إيلاف+

باكستان تحاول التصدي لكارثة الفيضانات المتفاقمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تواصل باكستان سعيها لتطويق الكارثة الانسانية الناجمة عن اسوأ فيضانات تشهدتها البلاد منذ 80 عاما، والتي ادت الى سقوط 1500 قتيلا وطالت اكثر من 3 ملايين شخص، وسط مخاوف من انتقالها الى مناطق أخرى.

نقل المساعدات الى المنكوبين

شارسادا: في شمال غرب باكستان، وهي المنطقة الاكثر تضررا، تدفق يوم الاربعاء الناجون الى مراكز الانقاذ وسط توقعات بحصول عواصف رعدية جديدة، مما ضاعف المخاوف من تفاقم الازمة الصحية والغذائية.

وكانرئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني جمعحكومته في جلسة طارئة خلال النهار لتقييم الاضرار وزيادة السرعة في عمليات الانقاذ، في وقت اعلنت فيه الامم المتحدة وعدد من الدول ارسال عشرات ملايين الدولارات من المساعدات.

وضمن المساعي الدولية لمساعدة المنكوبين، عين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سفير فرنسا السابق لدى المنظمة الدولية جان موريس ريبر لتقويم الوضع الانساني وحاجات المنكوبين من الفيضانات في باكستان، كما اعلن المتحدث باسمه.

وقال مارتن نيسيركي ان ريبر الذي يشغل حاليا بالشؤون الانسانية من اجل باكستان لدى الامم المتحدة سيتوجه الخميس الى هذا البلد.

وقال جيلاني "تلقينا ردا مشجعا من مجمل الاسرة الدولية" مضيفا ان "مساعدات بكميات كافية" نقلت الى المناطق المنكوبة.

وادت الامطار القياسية التي انهمرت على باكستان منذ الاسبوع الماضي الى تدمير قرى باكملها وحقول زراعية شمال غرب البلاد، وهي منطقة عانت لسنوات من الحرب الضارية بين متمردي طالبان والجيش الباكستاني.

وقال نديم احمد رئيس الهيئة الباكستانية لادارة الكوارث ان نصف المنكوبين موجودون في شمال غرب باكستان اما النصف الاخر فهم في ولاية البنجاب وسط البلاد، التي طاولتها الفيضانات منذ يومين.

وتخشى السلطات من اتساع رقعة الفيضانات لتشمل السند في ولاية كشمير الباكستانية وبلوشستان (شمال غرب).

وبحسب حكومة ولاية خيبر بختونكوا (شمال غرب)، وهي الاكثر تضررا حتى الان، فإن 1500 شخص قد يكونوا توفوا في الفيضانات، في حين اشار مسؤول في صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الى ان عن عدد منكوبين بلغ 3,2 مليون شخص.

من ناحيته، اعلن احمد جمال، المتحدث باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة "نحن بحاجة ماسة لمساعدة غذائية للتصدي للنقص الغذائي القائم". واضاف ان "80% من الاحتياطي الغذائي قد دمر بالفيضانات في المناطق الاكثر تضررا بالاضافة الى الحاق اضرار جسيمة في المواشي والاسواق والطرق ومجمل البنى التحتية".

وانتشرت على طول الطريق بين بيشاور وشارسادا مشاهد الدمار وركام المنازل والمناطق المقفرة بالكامل، بما يشبه مناظر مدينة مدمرة بزلزال، كما افاد صحافي من فرانس برس,

وفي قرية شاه علم، اشتكى نحو الفي منكوب قدموا الى امام منزل مسؤول محلي لطلب الغذاء من عدم تلقيهم اي مساعدات حكومية. وقال احد هؤلاء، فلك ناز (28 عاما) وهو لا يزال تحت تأثير الصدمة "فقدت كل شيء. المنزل الذي بنيته بيدي دمر، فهل ستساعدنا الحكومة؟". وفر عدد من المنكوبين من مناطق الفيضانات، ناقلين ما تبقى لهم من اغراض داخل شاحنات او سيارات او على الحمير.

واشار وزير الاعلام في خيبر بختونكوا ميان افتخار حسين الى "اننا نعاني نقصا خطيرا في الادوية والغذاء، ونخشى ان يموت البعض من الجوع اذا لم تصل المساعدات في الوقت المناسب". وقال مارتن موغوانجا منسق العمليات الانسانية للامم المتحدة في باكستان "نحن امام ازمة انسانية خطيرة".

واعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة انه قدم مساعدات لحوالي 250 الف شخص خلال الاسبوع الماضي، الا ان اكثر من 1,8 مليون شخص كانوا بحاجة للغذاء.

في غضون ذلك، اكدت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية انه بوسع باكستان التوجه الى الولايات المتحدة للحصول على دعم لمواجه تحديات اعمال العنف والكوارث الطبيعية.

وصرحت كلينتون في مؤتمر صحافي "لقد زرت باكستان عدة مرات ورأيت بنفسي قوة وصمود شعب باكستان.. لديهم القدرة على تجاوز هذا التحدي واعادة البناء على وجه السرعة وفيما يقومون بهذا الامر بوسعهم التوجه الى الولايات المتحدة للحصول على دعمنا" واضافت "فيضانات الاسبوع الماضي كانت الاسوأ خلال ثمانين عاما واثرت على حوالي ثلاث ملايين باكستاني في انحاء البلاد وقتل حوالي 1500 شخص فضلا عن المفقودين والاف المحاصرين ومئات الالاف المحتاجين الى مساعدات طارئة".

ولفتت كلينتون الى ان الادارة الاميركية ستتعامل مع كارثة الفيضانات باكثر من طريقة من بينها الالتزام بارسال مساعدات تقدر بنحو 10 ملايين دولار وارسال خبراء في الاغاثة ومروحيات لتسليم المعدات والغذاء وقوارب للمساعدة في البحث والانقاذ مشيرة الى ان كل هذه الجهود جرت "بالتنسيق الوثيق" مع الحكومة الباكستانية.

وقالت كلينتون "هذا يمثل فقط بداية جهودنا وسنواصل مساعدة باكستان في الايام والاسابيع المقبلة" واضافت "لقد كنا نعمل بجهد خلال السنة الماضية لبناء شراكة مع شعب باكستان وهذا عنصر رئيس في هذه الشراكة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف