اكتشاف كيفية تفاعل بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري بالمعدة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من برن: تعتبر "هيليكوباكتر بيلوري" البكتيريا الوحيدة القادرة على تسبيب سرطان قاتل، بالنسبة للانسان، يستهدف المعدة.
يذكر أن سرطان المعدة هو رابع أهم قاتل، يعاني منه الانسان ولا علاج نهائي له، في الوقت الحاضر، الا في حال تمكن الجراح من استئصال المعدة بأكملها! اليوم، يفيدنا الباحثون السويسريون، في مستشفى جامعة لوزان، أنهم نجحوا في تمييز الآلية البيوكيميائية الواقفة وراء كيفية تفاعل هذه البكتيريا مع خلايا المعدة. وترتبط هذه الآلية ببروتين جرثومي، يدعى (CagA).
من جانبها، أشارت الدراسات السابقة الى أن بؤر هذه البكتيريا، أي "هيليكوباكتر بيلوري"، التي تحتوي على هذا البروتين المعدي، ويتم تصنيفها بأنها ايجابية له، أي (cagA-positive)، لها فرصة أعلى في الحاق الالتهابات بأنسجة المعدة اضافة الى تسبيب قرحة المعدة.
وفي بعض الأحيان، تكون هذه البؤر مسؤولة عن تكاثر شاذ، لخلايا المعدة، يطلق العنان لبعض أنواع السرطانات. صحيح أن "هيليكوباكتر بيلوري" موجود داخل المعدة، لدى ثلثي سكان العالم، بيد أن عدد متواضع من هؤلاء السكان يصابون بأمراض، تقف ورائها هذه البكتيريا.
في سياق متصل، يفيدنا الباحثون السويسريون أن هذه البكتيريا، لدى وصولها الى المعدة، تتمكن من نقل عدواها الى الخلايا الموجودة على جدران المعدة. اذ هي تحقن هذه الخلايا بالبروتين الجرثومي، أي (CagA)، الذي ينجح في "تشويش" مسارات العديد من الإشارات البيوكيميائية ما يعني أنه يتداخل مباشرة في الوظائف الخلوية للمعدة.
في مطلق الأحوال، يوجد دراسات سابقة، نفذها الباحثون السويسريون مع معاهد بحثية دولية، تنوه بأن البروتين (RUNX3) مثبط هام لورم المعدة الخبيث.
وكلما تراجع التعبير لهذا البروتين كلما زاد خطر الاصابة بسرطان المعدة. في الحقيقة، يعتبر هذا البروتين مصدر انتاج عوامل، بيولوجية وبيوكيميائية، عدة تستهدف الخلايا المريضة، مباشرة، لتقتلها. لناحية التصنيف، ينتمي البروتين (RUNX3) الى أحد عوامل النسخ (Transcription Factors) القادر على تعطيل تشكيلة من الجينات التي تتحكم بنمو الخلايا، وموتها.
علاوة على ذلك، فان الاصابة ببكتيريا "هيليكوباكتر بيلوري"، الحاملة للبروتين الجرثومي (CagA)، تستطيع، وفق الدراسة التي أنجزها الباحثون في مستشفى لوزان، اسكات أنشطة البروتين (RUNX3). ما يجعل مستويات الأخير، في خلايا المعدة، في تراجع مستمر.
وفي ما يتعلق ببؤر هذه البكتيريا، التي لا تحتوي على هذا البروتين الجرثومي، فانها لا تتمكن من التأثير لا على مستويات البروتين (RUNX3)، في خلايا المعدة، ولا على أنشطته.