إيلاف+

دراسات: ظاهرة الكائن الأعسر ليست وقفا على الجنس البشري

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تقول دراسات جديدة إن للكائن الأعسر فرص نجاح أكبر من غيره في عالم الحيوان.

نحن أكثر شبها بحيواناتنا البيتية مما نتصور وهذا يشمل أيضا ما كان العلماء يظنونه خاصا بالبشر وهو أن يكون المرء أيمن أو أعسر لكن اتضح الآن أن الحال ينطبق على الحيوانات أيضا.

وجاء هذا الاكتشاف بفضل دراسات علمية أكدت أن ظاهرة "التجاور" هي سائدة بين كل الفصائل الحيوانية وهذا الميل يحسن من فرص الإفلات من الضواري أو الحصول على الطعام أو شريك للتزاوج. ويمتد هذا الميل ليشمل كل مملكة الحيوان.فبالنسبة لكل كائن سواء كان ثدييا أو طيرا أو سمكة أو لا فقاري فإنه مبرمج جينيا لتفضيل استخدام قدم أو كف أو عين أو حتى هوائي على غيره من أجل البقاء حسبما قال الباحثون.

وهذا التفضيل يساعد البشر والحيوانات كي يصبحوا ماهرين في استخدام يد أو قدم أكثر من غيرها، مما يمكنهم من القيام بردود فعل أسرع وأكثر كفاءة في مجال اقتناص الفرص ومواجهة التهديدات.وقال كريس ماكمانوس بروفسور علم النفس في جامعة كوليج لندن ومؤلف كتاب "يد يمنى، يد يسرى" لمراسل صحيفة التايمز اللندنية إنه لم يكن إلا لفترة أخيرة حتى "بدأنا نقدر على التراجع قليلا ومشاهدة الصورة كاملة. فالسلوك غير المتماثل اعتبر دائما أكثر من مجرد غرابة تطورية".

وأضاف: "نحن نعرف أن التخصص يمكّن الثدييات أو الحيوانات التصرف بشكل أسرع وأكثر غريزية لمعرفة ما يجب القيام به. حاول أن تركل كرة بقدميك فإنك ستقع على الأرض".ويأتي الميل حينما يسيطر جانب من الدماغ على جانب الجسم المعاكس له (كما هو الحال مع معظم الحيوانات) ويصبح متحكما في إنجاز بعض المهام مثل الحركة.فمع القطط تبدو هذه الظاهرة ذات علاقة بجنس الحيوان. ففي جامعة كوين ببلفاست استنتج العلماء الذين لعبوا مع 42 قطا أن الأناث يملن إلى تفضيل الكف الايمن حينما يلعبن مع دمية على شكل فأر بينما تفضل الهررة استخدام الكف الأيسر.

وكان الباحثون قد فسروا هذا الاختلاف على اساس أنه اختلاف في طرائق الصيد بين الهررة والقطط.وأظهرت الكلاب نفس المنحى مثل القطط حيث أظهرت الأناث تفضيلا للكف اليمنى بينما الذكور أظهرت تفضيلا للكف اليسرى.وظهر أن الببغاوات قابلة لأن تكون إما يمينية القدم أو عسراء أو ماهرة في كليهما. وفي دراسة قامت بها الجمعية الملكية في جامعة ماكاري بمدينة سيدني اعطيت الطيور مهمة سحب طعام معلق على سلك إلى أفواهها باستخدام مناقيرها ومخالبها.

وتمكنت تلك الببغاوات التي تمتلك تفضيلا أقوى لقدم واحدة من حل المشاكل أسرع من تلك التي تستخدم كلتا القدمين.وأوضح فريق من الأكاديميين في جامعة استوكهولم من خلال استخدامهم لنماذج رياضية أن نسبة صغيرة من الحيوانات أظهرت ردود فعل معاكسة للأكثرية وهي بذلك زادت من فرصها في النجاة.

فالأسماك حينما تواجه أحد الضواري تكون حركة غالبيتها بنفس الاتجاه الذي يتوقعه المهاجم. وتلك الأسماك التي تتحرك باتجاه غير متوقع تكون لها فرص بالنجاة أكبر من الأكثرية.كذلك هو الحال مع المهاجم الذي يستخدم الجانب الأقل شيوعا فهو يستطيع أن يحصل على صيد أكبر لأن اتجاه هجومه غير متوقع مثلما هو الحال مع الملاكم الأعسر بالنسبة للبشر حيث أنه يمتلك امتياز القيام بضربات غير متوقعة لخصمه.واضاف ماكمانوس: "في عالم المنافسة الدائم يحاول الجميع استغلال ضعف الآخر. وأي شيء يعطيك امتيازا تكتيكيا مثل الاعتماد على جانب في جسمك أكثر من الجانب الآخر سيساعد على تحقيق النجاح".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

الرد غير واضح