رواندا بلد فقير مع خطة لتوفير العناية الصحية للجميع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لؤي محمد: يفتقد جناح الولادة في مركز قرية مايانج الصحي برواندا كل ما هو أساسي، فليس هناك أي ماء بالحنفيات وغرفة التوليد لا تزيد عن مصطبتين مع مثبتات جانبية. مع ذلك فإن الطلاء على الجدار ما زال طريًا نوعًا ما والأسرّة في غرفة المخاض مزودة بكلل خاصة تحمي من البعوض.
كان هناك على أحد الأسرة ثلاثة أفراد ينتمون إلى ثلاثة أجيال من اسرة يانكوليج، فهناك الأم راشيل، 53 سنة، وابنتها شانتال موجاويمانا، 22 سنة، وطفل شانتال الذي ولد قبل فترة قصيرة ولم يعط بعد أي اسم.
وكان هذا الطفل هو الأول في أسرته الذي يولد على سرير بدلا من أن تكون ولادته على أرضية كوخ طيني. لكنه ليس الأول المزود مع ضمان صحي. فكلا أمه وجدته قد غطاهما الضمان الصحي أيضا وهذا هو السبب الذي كان وراء ولادته في هذا المركز الصحي.
لرواندا نظام ضمان صحي منذ 11 سنة؛ وهو يغطي 92% من سكانها وتبلغ تكاليف الاشتراك دولاران سنويا.
يتلمس الكاتب الصحفي ساني نتايومبا من صحيفة نيو تايمز المتمركزة في العاصمة كيغالي، المفارقة في الأمر: فبلده الذي يعد من أفقر دول العالم يوفر تأمينا صحيا لأغلب سكانه أكثر مما يفعل أغنى بلد في العالم لأبنائه.
وكان نتايومبا قد التقى في السنة الماضي بطالبة أميركية خلال زيارتها لرواندا. وعلق قائلا: "إنه امر مثير للضحك أن يكون لي ضمان صحي بينما هي من دونه. ماذا لو مرضت، لعل ذلك سيؤول إلى إفلاس والديها.
ومقابل دولارين في السنة، لن تكون تغطية رواندا الصحية أفضل مما هو قائم في جناح الولادة بمدينة مايانج لكن ذلك الضمان يغطي الأوليات. فأكثر الأمراض المسببة في حالات الوفاة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والملاريا ونقص التغذية والجروج المتقيحة تتم معالجتها.
كذلك تمتلك المراكز الصحية المحلية كل الأدوية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية ولمعظمها مختبرات تقوم بتحليل الدم والبول إضافة إلى اختبارات الملاريا والسل.
وولدت شانتيل موجاويمانا بحضور ممرض وهذا يزيد من حظوظ الام وطفلها في الحياة. ففي حالة وقوع مضاعفات يمكن للمرأة الحامل أن تنقل بسيارة إسعاف إلى مستشفى محلي مع طبيب.
وقالت شانتيل: "في الماضي كنا نأتي إلى هنا حين تكون للأم مشاكل صحية. والآن يأمرنا موظف القرية الصحي بعدم الولادة في البيت".
ومنذ بدء تطبيق نظام التأمين الصحي في رواندا ازدادت معدلات العمر المتوقعة من 48 إلى 52 على الرغم من وباء الأيدز المستمر.
ونقلا عن صحيفة نيويورك تايمز، اشارت دراسة حديثة نشرت في مجلة "الطب الاستوائي والصحة العالمية" فإن تكاليف التأمين الصحي في رواندا تصل إلى 307 مليون دولار في السنة وتغطي المعونات الأجنبية 53% منه حيث تقدم الولايات المتحدة الجزء الأكبر منه.
ويأتي فرض المبلغ الصغير الذي يدفعه السكان جزءا من خطة الرئيس الرواندي كاغام لدفع أبناء بلده نحو الاعتماد على الذات وإلى الرفاهية لاحقا. وحاليا يطلق على رواندا اسم "سنغافورة أفريقيا" ففيها شوارع نظيفة مع نسبة منخفضة للجرائم وفي كل شهر يقوم الجميع بخدمة اجتماعية مثل زرع الأشجار. كذلك هناك تشجيع كبير للمشاريع الخاصة والرئيس كاغام كان شديدا في معاقبته للمسؤولين الفاسدين. ويقول المنتقدين له إنه تحت ذريعة منع التعليقات المشجعة للكراهية بعد التي أدت إلى أعمال القتل الجماعي عام 1994 يحظر الرئيس أي نوع من وجهات النظر السياسية المعارضة.