إيلاف+

خبير بيئي لايلاف: التغيرات المناخية مرشحة لإفراز قلاقل اجتماعية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يحذر "ستيفان بوفاري" الخبير الدولي في التغيرات المناخية، من تأثيرات المناخ على توازنات النسق الحياتي العام، ويلفت في حديث لـ"إيلاف" على هامش تنشيطه محاضرة بالجزائر مؤخرا، إلى حتمية قيام تكامل دولي أكبر بشأن منظومة المناخ وهاجس الاحتباس الحراري.


كامل الشيرازي من الجزائر: أؤكد "ستيفان بوفاري" رئيس قسم الخبرة الدولية في وحدة إدارة الطاقة والبيئة ووكالة إدارة الطاقة الفرنسية - أنّ ما يطبع التغيرات المناخية من اضطرابات تعاظم مداها على مرّ السنوات الأخيرة، ستنجرّ عنها تأثيرات سلبية على حياة الإنسان سواء على المستوى البيئي أو الاجتماعي، ومن شأن هذه التغيرات أن تؤدي إلى اختلالات اجتماعية كبيرة في المستقبل، مشيرا إلى أنّ قطاع الإنشاءات العامة تحديدا، سيجابه تحديات بالجملة جرّاء تغيرات المناخ.

وفي معرض استعراضه لتداعيات الظاهرة المناخية، ركّز بوفاري أيضا على ما يترتب عن محذور الشح في المياه، وهو وضع عانت منه عديد الدول ضعفين، بينها الجزائر التي تأثر سكانها على نحو محسوس قبل سنوات إثر حالة الجفاف التي طالت البلاد لا سيما بين سنتي 2002 و2005، ويشير أ/بوفاري إلى كون الشح المائي يدفع بملايين الأشخاص إلى النزوح، حيث تنشط حركات كبيرة لهجرة السكان من الجنوب إلى الشمال، وهو ما ينتج اكتظاظا حادا في مناطق الشمال ويرافق ذلك أزمات عديدة تزيد من حدة الاحتقان الاجتماعي.

وبمقابل اقتراحه القيام بتحويل تكنولوجيا مبتكرة منصفة في التعاطي مع مشكلة التغيرات الجوية، يحث الأستاذ بوفاري الذي يرأس مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، على نشوء تنسيق أكبر في بحث التغيرات المناخية، ويعلّق بأنّ الأخيرة تشكل حقلا فريدا للتعاون، وهي فرصة لمراجعة طرق الحكامة الدولية، لا سيما مع الأهمية القصوى التي تكتسيها المسألة المناخية، وترسيخ دعامات استقرارها من شأنه أن يمنح فرصة السماح لكل واحد بالعيش المريح في منطقته في ظل مبادئ العدالة والإقامة في ظروف جيدة، دون أن يكون مُرغما على الهجرة من أجل تحسين ظروف حياته.

كما شدّد أ.
بوفاري على أهمية مواصلة المباحثات بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، على درب يكفل الوصول إلى خطاب توافقي على المستوى العالمي، وبخصوص قمة كوبنهاغن حول التغيرات المناخية، أعرب بوفاري عن أسفه لعدم إقرار الموعد المذكور لاتفاق ضمن إطار الاتفاقية الإطار لمنظمة الأمم المتحدة، معتبرا أنّ ما حصل إلى حد الآن لا يزال دون مستوى تطلعات الخبراء.

في الصدد ذاته، يتابع بوفاري:"أملنا كان يكمن في رؤية قمة كوبنهاغن تتوصل إلى اتفاق لما بعد مسار كيوتو، مع توخي أهداف حقيقية وملموسة ومدروسة، مشيرا إلى أنّ الجميع مطالب حاليا بتقديم مساهمته في تخفيض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما في ذلك البلدان غير المصنعة.

وفي الحالة الجزائرية، يقدّر بوفاري أنّ الجزائر وبالنظر إلى قدراتها الهائلة من الطاقات الأحفورية واقتصادها الذي يرتكز على المنتجات الطاقوية، يُمكن أن تصبح - بحسبه - فاعلا أساسيا على الصعيد الجيو- سياسي لمسألة التغيرات المناخية، ورقما مهما في الابتكار سيما في مجال التكنولوجيا البيئية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف