صحة

تزايد الهدر في مخلفات القطاع الصحي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يواجه قطاع العناية الصحيّة مشكلة تتعلق بالفضلات.


لؤي محمد: لا تتمثل الفضلات بما تفرزه المستشفيات ومكاتب الأطباء والعيادات والمرافق الصحية الأخرى من فضلات كل سنة فقط بل بالعدد الهائل من الأدوات غير المستعملة والصالحة للاستعمال مرة واحدة، إضافة إلى تلك القابلة للتدوير من أجهزة وأدوات مثل الحقن ولفات الشاش الفائضة عن الحاجة والأدوات المستعملة في العمليات الجراحية.

وتضاعفت هذه المشكلة مع التحول إلى الأدوات الصالحة للاستعمال مرة واحدة مما ممكن المؤسسات الطبية من التخلي عن القيام بتعقيم الأجهزة المستعملة مثلما كان هو الحال في السابق، لكن ذلك خلق مشكلة كبيرة فابتداء من أوائل التسعينات من القرن الماضي ما عادت أي من هذه المؤسسات تعرف كمية الفضلات الطبية التي تفرزها داخل الولايات المتحدة .

ولم يكن البدء بالتعامل مع هذه المشكلة إلا في فترة أخيرة وكان أحد الأسباب وراء ذلك هو سعي المستشفيات الآن لتقليص نفقاتها مع تقلص مصادرها المالية.

وقالت سسيليا دولوتس لين مديرة منظمة "براكتس غرين هيلث" غير الربحية في مدينة رستون بولاية فرجينيا والمعنية بالتوعية لمراسل صحيفة نيويورك تايمز: "نحن رأينا تحولا هائلا. في الماضي كان عليك أن تطرق على الباب كثيرًا كي تجد أحدًا ينتبه إليك بينما أصبح الناس اليوم لا يسألوننا إن كان يجب أن يقوموا أو ألا يقوموا بذلك بل كيف يستطيعون تجنب الهدر". ومن بين أعضاء جمعية "براكتس غرين هيلث" (ممارسة الصحة الخضراء) هناك 1100 مستشفى و80 شركة.

وحاليًا هناك حركة في الولايات المتحدة تسعى إلى تسليط الضوء على غرف العمليات وما تتركه من فضلات، ففيها تصل نسبة الهدر لكل مستشفى ما بين 20 إلى 30 في المئة.

وفي ندوة جرت في بالتيمور خلال شهر أيار/مايو الماضي طرحت جمعية "براكتس غرين هيلث" مبادرة سمتها "تخضير غرفة العمليات" وتهدف إلى استكشاف أفضل الممارسات المحافظة على البيئة والأجهزة لتقليل حجم الفضلات التي تفرزها غرف العمليات، وتقليص كمية الطاقة المستهلكة فيها وحل مشاكل نوعية الهواء داخل المباني وفي الوقت نفسه تقليص التكاليف وتحسين نوعية سلامة الناس.

وبدأت بعض المراكز الصحية بتقليص استخدام المواد وتدوير ما تستخدمه منها والتبرع بالمتبقي القابل للاستعمال إلى البلدان النامية.

وقال دانيال جاي فوكليتش رئيس جمعية مراكز إعادة معالجة الأجهزة الطبية إن هناك الكثير من المنظمات مثل "براكتس غرين هيلث" و"الكلية الأميركية لأمراض القلب" تدعم فكرة معالجة الأجهزة والأدوات المستعملة مما يجعلها صالحة للاستعمال مرة أخرى. وهناك أكثر من نصف المستشفيات في الولايات المتحدة ترسل جزءا من أدواتها الصالحة للاستعمال لمراكز إعادة المعالجة كي يتم استخدامها مرة أخرى.

وتمثل هذه المؤسسة عدة شركات تقوم بـ 95% من عمليات إعادة المعالجة في الولايات المتحدة. وتقدر "أسَنْت" إحدى هذه المؤسسات بأن زبائنها البالغ عددها 1800 مستشفى حولت 2650 طنًا من الفضلات في عام 2009، وتم التخلص من 94 طنًا من القمامة عبر إعادة المعالجة.

لكن الدكتور رافائيل اندرادي جراح الصدرية العام في مركز جامعة مينسوتا الطبي يرى أنه حتى لو استخدمت الأجهزة الصالحة للاستعمال مرة واحدة ثانية بعد إعادة معالجتها فإنها في نهاية المطاف سترمى. لذلك فهو يرى أن من اللازم العودة إلى الأجهزة الدائمة الاستعمال. وفي ورشة عمل نظمتها جمعية "براكتس غرين هيلث" قال: "نحن نحاول إزالة الكثير من التخريب الذي صنعناه بأنفسنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف