مرضى السكري في الجزائر عُرضة للخطر بسبب الصوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مع قرب شهر رمضان المبارك يبدو ان مرضى السكري عرضة للخطر بسبب الصوم.
كامل الشيرازي من الجزائر:على أهبة حلول شهر رمضان 2010، تحدثت "إيلاف" إلى أخصائيين جزائريين حول ما يترتب عن صيام مرضى داء السكري في الجزائر، حيث يجزم كل من الدكتور عيسى بوديبة والدكتورمحمد بردوان، بأنّ 60 بالمائة من هؤلاء يعرضون حياتهم للخطر من خلال إقدامهم على الصوم غير آبهين بنصائح الأطباء.
يشدّد عيسى بوديبة على أنّ امتناع المصابين بالسكري عن الأكل والشرب لفترة زمنية معتبرة قد تصل إلى أزيد من خمسة عشر ساعة، له تداعيات وخيمة من شأنها تعقيد الحالة الصحية لمريض السكري ودخوله مرحلة من الغيبوبة المزمنة إلى غاية الموت، ويوعز بوديبة:"يجب على المريض أن لا يحس بالذنب، إذا لم يصم الشهر العظيم، طالما أنّ صحته لا تسمح بمسايرة نظام الصوم".
ويلّح بوديبة رئيس مصلحة داء السكري بمستشفى "مصطفى باشا" وسط الجزائر العاصمة، على أنّ الأطباء هم أدرى بصحة المرضى أكثر من أنفسهم وغيرهم من الناس، لافتًا إلى أنّ الأطباء يحاولون بشتى الطرق نصح مرضى السكري بالتخلي عن الصيام خلال الشهر الكريم، لكن غالبية المصابين لا يستجيبون لشتى النداءات ولا يحترمون النصائح بتعمدهم الصيام رغم الجهود المبذولة والتحسيس الحاصل على أكثر من صعيد منذ سنوات عديدة.
بدوره، يشير محمد بردوان إلى حتمية امتناع مرضى السكري عن الصيام والتوقف عنه في حالة انخفاض نسبة السكر بالدم، والحرص على اعتماد نظام غذائي متوازن، بجانب التزوّد بالأدوية اللازمة خلال هذا الشهر المعظم وكذلك شرب المياه باستمرار، حتى لا تتعرض أجساد المرضى إلى الجفاف.
ويلاحظ بردوان أنّ قيام المصاب بداء السكري بعبادة الصيام، يخضع الى عادات ثقافية واجتماعية أكثر منها دينية، قائلا أنّ الأئمة والمشايخ ينصحون المرضى باحترام نصائح الأطباء لأنهم الأدرى بصحتهم.
ويصف المختص ذاته، صيام المرضى والأشخاص المسنين بـ"التعنت" على خلفية خضوع المعنيين إلى إملاءات المحيط وقوانين والثقافة الاجتماعية، أكثر منها احترامهم للدين الحنيف الذي يوصي بعدم تعريض الإنسان نفسه إلى التهلكة.
وتنقل مراجع محلية شهادات بعض المصابين بداء السكري، إذ أكّد هؤلاء تعرضهم الى المضايقات من طرف محيطهم عند إتباعهم نصائح الأطباء واستجابتهم لنصحهم بعدم صيام شهر رمضان، في وقت يحيل متابعون على أنّ المحيط غير مؤهل لمساعدة مرضى السكري، لا سيما في ظلّ تباين الآراء داخل الأسرة الواحدة فيما يتعلق بالمسائل الفقهية.
من جانبه، يكشف نور الدين بوستة رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات المصابين بداء السكري، أنّ عديد المرضى غادروا الحياة نتيجة تعمدهم الصوم وعدم استجابتهم إلى نصائح الأطباء، وعليه أهاب بوستة بمواطنيه المصابين بالسكري بمراجعة الأطباء قبيل شهر رمضان، من أجل تلقي النصائح والتزوّد بالأدوية اللازمة، حتى لا تكون صحتهم عُرضة للخطر.
ويفيد أخصائيون، أنّ عدد المصابين بداء السكري في الجزائر قفز إلى حدود المليونين، في وقت لا تزال البلاد تفتقد إلى برنامج وقائي صارم يجنب مرضى السكري شبح الموت، وزادت المسألة كارثية صعوبة تسويق دواء الأنسولين رغم إنتاجه محليًا.
وتظهر أرقام رسمية أنّ نحو خمسمائة مصاب بداء السكري في الجزائر لا تزال هوياتهم مجهولة، حيث أنّهم غير مقيدين إطلاقا على الكشوفات الطبية، ويوضح "عبد العزيز داود" الأمين العام للمنظمة الجزائرية لطب أمراض السكري، أنّه من الضروري بحسب الأخصائيين التعرّف على هؤلاء لإحاطتهم بسبل تجنب المضاعفات القاتلة، إذ أنّ 70 في المائة يموتون بسبب النوبات القلبية والقصور الكلوي.