صحة

الحرمان في الطفولة يترك آثاره وبصماته على الدماغ

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


أشرف أبوجلالة من القاهرة: يستعد علماء أعصاب في بريطانيا لدراسة أدمغة الأطفال الذين سبق لهم أن تعرضوا للحرمان من أشياء معينة في سنوات حياتهم الأولى، في محاولة لإثبات أنهم وبدلا ً من كونهم سيئي السلوك من الأساس، فإن شبكة الأسلاك الخاصة بأدمغتهم قد تأثرت بما تعرضوا له من انتهاكات أو سوء معاملة أو إهمال عندما كانوا صغارًا.

وتشير صحيفة "الاندبندنت" البريطانية من جانبها في هذا السياق إلى أن القائمين على ذلك المشروع البحثي الذي تموله شركة الجمعية الخيرية للأطفال، إذ يأملون أن ينجحوا في إثبات أن الإفراط في التعرض لهرمونات الخوف يتسبب في إتلاف نمو أدمغة الأطفال، ويتركهم عرضة لانفجارات عنيفة، ويجردهم من القدرة على تهدئة أنفسهم. ويسعى المسؤولون عن هذا المشروع الطموح، وهم أكاديميون من معهد الطب النفسي، وكلية لندن الجامعية، ومركز آنا فرويد، وجامعة أكسفورد، وعيادة تافيستوك، أن يستخدموا عمليات مسح الأدمغة، كي يظهروا أي الأجزاء بأدمغة الأطفال المضطربين التي تتميز بكونها مفرطة في النشاط، وأيها الآخر الذي لا يكون مُسْتَخدَم.

وتلفت الصحيفة إلى أن المشروع سيقوم في الوقت ذاته أيضًا بفحص التأثير الخاص بتوفير الأبوة والأمومة البديلة والرعاية العطوفة للأطفال الذين سبق لهم أن تعرضوا للإهمال، لمعرفة ما إن كانت ستتمكن أدمغة الأطفال من التكيف لجعلهم أقل عرضة للعنف. وتأمل الجمعية الخيرية أن يؤدي المشروع البحثي إلى حدوث تغيير في الطريقة التي يتم من خلالها دعم الأطفال الضعفاء. وقد قام مسؤولو الجمعية في سبيل ذلك بإطلاق حملة ضخمة لجمع التبرعات لدعوة كل فرد إلى التبرع بـ 5 جنيه إسترليني، لشراء خلية عصبية افتراضية في دماغ افتراضي مكون من مليون خلية عصبية.

وتعتقد كاميلا باتمانغيليدجه، الرئيس التنفيذي لشركة الجمعية الخيرية للأطفال، أن هذا الأثر المتناقض قد يكون نمط سلوكي تم تعلمه، وقام الأطفال بانتهاجه، كي يساعدهم على التعامل مع تجاربهم الخاصة من منطلق أنهم ضحايا للعنف. وتضيف كاميلا في هذا الجانب بقولها :" إن معظمنا مبرمج فقط على الخوف لفترات زمنية قصيرة دون الحصول على قدر من الراحة. بيد أن الـ 1.5 مليون طفل الذين يتعرضوا لسوء معاملة وإهمال كل عام في المملكة المتحدة يتم تخويفهم بشكل مزمن بالفعل، دون راحة أو إغاثة. وهو ما يؤدي إلى تولد ثقافة الاضطرابات السلوكية والعنف لديهم".

ثم تتابع بقولها :" إن كان سوء معاملة الأطفال يقوم بتغيير مساراتهم التنموية، إذن فإننا لا نتعامل مع الأطفال الذين يعانون من عيوب أخلاقية. والتصور العام هو أن هؤلاء الأطفال يكونوا مثلهم مثل أي شخص آخر إلى أن يبلغون تلك المرحلة التي يرتكبون فيها شيئًا سيئًا. ثم يخلص الناس إلى أن هؤلاء الأطفال اتخذوا قرارًا بعد تفكير، وعندما لا تكون الأغلبية المطلقة قد فكرت على الإطلاق - يكون عنفهم غريزيًا تقريبًا. وفي الوقت الراهن، يُوصف أكثر الأطفال عنفًا بالمجرمين ويتم التعامل معهم من خلال إيداعهم في السجن. لكن نسبة العودة للإجرام تصل إلى 80 % في الحجز - أي أن النظام لا يعمل. وتكمن الصعوبة الأخلاقية التي أواجهها في أن العقوبة تنفذ من قِبل الطفل على ما خلَّقته بيئة سلبية من قِبل أناس بالغين. ولأننا متأهبون تمامًا لإصدار أحكام أخلاقية على هؤلاء الأطفال، فإننا لم نصل بعد إلى حل حقيقي".

هذا وقد طالبت كاميلا بضرورة أن يتم تخصيص بدلات لهؤلاء الأطفال، وقالت في ذات الوقت إنه من الممكن معالجة أوجه القصور العاطفية المعقدة لدى الأطفال المضطربين بتوفير عنصري الرعاية والدفء الذين لم يسبق لهم أن شعروا بهما في طفولتهم من قبل. في حين يشير البحث العصبي الجديد إلى أن بإمكان الدماغ البشري أن يُطوِّر "مرجع مهدئ" إلى أن يبلغ صاحبه من العمر سبعة وعشرين عاما ً. وفي غضون ذلك، قال البروفيسور بيتر فوناغي، الرئيس التنفيذي لمركز آنا فرويد ورئيس قسم علم النفس الصحي والتدريبي السريري في جامعة كلية لندن، والذي سيقود جزءاً من المشروع البحثي :" المشكلة جسيمة. وأود أن أعمل مع شركة الجمعية الخيرية للأطفال كي أحاول مساعدتهم على تحديد الأشياء التي بوسعهم أن يفعلوها أكثر من ذلك، وتجعل الموارد الثمينة التي يمتلكونها تذهب لما هو أبعد من ذلك".

وفي الوقت ذاته، يشدد مركز العدالة الاجتماعية، الذي أنشأه وزير العمل والمعاشات، ايان دنكان سميث، على ضرورة التدخل المبكر في حياة الأطفال المضطربين، محذرًا في الوقت ذاته من التلف الذي يلحق بنمو أدمغتهم عندما يتعرضون للإهمال أثناء تربيتهم. لكن البروفيسور رايموند تاليس، الفيلسوف والطبيب الأسبق، فكان له رأيًا آخر، حيث قال :" لا أعتقد أن عمليات مسح الدماغ سوف تضيف أي شيء لما نعلمه بالفعل. والمشكلة هي أن تلك الفرضية تؤدي إلى تولد نوعا ً عاما ً من الادعاء بأن ( دماغي هو ما يجعلني أقوم بذلك ). ولابد من التعامل مع التخفيف العصبي للوم بارتياب. وأعتقد أن الشفقة تتولد من خلال فهم الخلفية الخاصة بشخص ما. ولا أعتقد أننا بحاجة لرؤية المسح الخاص بأدمغة الأفراد كي نقوم بذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

الحرمان في الطفولة و فى الاسره من حياه اجتماعيه و حياه اجتماعيه عامه يترك آثاره وبصماته على الدماغ

nero
nero -

عنصري الرعاية والدفء فى جار لا يشوش على جاره او يفاجئ بعد السكن انه يردد ماما لامه و لا يهتم ان يقول له هو شخصيا ازيك او صباح الخير فقط فين ماما او ماما هنا