كارثة خليج المكسيك كإعصار كاترينا لـ"بريتش بتروليوم"... لا لأوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محاولات متواصلة للسيطرة على التسرب النفطي في خليج المكسيك
أجمعت الصحف الألمانية على أن الكارثة البيئية التي تواجهها الولايات المتحدة ستكون تداعياتها أسوأ من إعصار كاترينا خصوصًا على الشركة البريطانية التي كانت تستثمر المنصة النفطية، بل إن المخاطر ستطال كذلك خطة الرئيس الأميركي الخاصة بالمناخ.
أشرف أبو جلالة من القاهرة: في الوقت الذي بدأ يتكهن فيه كثيرون بأن تمضي حادثة التسرب النفطي في خليج المكسيك لتصبح أسوأ كارثة بيئية تشهدها أميركا على مدار تاريخها، يتناول تقرير تنشره اليوم مجلة "دير شبيغل" الألمانية رؤى وتحليلات مختلف ما كتبته اليوم وسائل الإعلام الألمانية عن تداعيات تلك الكارثة على الصعيد السياسي بالنسبة للرئيس باراك أوباما.
وتلفت المجلة في مستهل حديثها إلى ما بدأ يردده بعضهم عن أن التداعيات السياسية التي قد يواجهها أوباما جراء تلك الكارثة، قد تتشابه مع تلك التداعيات التي عانتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش في أعقاب إعصار كاترينا. وترى المجلة أن الخطر لا يحدق الآن فحسب بإستراتيجية الطاقة التي أعلن عنها أوباما، والتي طالبت مؤخرًا فقط بزيادة عمليات التنقيب عن النفط على الساحل الشرقي في أميركا وخليج المكسيك، بل إن المخاطر ستطال كذلك خطة الرئيس الكاملة الخاصة بالمناخ.
فمن جانبها، قالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" "لن يكون النموذج الغربي ممكنًا، من دون طاقة. فالطاقة ضرورية لتوليد الكهرباء، والنفط ضروري للسيارة، والغاز للتدفئة ... لكننا نبالغ في تقدير طاقة التكنولوجيا ونقلل من أهمية ما لا نعرفه. يمكن لكل خطأ أن يكون قاتلاً بالنسبة إلى الحياة والأطراف والبيئة. وكلما كَبُر حجم المرافق، كلما كبرت عواقب الفشل التقني أو البشري. ويظهر عدم التناسق هذا بوضوح في حادث المنصة النفطية ( ديبووتر هوريزون )، التي انفجرت قبالة ساحل خليج المكسيك. وبقدر ما يمثل ذلك انتصار تقني، فإنه يجسد نموذج لكارثة بيئية في نفس الوقت. ويعلمنا هذا الحادث ضرورة أن يتم إلغاء مركزية إمدادات الطاقة الخاصة بنا، وأن تكون المرافق أصغر في الحجم، وأن تكون الصناعة أكثر مرونة وأكثر ملاءمة للبيئة".
بينما قالت صحيفة "هاندلشبلات" اليومية إن تلك الكارثة فضحت الأبعاد الخاصة بالصفقات السياسية الساخرة ( كتلك التي أبرمها أوباما مع شركات النفط الكبرى وكذلك الجمهوريين بتمكينهم من التنقيب عن النفط قبالة السواحل الأميركية مقابل الالتزام بقانون يعني بحماية البيئة، لكن دون أن يتحقق من هذا الاتفاق أي شيء). لذا، حان الوقت بالنسبة إلى أوباما كي يخبر رفقاءه المواطنين بأن العمل بالصورة المعتادةنفسهاليس خيارًا لأميركا. كما أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تغيير سياسة الطاقة الخاصة بها، وعلى أوباما أن يسعى لتحقيق ذلك، حتى وإن كان ذلك يعني المجازفة بالفشل".
أما صحيفة "دي تاغيس تسايتونغ" فقالت " تتحرك أمامنا واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ صناعة النفط بطريقة العرض البطيء. فحتى الآن، يغطي نطاق التسرب النفطي مساحة قدرها تسعة آلاف كيلو متر مربع ( 3475 ميل مربع )، وهي المساحة التي ينتظر زيادتها مستقبلاً".
في حين أكدت صحيفة داي فيلت المحافظة أن خصوم الرئيس الأميركي باراك أوباما يتوقعون الآن أن تتحول الكارثة النفطية في الساحل الجنوبي للولايات المتحدة بالنسبة إلى أوباما، لتصبح شأنها شأن كارثة إعصار كاترينا التي عصفت بأميركا العام 2005 بالنسبة إلى الرئيس جورج بوش.
وتضيف: "وهم ( أي خصوم أوباما ) إذ يأملون أن تتسبب النظم الإيكولوجية الملوثة بالنفط، والصيادين المفلسين، والشواطئ المغلفة باللون الأسود، في إثارة الغضب ضد حكومة كسولة. وعلى الرغم من أن تفاعل أوباما مع الأزمة جاء متأخرًا، إلا أنه يتأخر كثيرًا. وستكون تلك الكارثة النفطية بمثابة إعصار كاترينا بالنسبة إلى شركة بريتش بتروليوم البريطانية العملاقة للنفط، وليس بالنسبة إلى الرئيس أوباما".