إيلاف+

خبراء جزائريون: الأزمة المناخية "مُفتعلة" ونهاية الكون ليست غدًا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يرى خبراء في الجزائر، أنّ ما يُتردد هنا وهناك عن تداعيات وخيمة للأزمة المناخية وتمظهراتها ما هو سوى "ضجة مفتعلة" تقف وراءها مصالح غربية، ويتقاطع خمسة أخصائيين سألتهم "إيلاف" عن هذا الملف الشائك، أنّ نهاية الكون ليست غدًا، بالتزامن مع تأكيدهم على أنّ ما يحدث من تحولات احترارية وغيرها يندرج ضمن الحركة الطبيعية للكون.

كامل الشيرازي من الجزائر: يرفض الدكتور "لوط بوناطيرو" قراءة ما يُثار حول الوضع المناخي والجيولوجي العالمي على أنه "مؤشر أزمة" ودلالة على "قرب انحسار الكوكب الأرضي، ويرى محدثنا الأخصائي في علوم الفلك وتقنيات الفضاء، أنّ كل ما يتردد حول التغيرات المناخية يتشابه إلى حد كبير مع وهم "أنفلونزا الخنازير" التي جرى فبركتها لأشهر من أجل بيع الأدوية لا غير، على نحو سمح لشركات الدواء بالاغتناء.

هالة تحركها خلفيات تجارية
ت التصحّر يحاصر الأردن الباحث عن المياه قاضي قضاة فلسطين: نهاية الكون لا يعلمها الا الله الإمارات تحاول صدّ البحر قبل أن يبتلعها الإحتباس الحراري يزيد الطين المناخي بلة في الكويت

إيلاف: في وقت تحذر فيه دراسات لخبراء بيئيين من تدهور كبير في مناخ الأرض، تواصل قمم الدول الكبرى، والصناعية خاصة، احراز الفشل في التوصل لاتفاق خاص بتقليص الانبعاثات الحرارية التي تتسبب بالاحتباس الحراري والتغييرات المناخية الكبيرة كارتفاع وانخاض درجة حرارة الأرض، واندلاع الحرائق في الغابات والتسبب في الفيضانات التي ربط الخبراء فيما بينها خاصة التي اندلعت مؤخرا في كل من روسيا وباكستان.

من جانب آخر هناك من يربط بين التغييرات المناخية والبعد الديني معتبرا انها عبارة عن غضب الهي يكون مقدمة لحلول يوم القيامة. وقد يربطه البعض مع ما تتوقعه حضارة المايا من أن عام 2012 سيشهد يوم نهاية الارض أو يوم القيامة.

إيلاف تفتح هذا الملف البيئي لتوضيح صورة هذه الكارثة من خلال تقارير ولقاءات مع خبراء ورجال دين عبر مراسليها من عدة عواصم.

تقاطع الأستاذة "هوارية بن رقطة" المختصة بعلوم المناخ، مع د/بوناطيرو، في كون الأرض منذ نشوئها تتعرض لموجات احترار وزلازل وفيضانات وبراكين، فما الذي تغيّر هذه المرة؟، ملفتًا إلى أنّ السيناريو المزعوم حول بدء العد التنازلي لعمر الأرض، مرفوض طالما أنّ المنطق لا يقبل بالتفاسير الكارثية، ويتساءل الخبير الجزائري البارز كيف لعرّابي قمة كوبنهاغن أن يفسروا للعالم كميات الثلوج التي تساقطت إبان اجتماعهم ذاك.

وبلهجة الواثق، يلّح د/بوناطيرو على أنّ المشهد الراهن للأرض طبيعي، والأمور بحسبه تخضع لنظام محكم ودورات شمسية طويلة، متوسطة وقصيرة المدى، والكون حاليا يعيش أقصر دورة ومدتها أحد عشر سنة، من مميزتها كثرة الكوارث الطبيعية من عواصف وفيضانات وزلازل وكذا الأيام الصمائم التي تتكرر إلى يومنا هذا منذ قديم الزمان، ويستطرد الخبير ذاته:"كلما كانت السنة متميزة في الحرارة أو البرودة، إلا ولها تفسير فلكي وجوي، وانتعاش الحرارة هذا العام له صلة بالنشاط الجيو فيزيائي الذي حدث في شهر يناير/كانون الثاني المنقضي، ويضيف بوناطيرو بالقول:"هناك إتقان محكم للكون يبرز في الآية الكريمة:"سبحان الله الذي أتقن كل شيئ"، والذي لا يفهم ذلك، يحسب أنّ الكون تغير".

وعليه، يتفق الباحث "فاروق مدّاس" مع الدكتور بوناطيرو، أنّ الغاية من وراء الموضوع "نفعية مشبوهة" على طول الخط، مشيرا إلى اقتراح دول غربية استبدال الطاقة الباطنية بنظيرتها المتجددة، حتى لا ترتفع قيمتها وكي لا تبيعها الدول النامية بسعر غال.

ويذهب د/بوناطيرو وأ/مدّاس إلى أنّ الغرب يصرّ على اصطناع كثير من الإثارة بشأن مسألة "الاحتباس الحراري"، كي يثبت قوته للعالم الثالث ويبيعه تكنولوجياته، بينما هم يعلمون حقائق الأمور، لكنهم يوظفون نقيضها لأغراض سياسوية بهدف تكريس نمطهم الشمولي، وقطع الطريق على أي تقدم للدول السائرة نحو النمو.

من جانبه، يشير الأستاذ "صديق يحياوي" أنّ "الهالة المناخية" التي أريد لها أن تبرز، مشابهة للتهويل الذي صاحب أنفلونزا الخنازير، ملاحظا أنّ اختيار (سخونة الأرض) كموضوع فزّاعة له من الدلالات المستقبلية، كون السخونة يقابلها الماء والدراسات الإستراتيجية تقول أنّ الصراع المستقبل أو حروب الأفق القادم هي حروب الماء، ومن ثمّ فالخوف من الحرارة يعطي لقادة الدول المهيمنة التفويض اللازم لخوض غمار حرب الماء الموعودة.

وبشأن الآثار التي طالت الجزائر التي لا تزال تعاني موجة حادة من الحرائق والحرّ، يقدّر كل من "آكلي مزيان" الخبير في الجيولوجيا وكذا د/لوط بوناطيرو، أنّ المسألة أثرت بشكل خاص على مواطنيهم، ويلاحظ آكلي وبوناطيرو أنّه منذ سنة 2003، امتازت الأعوام السبع المنقضية بأكثر حرارة ما أثرّ على العنصر البشري لا سيما الشرائح الهشة كالرضع والشيوخ والعواجيز، وسُجلت عديد الوفيات والأزمات الصحية بين الجزائريين لا سيما بين أولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة لا سيما التنفسية، فيما يشير الأستاذ "الهادي كلكالي" إلى آثار صحية جسيمة كانتشار الأمراض والأوبئة مثل وباء الكوليرا الفتاك.

في مقام ثان، تبرز الأستاذ بن رقطة الانعكاس السلبي للتغيرات المناخية على الغطاء الغابي والنباتي، في صورة فتك الحرائق بقرابة ربع مليون هكتار وهو كم قياسي لم تشهده الجزائر من قبل، علما أنّ غابات الجزائر على منوال تلك الواقعة في منطقة المتوسط، تعد قابلة للالتهاب كما أنها تحتوي على الكثير من نباتات الحراج المساعدة على انتشار النيران.

تجنب الحرارة لا مواجهتها، والتلاعب موجود
بحكم أنّ التغيرات المناخية تزيد من سنة إلى أخرى، يتوقع الخبراء أن تكون الانعكاسات أكثر مع مرور الوقت، على نحو ستتكاثر معه الحرائق والفيضانات، وما يترتب عن ذلك من تأثيرات بيئية وصحية يعاني معها كبار وصغار السن.

وشهدت المدن الجزائرية هذا الصيف على منوال دول عربية وأوروبية، أزمة حرارية شديدة القسوة، يجزم بوناطيرو أنّ درجة الحرارة القصوى التي يستطيع الجسم البشري تحملها لا تتجاوز 54 درجة، فيما يرفعها كلا من بن رقطة ومداس إلى 55 درجة، علما أنّ منطقة عين صالح الجزائرية (أقصى جنوب البلاد) كانت على موعد في الثاني أغسطس/آب 2002 مع ظاهرة حرارية فاقت الـ62 درجة آنذاك.
وحول مستوى تحمّل مضاعفات درجات الحرارة المرتفعة لساعات طويلة، ينصح د/بوناطيرو بتبني إستراتجية "التجنب" لا "المواجهة"، داعيًا مواطنيه التزام البيوت والاحتماء بالمكيفات، مع تفادي التعرض للشمس بشكل مباشر، لا سيما وأنّ المناخ يؤثر على الإنتاج، فكلما احتدم المناخ، تراجع المردود البشري، لذا فإنّ وسطية المناخ تكون مقدمة للإنتاج والثروة.

ويلاحظ الأستاذ كلكالي أنّه لا يمكن التأقلم مع درجة الحرارة الكبيرة في ظل انعدام سياسات وخطط إستراتيجية علمية صحيحة لحماية البيئة وما رافقها من قيام العديد من المسؤولين في الجزائر بنزع الأشجار الكبيرة والنتيجة أنّ80 في المئة من مدن الجزائر تخلو من مساحات خضراء نتيجة لسياسات موسومة بالعرجاء.
وعن تعاطي الحكومة الجزائرية مع ارتفاع درجات الحرارة، يعتقد د/بوناطيرو أنّ هناك تلاعبا لعدم تخويف الناس، ويستدل بكون درجة الحرارة في العاصمة الجزائرية كانت في الغالب تتراوح بين 37 و42، بينما الدائرة الرسمية المختصة تخفضها إلى ما بين 30 و32 درجة وأحيانًا 33 درجة، وهو ما يُطلق عليه الخبير الفلكي عبارة :"توظيف العلم لأغراض سياسية"، في وقت يُفترض - بحسب بوناطيرو - أن يرسم العلم ملامح السياسة.

وفي تقدير الدكتور بوناطيرو، فإنّ التربة تكون غير صالحة للزراعة، حينما تتعرض إلى عوامل غير طبيعية خارجية كالإشعاع النووي أو استعمالها بإفراط، فضلا عما يترتب عن زحف التصحرّ، بعدما حذرت دراسات حديثة من تهديد الظاهرة لأزيد من 27 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في الجزائر.

ويشير بوناطيرو أنّه يمكن حصر الأضرار من خلال أخذ عينات من التربة وتحليلها، والاستعانة بأنواع من المواد الصناعية كالكلور والفوسفور لمضاعفة مردودها، خصوصا مع توقعات مختصين بتسجيل انخفاضات تتراوح ما بين 10 و30 بالمائة في نسبة تساقط الأمطار خلال العشرين سنة القادمة في الجزائر.

انتهاء العالم في 2012.. أمر غير صحيح علميا
يجزم الخبراء الذين تحدثوا لـ"إيلاف" بانتفاء صدقية التوقعات القائلة بانتهاء وشيك للعالم، ويقول د/بوناطيرو أنّه بالمفهوم الديني، فإنّ الكوارث الطبيعية هي بمثابة إنذار مبكّر للإنسان على أساس أنه تخلى عن طريق الصواب، والله يحاول إرجاعه إلى الصواب من خلال ما يشهده الكوكب الأرضي من ظواهر طبيعية، بيد أنّ هذا الأمر لا صحة له من الناحية الفلكية، ويبقى مجرد افتراضات غير منطقية، ويحيل أ/يحياوي بالقول على أنّه من رحمة الله على أمة محمد، أنّ الخالق لن يهلك أمته كما أهلك الأمم السابقة بالكوارث.
وعما ذهبت إليه حضارة المايا بانتهاء الكون عام 2012، يرفض الأستاذ فاروق مدّاس شأنه في ذلك بن رقطة وبوناطيرو، تلك النظرة ويجمعون على أنّها صادرة عن أناس لا علاقة لهم بالعلم الحقيقي، ويسعون لتسويق الأكاذيب، ويستغرب الخبراء الثلاثة لكون الواقفين وراءها غيّروا تاريخ نهاية الكون إلى الجمعة 21 - 12 - 2012، بدل الأربعاء 12 - 12 - 2012، بعدما لاحظوا عدم تجاوب 1.5 مليار مسلم مع تخمينهم، اعتقادا منهم أنّه باستبدالهم للأربعاء بالجمعة، سيستقطبون المسلمين، وهو أمر مثير للسخرية، فالنبي محمد الذي كان يأتيه الوحي من السماء من خالق الكون لم يخبرنا بتاريخ الساعة، هذه الأخيرة علمها عند الله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نهاية العالم
نادية لن ورقلة -

نهاية العالم موضوع كثر الحديث عنه و لنا أن نبحث عن البراهين و التحليلات و الدلالات المعرفيةالتي تفيد بأن نهاية العالم موضوع ليس من المفروض أن يكون مستهلاكا و مادة دسمة يمكن الحديث عنها لأنه موضوع مقدس و قد نستلهم بعض التوضيحات التي نستقيهامن كنه كتاب القرآن الأزلي الذي لا يمكن لنا بدونه أن نتوهم و نتخيل نهاية العالم إلا أننا نملك فكرة أنه هناك مدركات توحي بأن نهاية العالم حقيقة لا يمكن نفيها و لا تحديد تاريخها لأن هذا الموضوع له علامات كبرى و صغرى عرضها علينا القرآن في أيات بينات . و لأن العالم اليوم يعرض علينا حقائق علمية إلا أن العلم المتقدم اليوم لا يمكن أن يثير لدينا الشكوك لأننا نملك القناعة المطلقة بأنه لا يمكن أن نفند ما جاء في في آيات قدسية و بالتالي فإن نهاية العالم لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نؤمن بقرب حدوثها .