حديقة المالح الجزائرية متحف نباتي مفتوح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعدّ حديقة المالح الجزائرية باخضرارها الخلاب متحفا نباتيا مفتوحا، من خلال اكتناز هذه البقعة الخضراء الممتدة لعشرات الأصناف من الزهور والنباتات، ويصل معدل ما تدره الحديقة إلى حدود 70 ألف نبتة ووردة كل عام، "إيلاف" تنقل صورة عن الموقع في التقرير التالي.
كامل الشيرازي من الجزائر: تمتاز حديقة "المالح" التابعة لمحافظة عين تيموشنت ( كلم غرب) التي ذاع صيتها في البلاد، باخضرارها المترامي وغطائها النباتي الكثيف ومربعاتها المزهرة التي اشتهرت بها وجعلتها موقعا محبّبا لدى السكان المحليين وكذا الوافدين.
تقول "زهرة نقاش" مسيّرة هذه الحديقة النباتية إنّ شجيرات الورود تملأ المحيط بعبقها رفقة كوكتال من النباتات كالصنوبر الحلبي والعرعار والسنديان والبطم الأطلسي والحور والطرفاء والعريش، فيما تشكل أغصان شجرة "البوغانفيليا" حواجز طبيعية تصنع أشكال هندسية تتوسطها نافورة الماء ما يساعد على توفير أجواء منعشة في فصل الصيف لفائدة الطيور والزائرين.
كما تشير نقاش الأستاذة في الزراعة ورئيسة النادي الأخضر للمدينة، إلى تشكّل الحديقة من خمسين شجرة للورود وإبرة الراعي والياسمين والبوغانفيليا، فضلا عن أشجار النخيل، ما جعل المكان يكتسي برونق متوزع على أكثر من أربعين صنفا نباتيا.
ويلفت الأستاذ "محمد حساني" إلى احتواء حديقة المالح على عدة ممرات، مع توفرها على آبار، ما دفع عشاق الاخضرار في الجزائر إلى ولوج عالم الإبداع النباتي، من خلال خوضهم في صناعة أنواع الزينة الطبيعية وابتكار تشكيلات رائعة من أكاليل الزهور وباقات النباتات التي تزدان بها المنطقة وجعلتها تزدهي بعديد الحواشي الخضراء والبساتين الفيحاء.
ويقول ابنا المدينة " أحمد" و"سعيد" إنّ حديقة المالح تساهم في ترقية التربية النباتية والبيئية، خصوصا مع استقطابها لأعداد كبيرة من الزوار، واتخاذها من لدن الدارسين كورشة تطبيقية كبرى، فضلا عما توفره من فضاء للراحة، حيث تقبل العوائل بكثافة على هذا المكان للاستماع يوميا، بينهم محبي النباتات التي يزال جردها - بحسبهما - قيد الإعداد.
كما يبدي نبيل الأستاذ بالإعدادي، وخديجة المشتغلة في ميدان الديكور، ارتياحا للنسق الذي أخذته حديقة المالح بعدما عانت في وقت ما جراء إهمال مزمن، ويأمل كل من نبيل وخديجة أن يتسع نشاط الحديقة، ويقوم عرّابوها باستزراع نبات "الفارفان" العشبي المعطر الذي يتكون من عدة أصناف أريجية طيبة، كما توجد هناك أصنافا أخرى ذات أزهار بعطر فواح مضادة للتشنج وعُسر الهضم.
والفارفان حسب شروحات نبيل وخديجة، مورد طبيعي بيئي يمكنه أن يتألق بامتياز في منطقة تعرف بالسقي الجيد وأراضيها شديدة الخصوبة، ويتم تسويغ هذه الدعوة لإنتاج نبات الفارفان بمزاياها الطبية العلاجية الأكيدة والتي تم تصديرها منذ أواسط القرن الماضي إلى كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتتطلع إدارة الحديقة إلى الارتقاء بمكانة الأخيرة من خلال غرس أنواع إضافية من الزهور والنباتات، مع الحرص على احترام النموذج الأصلي للمكان، إضافة إلى العمل على تحويله إلى مجمّع ضخم يضمّ مكتبة متخصصة وجناحا واسعا للزهور، مع تنظيم أنشطة دورية في مجال الثقافة البيئية خصوصا مع افتتاح فصول في التربية البيئية لأطفال المدارس، فيما يستحسن البستاني محمد الذي اعتاد التردد على هذا المكان منذ سبعينيات القرن الماضي، منح دعاية أكبر لفضاء يمثل نموذجا للطبيعة الحية.