إنخفاض معدّل وفيّات سرطان الثّدي في بريطانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وجدت دراسة أوروبيّة حديثة أنّ معدّلات الوفاة الناجمة عن الإصابة بسرطان الثدي في بريطانيا قد انخفضت بمقدار الثلث.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: خلص الباحثون في هذا الجانب إلى أنّ المعدّلات قد انخفضت خلال الفترة ما بين 1989 و2006 بنسبة 34.3 في المئة وهو ما حدث في بريطانيا بصورة أسرع من أيّ دولة أوروبيّة كبرى أخرى.
وقد رحَّبت الجمعيّات الخيريّة العاملة في مجال مكافحة السرطان بانخفاض معدّلات الوفاة، واعتبرتها دليلاً على أنّ الطرق العلاجيّة الجديدة وإعادة التنظيم الإجمالي للخدمات هما في نهاية المطاف بداية لكي يتمّ التمخّض عن نتائج. لكن في الوقت الذي انخفضت فيه معدّلات الوفاة في بريطانيا بهذا المعدل، إلا أنّها ما زالت في المركز السادس بقائمة الدول التي يتفشّى فيها المرض وعددهم 28 دولة. وهذا يعني أنّ معدلات البقاء على قيد الحياة جيّدة في 21 دولة أوروبيّة أخرى، من بينها رومانيا واستونيا وجمهورية التشيك. وتشير صحيفة التلغراف البريطانية في السياق عينه إلى أن سرطان الثدي ما زال يتسبّب بوفاة 12 ألف سيّدة في بريطانيا كلّ عام.
ومع هذا، ما زالت المرأة البريطانيّة أكثر عرضة للوفاة من هذا المرض عن نظيراتها الإسبانيّات أو الاسكندينافيّات أو الايطاليّات. وقد قام باحثون في إيرلندا الشمالية وفرنسا وإيطاليا والنرويج بمقارنة معدّلات الوفيّات من سرطان الثدي، كما هو مُسجّل في شهادات الوفاة، من بلدان في جميع أنحاء وسط أوروبا وغربها. وقد وجد تحليلهم، الذي نُشِر في المجلة الطبيّة البريطانيّة، أنّ معدّلات الوفاة من المرض في بريطانيا قد انخفضت من 41.6 حالة وفاة لكل 100 ألف سيدة سنويًّا عام 1989 إلى 28.2 لكلّ 100 ألف سيدة عام 2006. وقد شهدت أيسلندا وحدها أسرع معدل انخفاض.
وتبيّن، وفقًا لما أفادت الدراسة، أنّه في الفترة ما بين عامي 1993 و 2008، انخفض عدد الوفيات من 14799 حالة وفاة إلى 12047 بينما ارتفع عدد الحالات التي تمّ تشخيصها حديثًا من 40451 إلى 45695. وقالت آنا غافين، مديرة مكتب التسجيل المعني بمكافحة السرطان في إيرلندا الشماليّة والتي شاركت في إعداد الدراسة: "على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة، إلاّ أنّ هناك انخفاضاً في معدلات الوفاة. وطيلة العشرين عامًا الماضية، كان هناك حراك كبير في هذا الاتجاه. وهناك الآن طرق جديدة لمعالجة الأمراض السرطانية التي تستهدف المرضى. وتعد الطرق العلاجية التي يتلقاها الأشخاص في هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا طرقًا جيدة كما هي الحال في بلدان أخرى، وبدأنا نرى الآن بعضًا من الفوائد المترتبة على ذلك".
أما هيلاري توفي، مديرة السياسة العامة في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، فقالت إن البحث ألقى الضوء على "التقدم الكبير" الذي تم إحرازه منذ العام 1990. ولفتت في هذا الإطار إلى أن معدلات الوفاة كانت "مرتفعة نسبيًّا" خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، لكنها أضافت في هذا السياق بقولها: "لقد أصبحت عملية إعادة تنظيم خدمات سرطان الثدي والفحص وزيادة الوعي وتحسين الطرق العلاجية واقعًا ممكنًا نتيجة لدراسات بحثية ممتازة، فلكلّ منهم دور يقوم به".
وفي مقال افتتاحي مرافق في المجلة الطبية البريطانية، قال اثنان من اختصاصيي علم الأوبئة في جامعة أكسفورد إنّ معدلات البقاء على قيد الحياة في المملكة المتحدة "تبدو أسوأ بكثير مما هي عليه في الواقع" لأن تسجيل السرطان ليس قانونيًّا في بريطانيا. وبناءً على ذلك، كثيراً ما يتمّ فقط تسجيل المرض بصورة رسمية في مرحلة متأخرة نسبيًّا. وأشار كذلك تحليل بحثي أجراهأخيرًا معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إلى أنّ معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة عشرة أعوام بالنسبة إلى مرضى سرطان الثدي قد تضاعفت تقريبًا منذ عقد السبعينات في القرن الماضي، من 40 إلى 77 في المئة. وعلى الرغم من ذلك، ظلّت المشاكل قائمة حيث اتضح أن السيدات في بريطانيا ما زلن أكثر عرضة بنسبة 50في المئةللوفاة من سرطان الثدي عن السيدات في إسبانيا، وهو ما أرجعته الدكتورة غافين جزئيًّا إلى عوامل نمط الحياة التاريخية، مثل ارتفاع معدل انتشار الرضاعة الطبيعية في اسبانيا خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وكذلك إتباع نظام غذائي صحي.
وختمت الصحيفة بنقلها عن الدكتورة إيما بينيري، المديرة العياديّة للجمعية الخيرية للعناية بمرضى سرطان الثدي، قولها: "من الضروري تذكر أنه في الوقت الذي قد تنخفض فيه معدلات الوفاة، يتم تشخيص إصابة ما يقرب الـ46 ألف فرد بسرطان الثدي في المملكة المتحدة كل عام، ويعتمدون في علاجهم على دعم الجمعيات الخيرية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية".