صحة

المعالم البيولوجية ومدى دقتها في كشف الإصابة بالسرطان مبكرا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


لؤي محمد من لندن: لا يمر أسبوع من دون قراءة أخبار جديدة تتعلق بكشوف جديدة خاصة بتعقب ومعالجة السرطان. وهذه تتعلق إما بتشخيص مورث أو بروتين في الدم مع ذلك فإن البصمات الوراثية المعروفة باسم "المعالم البيولوجية" ما زالت قيّمة جدا وتتطور بسرعة في مجال البحوث الطبية مع إمكانيات مضمرة لتحسين الصحة العامة.
لكن هل هناك نواقص في هذه الطرائق المتبعة؟
جاء في مجلة "معهد السرطان القومي" الأميركي عن الدكتور الفثيريوس ديامانديس من مستشفى ماونت سيناي في تورونتو في كندا أنه "ليس هناك هناك أي معلم بيولوجي كبير قد تمت الموافقة عليه لاستخدامه في العيادات خلال الخمس وعشرين سنة الأخيرة".
فنقلا عن صحيفة الغارديان اللندنية كتب ديامانديس أن تحقق نجاحات في هذه المعالم البيولوجية الكاشفة لاحتفال الإصابة بالسرطان مثل المعلم المتمثل ببروتين "هير-2" وهو هدف العقار المضاد لسرطان الثدي "هيرسبتين". وتم اكتشاف "هير-2" أولا في بداية الثمانينات من القرن الماضي ويمكن إيجاده في بعض أنسجة الثدي. ويستطيع عقار هيرسبتين أن يعمل ضد بروتين هير-2 ، فعن طريق البحث عن هذا البروتين يتمكن الأطباء من تحديد من يمكنه الاستفادة من عقار هيرسبتين. وهناك معلم بيولوجي آخر يتمثل في "كروموسوم فيلادلفيا" وهو ناجم عن تحرك الحمض النووي من جانب في الجينوم البشري إلى جانب آخر، وهو معلم للإصابة بـ "اللوكيميا النخاعية المزمنة" .
مع ذلك فإنه ليست كل المعالم البيولوجية مفيدة فعلى سبيل المثال تحمس العلماء أمام إمكانية قياس مستوى هورمون الانتيجين الخاص بالبروستات باعتباره طريقة لتشخيص سرطان البروستات لكنهم الآن يعرفون أن مستويات هذا الهورمون ترتفع في حالة انتفاخ البروستات غير المصابة بالسرطان، ما يجعل وجود تشخيص يعول معتمد عليه أكثر صعوبة.وهناك أمثلة عديدة لفشل المعالم السرطانية مثل وجود حمض لايسوفوسفاتيديك ومادة الأوستيوبونتين لتشخيص الإصابة بسرطان المبيض.
إذا ما هو الخطأ مع هذه المعالم؟ يجيب ديامانديس على هذا السؤال في دراسته المنشورة في مجلة معهد السرطان القومي مسلطا الضوء على عدة قضايا، أهمها تتمثل في أن الجزيئات التي يتم اكتشافها هي ليست خاصة بنوع واحد من السرطان. كذلك فإن البروتين المعروف باسم ألفا- فيتوبروتين يزداد في حالة الإصابة بسرطان الكبد لكنه يمكن أن يزداد في سرطاني المبيض والخصية. وهناك بروتين آخر هو "كارسينويمبريونيك أنتيجين" الذي يرتفع في سرطاني القولون والبنكرياس لكنه يرتفع أيضا مع التدخين.
كذلك فإن الاختبارات المستخدمة لقياس هذه المعالم ذات إشكال معا. فالاختبار قد يقول للمريض إنه مصاب بالسرطان في الوقت الذي هو سليم منه. ويمكن للاختبارات الخاطئة أن تتسبب في الكثير من القلق لدى المرضى الذين قد يقضون أياما من الهلع بسبب التشخيص غير الصحيح لمرضهم.
من جانبه قال أدريان إبراهيم المدير المساعد لشؤون تكنولوجيا بحوث السرطان في معهد "بحوث السرطان يو كاي" لمراسل صحيفة الغارديان إنه مع "تطور التكنولوجيات نأمل في رؤية معالم واعدة تكشف عن السرطان".
وحينما يكون الأمر متعلقا بالمعالم البيولوجية لتشخيص ومعالجة السرطان فإن بإمكانها المساعدة لكنها لا تستطيع دائما أن تعمل بمعزل عن عوامل غيرها فالقرار الطبي مهم أيضا.
ووجود معلم بيولوجي لا يعني بالضرورة أن مرض السرطان سيتطور في جسمك. فإذا كنت حاملا للمورث "بي أر سي أيه-1" أو "بي أر سي أيه-2" على سبيل المثال فهناك احتمال ما بين 55 و85% أن المريضة ستطور مرض سرطان الثدي خلال سني حياتها لكن ذلك ليس أمرا حتميا.
كذلك هناك عوامل تتعلق باسلوب الحياة للشخص فالتدخين والنظام الغذائي يتفاعلان مع المورثات في زيادة أو نقصان فرصك للإصابة بالسرطان على سبيل المثال.
كل ذلك يجعل ديامانديس حريصا على تحذير الأطباء من الوقوع بالتشخيص الخاطئ بسبب معلم بيولوجي معين. وقال في دراسته إن "وجود المرض بالطبع لا يعني أنه حقيقي".
وإذا كانت المعالم البيولوجية الخاصة بالسرطان قد غيرت الطريقة التي يدار فيها هذا المرض إلا أنها لا تقدم الإجابة الكاملة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف