدا كبيرا لبيئتنا واقتصادنا". واضاف ان "مواردنا الطبيعية وشركاتنا وسكاننا على الساحل في خطر".

من جهته، اكد حاكم ميسيسيبي انه "اعلن حالة الطوارىء لمساعدة الحكومة المحلية والوكالات الفدرالية على العمل معا بفاعلية اكبر لمواجهة هذه البقعة السوداء الهائلة".

وطلب اوباما من ادارته تقديم تقرير خلال ثلاثين يوما حول ملابسات الحادث والتدابير التي يتوجب اعتمادها لتفادي مثل هذه الكوارث مذكرا بان استغلال النفط ينبغي ان يجري "بطريقة مسؤولة".

وقد اعلن مستشار الرئيس الاميركي ديفيد اكسلرود اليوم ان الادارة الاميركية لن تسمح بعمليات حفر نفطية في البحر من جديد قبل معرفة اسباب انفجار المنصة التي احدثت بقعة النفط.

وبما ان شركة بريتش بتروليوم غير قادرة على وقف التسرب، يحاول البيت الابيض تجنب كارثة مثل تلك التي سببها الاعصار كاترينا في المنطقة نفسها في 2005.

واعلنت هيئة التقييم المالية فيتش ريتنغس ان تنظيف البقعة يمكن ان يكلف ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار. واعتبر مكتب اندرسن كيل اند اوليك المتخصص في التامينات البيئية الجمعة انه يتوقع ان تشهد الفترة المقبلة نزاعات كثيرة ومعقدة بشأن طلبات التامين المتعلقة بالبقع النفطية.

واوضح المكتب ان شركة بريتش بتروليوم تدفع 500 الف دولار يوميا مقابل امتياز التنقيب في المنصة.

وبعد البقعة السوداء التي تسببت بها ناقلة النفط اكسون فالديز -- 38 الف و800 طن من النفط في البحر، دفعت شركة اكسون موبيل حوالى 3,4 مليارات دولار لتنظيف المواقع الاكثر تلوثا وانهاء القضايا الجنائية ودفع تعويضات الى 32 الفا من صيادي السمك والعاملين في البحر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف