علاج مدمني المخدرات الالمان بالسير في جبال الالب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المعالج الصحي والنفسي من مدينة نورنبرج في المانيا "نوربارت يتمان" استحدث طريقة مبتكرة ، لمعالجة مدمني المخدرات من حالة الادمان التي يغرقون فيها . الطريقة بسيطة وسهلة وتتلخص في اصحاب مجموعات من المدمنين في جولات عبر قمم وسفوح جبال الالب تمتد لعدة ايام.. وقد تصل الي ثمانية ايام كاملة ،بقطعون فيها مسافة 110 كيلومتر فوق ارتفعات قمم الجبال التي قد تصل الي 6000 آلاف متر ارتفاعا ، تبدأ الجولة من "اوبرسدورف" في بافاريا الي "ميران "في جنوب التيرول في النمسا.
قدتبدو فكرة قطع هذه المسافة فوق القمم صعبة للغاية للاصحاء الاشداء ، اما المدمنين فهي تبدو شبه مستحيلة ،بالنظر الي اجسامهم الضعيفة من جراء تناول المخدرات واهمال الطعام الصحي ، رغم ذلك فان المعالج "يتمان" يقول :هذا هو الاساس الذي ارتكز عليه في العلاج .. فالمدمنين في الاساس مرضي نفسين واجتماعيين ،لذلك يجب تحسين حالتهم النفسية والاجتماعية قبل الاقلاع تماما عن تناول المخدرات ،ويستطرد قائلا ان قبولهم هذا التحدي في جبال الالب بعيدا عن عالم المخدرات هو الشئ الذي سيعزز ثقتهم بانفسهم وسيمثل لهم زروة النجاح ، اضافة الي قيامهم بتجربة شخصية ايجابية جديدة ، ومن هنا سيبدأ اهتمامهم بإنجاز تجارب ناجحة وايجابية في حياتهم ستكون دافعا لهم للشفاء.
يري" ويتمان" ايضا ان صعوبة المهمة ستقوي من حالتهم النفسية ، وستعطيهم زخما معنويا جديدا بالنظر الي معايشة اجواء الطبيعة الخلابة اضافة الي المجموعة المصاحبة لهم والتي يتم انتقاؤها بعناية للمساعدة في تحسين حالتهم النفسية .
المشاركين لديهم فرصة كبيرة في العودة الي الحياة الطبيعية بالتغلب علي ادمان المخدارات الذي بالطبع له توابع كثيرة من اهمها اصابة الشخص بالاضطراب النفسي والاكتئاب .
الادمان كمرض
تؤكد ابحاث العلماء الحديثة علي ان الادمان هو مرض ، وطرق العلاج التي اتبعت مع المرضي اثبتت ذلك . يحدث الادمان عادة عندما يتناول الشخص المخدرات بانتظام ،فانها تحفز المخ علي افراز مادة " الدوبامين" التي تشعره بالراحة وعندئذ يتولد لديه مشاعر جميلة وعندما ينتهي مفعولها فان المخ يبدأ في ارسال اشارات تعني ان الجسم يحتاجها ثانية ، ومن ثم فإن تكرار العملية سيحفز العقل علي الاحتفاظ بهذا التاثير في ذاكرته كشئ جيد من احتياجات الجسم التي تساعد علي الاسترخاء ، وفي حالة غياب هذا التأثير فان المخ سيبدأ في افراز مادة "الجلوتومات " التي هي الخصم اللدود لمادة الدوبامين فتولد لدي المدمن مشاعر السلبية والاحباط ومع مرور الوقت تزداد الحاجة الي المخدرات .
يقول الدكتور" ديريك هيرمان" من المعهد المركزي للصحة النفسية في مدينة مانهايم الالمانية والتي هي واحدة من الادارات المركزية في المانيا للبحوث والعلاج من الادمان : ان الادمان ليس له علاقة بضعف الشخصية انه مرض لابد ان يخضع للعلاج.
نسبة عالية تموت سنويا من المدمنيين
تشير التفارير الي موت نسبة من 2.5% الي 3% من المدمنين علي تعاطي الافيون وحده سنويا، والاسباب قد تكون من جراء جرعات زائدة او من التسمم والحوادث والانتحار وكذلك العدوي من المدمنين الاخرين، اما الذين يتعاطون الهيروين فإن كل ثاني مدمن في خلال فترة عشرين سنة من الادمان تحدث له الوفاة ، وتقول التقارير ان الحالة تبدو قاتمة ايضا مع الادمان المشروع ،كإدمان الكحول والتدخين فإنه ليس بأحسن حال عن الموت بالمخدرات الغير مشروعة بل اكثر منه نسبة، اذ تصل نسبة الموت منه الي 140 الف فرد سنويا في المانيا من التدخين و42 الف من المدمنين للكحول.
هل هناك علاج فعال للادمان
90% من المدمنين يتم علاجهم نفسيا ،عن ذلك يقول المعالج " ويتمان".. ان العلاج في جولات جبال الالب هو محاولة للعلاج النفسي نحاول فيها تحويل المدمنيين نهائيا عن طريق ادمان المخدرات.
لكن هناك علاج بالدواء معروف وفيه يتم صرف مادة الميثادون او السوبيتكس بديلا للمخدارات وهو دواء مشروع يسمح للاطباء والصيدلانيات بصرفها وهي مادة مستخلصة من الافيون ، وميزة ذلك انها تجعل المدمنيين لايسلكون طريق الادمان الغير شرعي ، وايضا البعد عن الحقن الملوثة والقذرة ، بل ويستطيع المدن ادخار شيئا من النقود لصرفها علي غذائه الصحي ودفع ايجار منزله وحتي لاتتفاقم المشاكل معهم كما يحدث دائما في عالم المدمنيين.
هناك للاسف ايضا مساوئ لمادة الميثادون والسوبيتكس اذ ان المدمن يمكن ايضا ان يصل به الامر الي ادمانها اذا تم تناولها بطرق غير محسوبة ومقننة ، ولذلك يجب ان يتعلم المدمنون تقليل كمية التعاطي ومعرفة المقدار بالضبط الذي يحتاجونه وقد يسمح لهم هذا الاعتدال بمعيشة حياة طبيعية .
التعليقات
فكرة رائعة
مهندس/محمود نوفل -هذه فكرة ألمانية رائدة فعلا فهؤلاء المساكين الذين سقطوا فى براثن الإدمان هم مرضى يحتاجون إلى العلاج وليسوا مجرمين ينتظرون العقاب كما نفعل فى بلادنا العربية ...لماذا لانستفيد من هذه الأفكار المبتكرة فى مواجهة أخطر مشكلة تواجه شبابنا هذه الأيام