باكستان تطلق نداء استغاثة عاجلا... والمشردون 4,6 مليون

تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم قرارا حول باكستان (بدون تصويت) أعربت فيه عن "التضامن الكامل والتعاطف" مع منكوبي الفيضانات، وطالبت المجتمع الدولي بدعم ومساعدة الحكومة الباكستانية للتخفيف من اثار الفيضانات.

نيويورك: جاء ذلك في اجتماع استثنائي عقدته الجمعية العامة اليوم للتعبير عن التضامن ومواصلة حشد الدعم الدولي لباكستان شارك فيه وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وباكستان وكندا واليابان والمانيا ووزراء خارجية بعض دول الخليج وبلدان شمال أوروبا ومبعوثين اخرين.

وقال وزير خارجية باكستان مخدوم شاه محمود قريشي في كلمته أمام الجمعية ان تقديرات بلاده للخسائر التي المت بها أعقاب الفيضانات "هي للأسف تقديرات أولية للوضع الذي يتوقع أن يزداد سوء نظرا لموجات الفيضانات المتواصلة التي تغمر مزيدا من الأراضي وتشرد مزيدا من الأشخاص" متوقعا "ارتفاع الارقام مع انحسار مستويات المياه في المناطق المتضررة ما يسهم في تقييم الأضرار".

واضاف "أود العودة الى اسلام أباد برسالة واضحة لشعب باكستان بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المحنة وأن المجتمع الدولي على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة لهم .. اننا نتطلع الى مساعدتكم للقيام باعمال الاغاثة الفورية واعادة الاعمار فضلا عن اعمال اعادة الاعمار طويلة المدى التي يحتاجها المنكوبون وتتطلبها المناطق المتضررة". من جانبه قال وزير التنمية البريطاني أندرو ميتشل ان المملكة المتحدة "تعتزم مضاعفة مساهمتها في المساعدات لمواجهة الفيضانات في باكستان بيد ان تلك الاموال لن تقدم الا الى الشركاء القادرين على تحقيق النتائج المرجوة للشعب الباكستاني".

واضاف خلال كلمته امام الجمعية العامة أن "بلاده اوضحت ان الدعم الجديد لن يقدم الا الى الشركاء المعنيين بمهام التنفيذ مثل المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة .. عندما نثق في أنها (الاموال) ستساعد شعب باكستان لتلبية حاجتهم الماسة للأدوية والأغذية والمياه النظيفة والمأوى فان التمويل الجديد سيساعد هؤلاء الاشخاص على اعادة بناء حياتهم بعد الفيضانات وعلى سبيل المثال توفير البذور للمزارعين حتى يتمكنوا من اعادة زراعة المحاصيل". واوضح ميتشل "انني جئت الى نيويورك مباشرة من باكستان حيث برزت مدى الحاجة لمزيد من المساعدة فلقد رأيت ضخامة هذه الكارثة .. وقد اتضح لي أنه ما لم يتم ارسال مزيد من المساعدات الآن فان اعدادا أكبر من المنكوبين سيموتون جراء اصابتهم بالامراض لذا فانني اطالب الجهات المانحة الأخرى بمضاعفة جهودها".

وفي مداخلتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان حكومة بلادها تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة باكستان على مواجهة ما وصفته بانه "كارثة انسانية ذات أبعاد هائلة". وأضافت "ان الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ اجراءات سريعة لمساعدة.. كما اود عن ابين عزمنا على مساعدة باكستان على تلبية الفورية لهذه الأزمة ومن ثم التعافي منها وان يعلم شعب باكستان أن الولايات المتحدة ستقف معكم خلال هذه الأزمة وسنكون معكم في السراء والضراء كما سنكون حاضرين وانتم تزرعون حقولكم وتعبدون طرقكم .. سنكون معكم وأنتم تواجهون التحديات على المدى الطويل لبناء أمة قوية ومستقبل افضل".

كما اعلنت الوزيرة الأميركية تقديم 60 مليون دولار اخرى لتصل اجمالي المبالغ الأميركية المقدمة لجهود الاغاثة الطارئة في باكستان الى 150 مليون دولار، وتابعت كلينتون "علينا ونحن نجتمع اليوم خلال شهر رمضان المبارك أن نتحلى بروح التعاطف لنجعل هدفنا تنفيذ جهود الاغاثة".

في غضون ذلك، قدرت الامم المتحدة عدد المشردين في باكستان بنحو 4,6 مليون في ما تعتبر افدح كارثة في تاريخ البلاد.

وكان الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة موريتزيو جيوليانو اعلن في وقت سابق اليوم ان نحو 4,6 ملايين شخص مشرد بسبب الفيضانات التي اجتاحت قسما من باكستان منذ شهر.

وكان التقييم السابق لهذه الهيئة افاد عن وجود مليوني مشرد من اصل ما بين 15 الى 20 مليون منكوب بسبب هذه الفيضانات التي اجتاحت اولا غرب البلاد قبل ان تمتد الى وسطها وجنوبها.

وصرح جيوليانو في اسلام اباد ان "نحو 4,6 ملايين نسمة ما زالوا بدون ماوى" بما في ذلك مئات الالاف النازحين بعد الفرار من قراهم التي غمرتها السيول. واضاف "قررنا رفع عدد المستفيدين المحتملين من الخيم والاغطية البلاستيكية من مليونين الى ستة ملايين".

وقد حصل نحو مليون منكوب على مستلزمات الاغاثة هذه ودعت الامم المتحدة المانحين الدوليين الى مواصلة التعبئة للتمكن من نجدة الاخرين.

واكد جيوليانو "اننا واثقون ان المجتمع الدولي لن يبقى مكتوف الايدي بينما يعيش الملايين من منكوبي الفيضانات في العراء يصارعون من اجل البقاء وسط نقص ماء الشرب وتفشي الامراض".