إضطراب الملاحة الجويّة في الجنوب بسبب الرماد المتصاعد من أيسلندا

لشبونة: أعلنت الوكالة البرتغالية للملاحة الجوية أن الرحلات إلى مطار لشبونة علقت عند الساعة 20:00 ت.غ من مساء الأحد وحتى 12:00 ت.غ من ظهر الاثنين بسبب سحابة جديدة من الرماد المتصاعد من البركان الايسلندي. وجاء في بيان للوكالة "بسبب انتقال سحابة من الرماد البركاني الى الجنوب، فإن منطقة حظر جوي اقيمت في منطقة لشبونة ما سيؤدي الى تعليق عمليات المراقبة الجوية".

وقالت متحدثة باسم الوكالة هي صوفيا ازيفيدو لوكالة الانباء الفرنسية ان "جميع الرحلات ستعلق حتى الساعة 12:00 ت.غ من ظهر الاثنين" اي قبل 24 ساعة من وصول البابا الى العاصمة البرتغالية المقررة غدًا الثلاثاء عند الساعة 11:00 (10:00 ت.غ). واضافت ان حركة الطيران في مطار بورتو التي كانت معلقة الاحد "سوف تستأنف الاثنين وكما هو مقرر اعتبارًا من الساعة 3:00 ت.غ".

وتوقع معهد الارصاد الجوية البرتغالي في وقت سابق الأحد ان تمتد سحابة الرماد البركاني الجديدة بحلول مساء الاحد "على كامل شمال البرتغال ووسطها بما في ذلك لشبونة". واوضح جواو اندرادي من المعهد لوكالة الانباء الفرنسية ان السحابة غطت صباح الاحد منطقة شاسعة تمتد "من ارخبيل الازور البرتغالي الى شمال غرب شبه الجزيرة الايبيرية".

واضاف ان السحابة "يفترض ان تنتقل جنوبًا وتطاول قبل نهاية النهار كامل مناطق شمال الاراضي البرتغالية ووسطها بما في ذلك لشبونة". واوضح اندرادي ان "شريط الغيوم يمتد حاليًا على الاف الكيلومترات من الغرب الى الشرق لكنه ليس عريضًا جدًّا اذ يقدر عرضه بحوالى 300 كلم".

لكنه اشار الى ان كثافة السحابة "كافية" لمنع الملاحة الجوية في المنطقة بكاملها كما في جزر الازور وبورتو حيث علقت جميع الرحلات الجوية حتى الساعة 23:00 ت غ على اقل تقدير بحسب الوكالة البرتغالية للملاحة الجوية.

وتوقعت المنظمة الاوروبية للملاحة الجوية يوروكونترول "انحسار" المنطقة التي تغطيها السحابة الاحد واعلنت في بيان "من المتوقع ان تنحسر المنطقة التي تطاولها سحابة الرماد خلال النهار وان تفتح بعد ذلك معظم المطارات المغلقة حاليًا".

لكنها حذرت من ان الرماد البركاني ما زال "يعيق الى حد كبير المجال الجوي الاوروبي". واعلنت الهيئة المسؤولة عن تشغيل المطارات البرتغالية ان الرحلات التي جرى تعليقها الاحد في بورتو ستستأنف ابتداء من الساعة 6:00 ت غ جراء "تبعثر" سحابة الرماد.

وكانت وكالة الملاحة الجوية قد حذّرت مساء السبت من ان سحابة الرماد قد تنتقل جنوبا وتؤدي الى "حظر عمليات" جوية في لشبونة حيث ينتظر وصول البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء في زيارة للبرتغال تستمر اربعة ايام ستكون الاولى لهذا البلد. واكد المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي الاحد لوكالة الأنباء الفرنسية ان الزيارة ستجري في موعدها موضحًا "ليس من المقرر في الوقت الحاضر اجراء اي تغيير في برنامج" البابا.

وفي ايطاليا، اغلق المجال الجوي فوق شمال غرب البلاد بكامله صباح الاحد ما اثار اضطرابات شديدة في حركة الملاحة في مطارات تورينو وميلانو. وافادت الشركات التي تدير مختلف المطارات ان اكثر من 300 رحلة الغيت الاحد في ايطاليا بسبب اقفال المجال الجوي طيلة فترة قبل الظهر شمال غرب البلاد اثر تواجد سحابة البرماد البركاني الاتية من ايسلندا.

ووقف حركة الملاحة الجوية بين الساعة 06:00 ت غ و12:00 ت غ لم تطل سوى شمال غرب شبه الجزيرة لكن كانت لها انعكاسات على كافة ارجاء البلاد. وهكذا، فقد الغيت 103 رحلات لدى الاقلاع والهبوط في مطار روما فيوميتشينو وخمس رحلات فقط في تشامبينو.

وفي اسبانيا، اعلنت هيئة المراقبة الجوية "اينا" ان ثلاثة مطارات من اصل اربعة كانت مغلقة في شمال غرب البلاد الاحد ستفتح عند الساعة 14:00 ت غ. والمطارات التي ستفتح هي مطارات سان جاك دي كومبوستيل، وفيغو، ولا كورونيا، فيما سيبقى مطار سلمنكا مغلقا.

والغيت السبت ما يزيد عن 900 رحلة في اسبانيا بسبب اغلاق عشرين مطارا في شمال البلاد ومنها مطار برشلونة. وفي فرنسا، الغيت الاحد حوالى سبعين رحلة في عدة مطارات معظمها متوجهة الى شمال ايطاليا والبرتغال، غير ان سحابة الرماد البركاني لم تطاول المجال الجوي الفرنسي بحسب مصادر ملاحية.

والمطارات التي طاولها الغاء الرحلات هي مطارات باريس ونيس (جنوب شرق) وليون (وسط شرق) وبوردو وتولوز (جنوب غرب). وفي ايرلندا، اعلنت سلطات الطيران المدني الاحد اغلاق المجال الجوي فوق غرب البلاد وقسم من اسكتلندا فيما بقي مطار دبلن مفتوحًا بشكل عادي.

وأغلقت هيئات مراقبة حركة الطيران في ألمانيا المجال الجوي فوق جنوب البلاد اليوم، وشملت هذه الخطوة إغلاق المطارين الرئيسين في ميونيخ وشتوتجارت، وذلك في ظل وصول سحب رمادية بركانية جديدة من ايسلندا. وقال مسؤولون إن كلا المطارين أغلقا حتى إشعار آخر، في ظل استمرار انتشار سحب الرماد جراء تجدد النشاط البركاني في الجزيرة الواقعة في المحيط الأطلسي فوق أوروبا.

وذكرت إدارة الحماية المدنية وإدارة الأزمات في ايسلندا أمس الاول الجمعة أن البركان الموجود تحت النهر الجليدي المتجمد " إيافيالايويكول"/120 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة ريكيافيك/ ينفث مرة أخرى كميات متزايدة من الرماد البركاني.

وفي فيينا، اعلنت سلطات الملاحة الجوية اغلاق المجال الجوي النمساوي بشكل جزئي الاحد وحتى صباح الاثنين. واغلقت مطارات انسبروك، ولينز، وسالزبورغ في فيينا. وفي كرواتيا، اعلنت شركة الخطوط الجوية الكرواتية ان مطاري سبليت وزادار على ساحل البحر الادرياتيكي جرى اغلاقهما الاحد جراء سحابة الرماد، فيما استؤنفت الملاحة الجوية في مطارات بولا، ودبورونفيك، واوسيجيك في زغرب.

وعاد بركان ايافيول الايسلندي الخميس يقذف كميات كبيرة من الرماد بعدما هدأ لأيام متعددة، وقد شل ثورانه حركة الملاحة الجوية في اوروبا على مدى حوالى اسبوع في منتصف نيسان/ابريل ما ادى الى احتجاز ملايين الركاب في مطارات العالم وتسبب بخسائر مالية فادحة. واعلن باحث في معهد العلوم الجوية والمناخ الايطالي الاحد ان رماد البركان الايسلندي اقل خطورة على الملاحة الجوية من رمال الصحراء لأنه يتضمن كثافة اقل من الغبار.

واوضح الباحث جيان باولو غوبي في المعهد التابع لمركز الابحاث الوطني الايطالي متحدثا لصحيفة كوريري ديلا سيرا ان "تركيز الغبار المتصاعد من الصحراء الكبرى على ارتفاع عال يبلغ ثلاثة اضعاف الكثافة التي تم قياسها بعد ثورة البركان الايسلندي". واضاف ان سحابات الغبار المتصاعد من الصحراء تتشكل "بانتظام في ايطاليا" لكنه "لم يسبق ان اغلق المجال الجوي" لهذا السبب في حين تسجل هذه الظاهرة طوال "20 الى 25% من السنة".