صحة

زرع مخ العظام يشفي أمراض الدماغ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أشارت عمليات زرع مخ العظام لدى الفئران إلى احتمال وجود مكوّن مناعة وراء الإصابة بأمراض مثل الكآبة واختلالات التصرف القسري والتوحد والشيزوفرينيا.

لؤي محمد:أن المرض العقلي، مثل القيام بحركات قسرية كسحب الشعر بشكل لا إرادي، سببه مكوَن مناعة، مثيرة للجدل ولذلك فإن زرع مخ العظام لم يستخدم من قبل كعلاج.

لكن علماء من الولايات المتحدة زعموا أنهم زرعوا مخ العظام لمعالجة أمراض الدماغ ضمن دراسة قد تكون لها نتائج مهمة جدا لصالح الأشخاص الذين يعانون من أمراض ذات طبيعة عقلية.

وظلت عمليات زرع المخ تستخدم لمعالجة أمراض خطيرة مثل سرطان الدم ولم تستخدم قط لمعالجة مشاكل ذات طبيعة دماغية من قبل.

وقال الفريق الذي يقوده أحد المختصين في علم الجينات والحاصل على جائزة نوبل أنهم تمكنوا من زرع مخ العظام للفئران وتمكنت هذه المعالجة من إشفائهم من اختلال يجعلهم يحكون جلودهم بشكل قسري إلى الحد الذي تسببوا فيه إلى تشكل رقع عالية من الشعر على الجلد. وهذه الحال شبيهة بحال أولئك الذين يجرون شعرهم.

وقال ماريو كابيتشي من جامعة أوتاه والحائز على جائزة نوبل للطب لعام 2007 إن الكثير "من الناس سيجدون الأمر مدهشًا. فالمفاجأة هي أن مخ العظام قادر على تصحيح اختلالات السلوك".

من جانبه قال أعضاء الفريق الباحث إن عملهم هو الأول الذي يكشف عن وجود علاقة ما بين الاختلالات الدماغية مع خلايا مختلة خاصة بالمناعة والتي تنمو في مخ العظام قبل أن تنتقل إلى الدماغ لحماية الخلايا العصبية من العطب.

وقال كابيتشي لمراسل صحيفة الغارديان اللندنية أن الحيوانات موضع الاختبار قد طورت مرض التصرفات القسرية ويمكن للتجارب أن تسلط ضوءًا على هذا الاختلال. ولعل أمراضًا أخرى مثل الكآبة والشيزوفرينيا والتوحد لها علاقة بجهاز المناعة.

وأضاف كابيتشي أن "الاعتراف بوجود أمراض كثير عصبية- عقلية لها علاقة مباشرة بجهاز المناعة يشدد على أننا يجب أن نأخذ عدم كفاءة جهازة المناعة وعلاقته بالمرض ذي الطابع العصبي العقلي بشكل أكثر جدية".

وبحسب التجربة قام كابيتشي وفريق بحثه بإطعام الفئران التي تحمل جينا محورا اسمه هوكسب8 ويتسبب في تشكل خلايا مناعة مختلة تنمو عادة في مخ العظام. وتقوم الفئران التي تحمل الجين المختل بحك جلودها بشكل قسري حتى تصبح فوقها بقع منزوعة من الشعر وقروح.

وفي دراسة صدرت بمجلة "سيل" الأميركية وصف الفريق كيف تم زرع مخ عظام سليم في الفئران وكيف أنه عالج اختلال حك جلودها القسري. وجاء في الدراسة أنهم أظهروا العلاقة ما بين الاختلال العقلي وجهاز المناعة خصوصا في الخلايا المسماة بـ ميكروغليا المشتقة من مخ العظام.

وقال كابيتشي إن هناك نوعين من الميكروغليا في الدماغ الأولى تشكل حوالي 60% وهي تتشكل في مراحل مبكرة من تطور الانسان والـ 40% الأخرى تنشأ في مخ العظام ثم يتم نقلها الى الدماغ.

وإذا كانت الدراسة قد استقبلت بترحاب واسع من المعنيين في هذا الحقل فإنها واجهت بعض الانتقادات. فبول سالكوفيسكيس المدير الكلنيكي في مركز مستشفى مودسلي لاختلالات القلق والصدمات في لندن قال إن من المستحيل استنتاج أن جهاز المناعة له علاقة قوية بالأمراض العقلية البشرية من الدراسة. فـ "الحك المبالغ فيه لجلودها بالنسبة للفئران ليس نموذجًا جيدًا ليقارن باختلالات التصرف القسري بين البشر، وهو مرض يمكن التعامل معه بشكل فعال عبر علاج التصرف الادراكي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف