الفم يكشف عن الجلطة الدماغية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : نبهت دراسة طبية تشيكية إلى أن وضع المصاب بالجلطة الدماغية يختلف عن وضع المصاب بالجلطة القلبية في أن الأخيرة تمنح الأطباء 6 ساعات للتعامل معها في حين يضغط الوقت بقوة على الأطباء لدى نقل مريض إليهم مصاب بالأعراض الأولى للسكتة الدماغية لأنهم يمتلكون دقائق قليلة فقط لإنقاذه.
وأكدت أن ما يسمى طبيا " بالزاوية المنحنية " تعتبر إحدى الإشارات التي تمثل تحذيرا بوجود بداية السكتة الدماغية لان الشخص عندما يحاول الابتسام فان زوايا الفم لاتصل إلى نفس المستوى في الارتفاع كما أن المصاب بالسكتة لا يتمكن من مد يديه أمامه لان واحدة منهما تهبط بسرعة بعد رفعها أما من الأعراض الواضحة والتي تخيف صاحبها أكثر من غيرها فتكمن في حدوث اضطراب في النطق لان المصاب بالسكتة عادة لا يستطيع النطق بعبارة واحدة متماسكة .
كما تظهر أعراض أخرى لدى الإصابة بالسكتة منها حدوث إشكالات في الرؤية والتعرض لصداع حاد في الرأس ولذلك فإن ظهور هذه الأعراض يعني ضرورة اللجوء فورا إلى الطبيب من خلال الاتصال بسيارة إسعاف لان التصرف السريع يحمي الدماغ .
وأشارت إلى انه يحدث في اغلب الأحيان أثناء الجلطة الدماغية انغلاق الشرايين التي تزود الدماغ بالدم وعدم وصول الأوكسجين والغذاء اللازمين لأنسجة المخ وذلك بسبب تخثر الدم أو بسبب حدوث اضطراب في الجريان الدموي الدماغي أو ما يسمى بالسكتة النزفية وفي كلتا الحاليتين فان جزءا من الدماغ يتواجد في حالة عزله وبالتالي خطر التعرض لضرر لا يمكن إصلاحه ولهذا يلعب الوقت دورا حاسما هنا.
ويقول الدكتور يان فيكسا من العيادة العصبية في المشفى الجامعي في براغ بان الخلايا الدماغية تموت خلال عدة دقائق نتيجة لنقص الأوكسجين والمواد الغذائية في الجزء المركزي من المكان المصاب أما الخلايا العصبية الأقرب إلى المكان المصاب فتموت بعد عدة ساعات ولذلك يتوجب على طاقم سيارة الإسعاف نقل المصاب فورا إلى المراكز المختصة لأنها تمتلك الأجهزة اللازمة والخبراء المؤهلين في مكان واحد
ويؤكد أن هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لحياة ووضع المريض لأنه من غير المسموح في هذه الحالات فقدان أي دقيقة من الوقت كما أن الأمر يتطلب إجراء العديد من الفحوص اللازمة قبل البدء بمعالجة الشرايين المغلقة أما تسفير أو نقل المريض من مكان إلى أخر في المشفى فان ذلك يلحق ضررا بالغا به .
ويعرف الطبيب منذ الفحص الأول له فيما إذا كانت الجلطة أو السكته الدماغية قد نجمت عن السبب الأكثر شيوعا أي عن تخثر لأنه في خمس الحالات فقط يحدث تفجر شريان وتسرب الدماغ وبالتالي حدوث نزيف فيه .
وتقوم المراكز المتخصصة بمعالجة السكتات الدماغية بتشخيص الوضع من خلال الفحص بالتصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو بالموجات فوق الصوتية التي تستبعد الإصابة بالسكتة نتيجة لتفجر الشرايين .
ويتطلب معالجة كل نوع من أنواع السكتة بطريقة مختلفة فبعض المرضى الذين حدثت لديهم السكتة نتيجة انفجار الشريان يمكن أن تساعدهم العملية الجراحية العصبية في حين أن الكثيرين لا يمكن مساعدتهم بهذه الطريقة ويموت عمليا نصف الناس الذين يصابون بالنزيف الدماغي أما عندما يتعلق الأمر بالإصابة بالسكتة الاقفارية فان الأطباء يعمدون إلى إدخال مواد إلى الجسم عن طريق الشرايين تحلل التخثير القائم في الدم .
وتؤكد الدراسة بان معالجة المصابين بالسكتة الدماغية لها معنى في حال البدء بالعلاج خلال فترة لا تزيد عن 4,5 ساعة من خلال شعور المريض بالأعراض الأولى للسكتة ولهذا فان من الضرر بمكان محاولة الالتفاف على السكتة من خلال النوم لان مظاهر السكتة لا تختفي حتى ساعات الصباح بل يزداد وضع الشخص المصاب سوءا
في حين أن وصول المريض بشكل سريع إلى الطبيب يمكن أن يجعل المريض يعود إلى حياته الطبيعية بشكل يخلو من أي تداعيات تقريبا لكن يحدث في اغلب الأحيان لدى الناس الذين أصيبوا بالسكتة ظهور اضطرا بات حركية في إحدى الرجلين أو اليدين أو فقدان الحس في النصف العلوي أو السفلي للجسم كما يحدث أحيانا تعطل في المقدرة على القراءة أو الكتابة إضافة إلى حدوث إشكالات في النطق ولهذا فان العلاج الفيزيائي هو جزء من العلاج المتبع لإعادة الشخص إلى حياته شبه الطبيعية وفي هذا المجال يحاول الأطباء نقل وظائف الأعضاء التي تضررت إلى الأجزاء التي ظلت سليمة .
وشددت الدراسة على أن المصاب بالجلطة الدماغية لا يحتاج لوحده إلى النصح وإنما أفراد عائلته أيضا لأنه سيحتاج إلى مساعدتهم الأمر الذي يشكل مهمة ليست سهلة للعائلة تحتاج إلى توفر إرادة كبيرة .