إيلاف+

باكستان: العودة إلى نقطة البداية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كان العديد من ضحايا الفيضانات في باكستان التي أثرت على 13.8 مليون شخص في البلاد يتعافون من الكوارث الماضية أو من الصراع الذي شهدته مناطقهم مؤخراً عندما حلت بهم كارثة الفيضانات الأخيرة.

إسلام أباد: قال رفيق محمد، 50 عاماً، الذي يعمل في كشك للشاي في إسلام أباد: "أخبرني أخي من قريتنا قرب بلدة شاردا في وادي نيلوم أن المنزل الذي انتهينا من بنائه قبل عامين فقط بعد تعرض منزلنا السابق للدمار في زلزال عام 2005، قد تضرر بشدة جراء الأمطار والسيول المنهمرة من التلال". وكان وادي نيلوم في الجزء الباكستاني من كشمير أحد أكثر المناطق تضرراً من زلزال عام 2005، الذي أودى بحياة 73,000 شخص على الأقل.

وقد فقد محمد أحد أبنائه في تلك الكارثة وهو يعمل الآن بعيداً عن منزله في الجبال للمساهمة في دفع تكاليف علاج زوجته "التي لا تزال تعاني من آلام بسبب إصابتها في الظهر خلال الزلزال".

وبينما أفادت تقارير وسائل الإعلام بتعرض وادي نيلوم لأضرار شديدة جراء الفيضانات، لا يزال تقييم الأضرار في المنطقة مستمراً. وقد تم حتى الآن الإبلاغ عن 63 حالة وفاة في كشمير الباكستانية. كما يسد 20 انهياراً طينياً الطريق المؤدي إلى وادي نيلوم، مما يجعل محاولات الإنقاذ وعمليات الإغاثة صعبة للغاية.

كما أن سكان بلدة كابال في منطقة سوات في إقليم خيبر بختون خوا، شمال غرب باكستان، محاصرون أيضاً بسبب انسداد الطرق جراء الانهيارات الطينية. ويقوم الجيش باستخدام البغال لنقل الإمدادات في الوقت الذي يحتاج فيه الناس للمزيد من المساعدات.

وأخبر أحد سكان كابال ويدعى والي رحمن، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عبر الهاتف قائلاً: "يوجد أشخاص هنا لم يأكلوا منذ يومين أو أكثر ...اعتقدنا أن مشاكلنا قد انتهت بانتهاء الصراع في العام الماضي وقد كنا قد تمكنا تدريجياً من إعادة بناء حياتنا".

ضائقة مالية

وقد ضربت الفيضانات كذلك العديد من المناطق في سوات التي كانت قد تأثرت بالقتال بين المسلحين والجيش الذي بلغ ذروته بين مايو ويوليو 2009. وبعد انتهاء القتال، وكالكثير من سكان سوات، قام رحمن بزراعة محاصيله وإصلاح منزله والعودة بأسرته إلى كابال.

وقال: "أتمنى حقاً أنه لن يكون علينا مغادرة المكان مرة أخرى". ويمر رحمن وأسرته بضائقة مالية منذ عام 2005 عندما دمر الزلزال جزئياً منزل أنسبائه بالقرب من بلدة بيشام في سوات وساهم رحمن في تكاليف إعادة بنائه. وأضاف قائلاً: "بالكاد نتعافى من كارثة حتى تضربنا الكارثة التي تليها".

كما بدأت الفيضانات بالتأثير على سكان منطقة نصيرأباد وديرة مراد جمالي في إقليم بلوشستان، جنوب غرب البلاد، الذين كانوا قد تضرروا بشدة جراء إعصار "يمين" عام 2007 الذي أودى بحياة 380 شخصاً. وتقول السلطات أن نحو 83,000 شخص الآن دون مأوى في منطقة سيبي.

وقال رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني إن عدد المتضررين من الفيضانات المدمرة التي تجتاح البلاد ارتفع إلى عشرين مليونا، وهو ما يزيد بستة ملايين عما كان التقديرات السابقة.

التقديرات الجديدة جاءت في خطاب لجيلاني لمناسبة عيد الاستقلال الذي قررت الحكومة الباكستانية تقليص احتفالاتها به مراعاة لمشاعر المتضررين من الفيضانات.

وكان مسؤولون باكستانيون رفيعوا المستوى قد انتقدوا ما رأوه بطئا في رد المجتمع الدولي لكارثة الفيضانات.

من جانبها أصدرت بعض هيئات الإغاثة تحذيرا من ظهور مشاكل صحية بسبب نقص مياه الشرب النقية.

الكوليرا تهدد الباكستانيين

وفي هذه الأثناء، تأكدت حالة إصابة بالكوليرا بين المنكوبين في أسوأ فيضانات تجتاح باكستان منذ عقود، وهو ما يهدد بكارثة جديدة في الوقت الذي مازالت البلاد تعاني لاحتواء آثار الكارثة البيئية المدمرة.

ونقل عن موريسيو جوليانو المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة قوله إن هناك إصابة واحدة على الأقل مؤكدة في مينجورا كبرى مدن اقليم سوات بشمال شرق باكستان.

وقالت منظمة اغاثة انسانية ألمانية ان هناك أيضا ست حالات يشتبه في اصابتها بالمرض.

كي مون: العالم اجمع يقف مع باكستان في محنتها

في غضون ذلك، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي وصل الاحد الى باكستان ان العالم اجمع يقف مع هذا البلد الذي يواجه اسوأ فيضانات في تاريخه، واعدا بتقديم كافة المساعدات الضرورية للمتضررين.

ووصل بان كي مون قبيل الساعة 11,30 (6,30 تغ) بطائرة تابعة لسلاح الجو الباكستاني الى قاعدة شكلالا الجوية قرب اسلام اباد حيث سيجري محادثات مع الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني.

وقال كي مون للصحافيين انه يزور باكستان ليعبر عن "تعاطف وتضامن" الامم المتحدة مع شعب وحكومة باكستان والاطلاع على "ما يجب القيام به" في هذه الظروف، واضاف "انا هنا لادعو الاسرة الدولية الى تسريع مساعدتها للشعب الباكستاني".

وتابع بان كي مون "سنحاول حشد كل المساعدة اللازمة والتذكير بان العالم اجمع يقف مع شعب باكستان في هذه المحنة".

وكان ناطق باسم الامم المتحدة صرح ان بان كي مون سيتفقد المناطق المنكوبة "للتعبير عن دعم الامم المتحدة والاسرة الدولية لشعب وحكومة باكستان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
HEADLINE!
Abdallah -

Shouldn''t such an article make it to the headline!!??? Paks are in urgent need of help! I do hope that the arabic/islamic world will do something about it!!