صحة

اللاصق بديل ثوري للقاح الانفلونزا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في ما وُصف بأنه اختراق ثوري في التلقيح ضد الأمراض المعدية، أعلن العلماء أنهم اخترعوا لاصقًا بالجلد يحتوي على لقاح الانفلونزا.


صلاح أحمد من لندن: تكمن أهمية هذا الاختراع في نفيه الحاجة للحقن والإبر وآلامها وتلوثاتها وأعراضها الجانبية، وفي التحول الهائل الذي يحدثه في مكافحة الأوبئة. فسيصبح بالوسع أن يتسلم الشخص اللقاح عبر البريد، مثلا، وأن يضع اللاصق على جلده فيكون قد طعّم نفسه بدون اي معرفة طبية.

كما انه يكتسب أهمية خاصة في الدول النامية حيث يلغي الحاجة الى بنية تحتية طبية هائلة التكاليف عندما يتصل الأمر بالتطعيم الجماعي. ويلغي الحاجة ايضًا لأجهزة تبريد اللقاح والأطقم المدربة على حقنه. وبما ان الإبر في تلك الدول عرضة سهلة للوسخ ونوع المشاكل الصحية الخطيرة التي يمكن ان تتبع هذا، فإن اللاصق يحل هذه المشكلة أيضًا.

اللاصق نفسه يعمل على غرار ذلك المستخدم لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن العادة. وهو يحمل نحو 100 من الإبر الدقيقة المجهرية الصغر المغطاة باللقاح المجفف عبر التجميد. وعندما يضعه الشخص على جلده تخترق هذه الإبر طبقته الخارجية وتطلق فيه اللقاح مذابًا بحرارة الجسد نفسه في خلال دقائق معدودة. ويكون قد أدى بذلك مهمته لأن خلايا جهاز المناعة موجودة بكثرة في الجلد.

ويعتقد العلماء أنه في حال انتاج اللاصق بالجملة، فلن يكون تصنيعه أعلى تكلفة من التطعيم بالحقنة. لكن التكلفة الإجمالية ستكون أقل في نهاية المطاف إذ أنه لن يحتاج الى كوادر مدربة في تطعيم الجماهير، إضافة الى أنه لن يستلزم ميزانية إضافية للتخلص السليم من الإبر المستخدمة. وهذا كله مضافًا الى ما تقدم ذكره من منافع تجعله "صفحة جديدة في التقدم الطبي" خاصة في دول العالم الثالث التي تعاني حتى الآن من انتشار الأمراض المعدية.

وقد أثبتت التجارب المخبرية على الفئران أن اللاصق لا يقل فاعلية طبيّة عن الحقنة التقليدية وربما كان أفضل منها في واقع الأمر. فبينما يفرز لقاحه في الجلد حيث تكثر خلايا المناعة، تفرز الحقنة معظم لقاحها في العضل حيث لا أثر حقيقيا له لأنه قد لا يحدث نوع ردة الفعل الأولية المهمة لاكتساب الجسم المناعة. كما ان اللاصق يتميز على الحقنة بأنه رحيم بالبيئة لأنه قابل للتحلل. وعلى عكس الإبر فهو لا يحمل معه ألم الطعن أو خطر التلوث أو ثقب الجلد في المكان الخطأ بطريق الصدفة.

ونقلت وسائل الإعلامعن البروفيسير ماكل براوسنيتس، الذي قاد فريق العلماء في "معهد جورجيا للتكنولوجيا" بأتلانتا الأميركية، قوله إن اللاصق "قد يحدث ثورة حقيقية في حملات التطعيم الكبيرة - ضد انفلونزا الخنازير التي أرعبت العالم السنة الماضية على سبيل المثال - بسبب أنه بسيط وسهل الاستخدام بحيث لا يستلزم أي معرفة طبية على الإطلاق".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف