صالون باريس للألبسة الجاهزة يروي حضارات العالم بتصاميم إبداعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يأتِ صالون الألبسة الجاهزة في صالة العروض في بوابة فيرساي في باريس، الأسبوع الفائت، ليكرس باريس كعاصمة للموضة فحسب، بل جاء أيضا ليكرسها عاصمة لتلاقي الثقافات والإتنيات المختلفة.
خلافاً لأسابيع الموضة التي يشارك بها مصممو الأزياء ويقدموا فيها أساليبهم الخاصة وبصماتهم في كل تصميم، فإن مصممي الأزياء في صالون الألبسة الجاهزة الذي إستمر من 3 إلى 6 أيلول/سبتمبر، أتوا بهدف إبراز ثقافات بلادهم وتاريخها من خلال تصاميمهم.فعلى مساحة ما يقرب 400 متر مربع، حضرت نحو 1500 وكالة للأزياء ،من أكثر من 45 بلداً لتقدّم إبتكاراتها في عالم الأزياء والأكسسوارات، حتى غدت قاعات المعرض بمثابة خريطة للعالم، تعرِّف عن كل بلد من خلال تصاميم جمعت بين التراث والعصرية.
عند مدخل قاعة "أتموسفير -Atmosphere "المخصصة لإبداعات المصممين الجدد، تطالع الزائر زاوية صغيرة تقف أمامها فتاة تبدو بفستانها الأزرق الناعم وحذائها الخشبي الأحمر ،فتعيد الى الاذهان صورة ليلى في حكاية ليلى والذئب ، ولدى سؤالها عن بلدها وماركة الأزياء التي تمثلها، تجيب بأنها "إيمي نيلسون"، مصممة أزياء فنلندية تستوحي تصاميمها من الأربعينات والستينات، وهي الأعوام التي سبقت ما يعرف بال"Unisex" حيث كانت الألوان الفاتحة تطغى على الفساتين لتبرز المعالم الأنثوية وخصوصاً منطقة الخصر.
نيلسون شددت على أن الملابس التي تواكب الموضة العصرية، أصبحت تجارية، متشابهة وخالية من النوعية الجيدة والأنوثة. ورداً على سؤال عن مدى قدرة تصاميمها على منافسة الملابس التي تتبع معايير موحدة للموضة، تجيب بأنها تتوجه إلى النساء اللواتي يرغبن بإرتداء ما يبرز الشكل الأنثوي وليس النساء المدمنات على الموضة. مشيرة إلى أنها إستطاعت خلال سنة ونصف السنة أن تنال رضى جمهور واسع من مختلف أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.
لدى التقدم إلى وسط المعرض، يستوقفكم فستان أسود قصير، غريب الملمس، يشبه الصوف، لكنه شديد النعومة. لدى سؤال مصممته "باتريسيا ميدينا" عن نوعية القماش، تجيب بأنها قدمت من البيرو في أميركا اللاتينية إلى باريس، خصيصاً لتعرِّف الحاضرين على قطن ال "لالباغا-L'alpaga "، الملقب ب"ذهب جبال الأنديز"، نظرا لكونه من أجود أنواع الأقمشة في العالم. فهو يتماز بملمس مشابه للكشمير المصنوع من صوف الماعز،لكنه يؤمن الدفء أكثر بأربع مرات منه. لذا كان ،على مرّ التاريخ، محتكراً من قبل العائلات الأرستقراطية. تصاميم ميدينا المصنوعة من الألباغا، جاءت بسيطة، أغلبها فساتين قصيرة، أو قمصان شتوية وتراوحت أسعارها بين 70 و170 يورو.
من البيرو إلى الزاوية الأندونيسية، التي جاءت مليئة بالألوان والأعمال الحرفية التي تشمل حقائب اليد والأحذية أيضا. أبرز ما تميزت به التصاميم الأندونيسية، هي الأشكال الهندسية المدهشة التي تضمنتها الفساتين والأحذية والتي من بينها فستان مشابه لبرج إيفل. ولكل فستان حذاء خشبي، مفتوح وملّون. وتميزت الأزياء الإندونيسية أيضا بمناديل للرأس، أوضحت مصممتها "سابرينا بينوا" أنه تم تصميمها تشجيعاً للسيدات اللواتي يفقدن شعرهن، للإثبات أنه يمكنهن المحافظة على أناقتهن على الرغم من ذلك.
أما مفاجأة الصالون، فقد كانت هذه المرة من باكستان، حيث تم تكريم ثمانية مصممين باكستانيين،وذلك بعرض تصاميمهم طوال فترة الصالون في قاعة "تراندس ووش- Trendswash "التي تمّ فيها أيضا عرض، التصاميم والألوان الرائجة لموسم ربيع وصيف 2012 .
وقد كان ل"إيلاف" لقاء مع المتحدثة بإسم المصممين الباكستانيين "هبة شير"، التي قالت" إن نجاح التصاميم جاء نتيجة المزج بين التراث الباكستاني و "العملانية الغربية". فقد تمّ تقديم التراث الباكستاني من ملابس حريرية وتنانير طويلة تجمع بين الحرير وقماش الجينز وكورسيه، مع بعض التعديلات لتتلاءم مع أذواق النساء الغربيات، إذ لا يمكن للمرأة الغربية التي ترتاد عملها كل يوم أن ترتدي تنورة ثقيلة الوزن.فمن أجل ذلك لجأ المصممون الى التخفيف من وزن تصاميمهم، بهدف الوصول الى الأسواق الغربية".