المصممون الأتراك يغزون أسواق العالم بقوة الإبداع

إستطاعت تركيا أن تحوّل أنظار العالم إليها خلال أسبوع الموضة الذي انتهت فعالياته أمس الأول والذي تضمن عروضاً رائعة للألبسة الجاهزة، جعلت من تركيا هدفاً للإعلاميين والمتسوّقين وللعاملين في مجال الموضة من كافة أنحاء العالم. "إيلاف" كانت هناك وعادت بالتقرير التالي:

____________________

إسطنبول: إنتهت أمس الأول فعاليات أسبوع الموضة في إسطنبول IFW لموسم خريف وشتاء 2012-2013 ، التي بدأت في الثامن من شهر شباط (فبراير) الحالي وإستمرت لأربعة أيام متتالية، خلال حدث يعد الاضخم في مجال الأزياء في تركيا.

عيون الصحافة وعالم الأزياء تحولّت الى مدينة إسطنبول هذا الشهر لمشاهدة ما يقدمه مصممو الأزياء الأتراك وأصحاب الماركات من الألبسة الجاهزة، من تصاميم جديدة ومبتكرة. ما جعل هذه الخطوة غاية في الأهمية بالنسبة إلى تركيا التي أصبحت عاصمة عالمية للموضة بعد أن تحوّلت من بلد مصنّع للألبسة الى بلد يشارك في رسم خطوط الموضة العالمية كل موسم.
فالأزياء التركية إستطاعت أن تدخل الاسواق العربية وتنافس البضائع المحلية والأوروبية الراقية فيها. وهي اليوم تدخل الى عقر دار الدول الأوروبية لتنافس أزياءها وتصاميمها.
وفي هذا الإطار قال عضو الجمعية التركية لمصدري الاقمشة والألبسة IKTIB ، غوزيل أوشار، في حديثه الى إيلاف: " لقد إنطلق أسبوع الموضة في إسطنبول منذ العام 2009 ، وهو يقام مرتين سنوياً، حيث نعمد الى توجيه الدعوة الى أهل الإعلام وجميع العاملين في مجال الموضة والأزياء من جميع أنحاء العالم". وأضاف: "أن المانيا، وروسيا تعد أكبر الدول المستوردة للألبسة التركية، تليها إنكلترا، اسبانيا، فرنسا وايطاليا، ثم أسواق الدول العربية. وشددّ على أهمية صناعة الجلديات والفرو الأصلي والصناعي الفاخر التي أصبحت متطورة جداً في تركيا". ولعل هذا ما يفسّر عدم خلو اي عرض من عروض الأزياء التي قدّمت خلال اسبوع الموضة من القطع الجلدية ومن الفرو.

وإستطاع أسبوع الموضة في إسطنبول بسرعة فائقة أن يحجز له مكانة كبيرة بين أهم اسابيع الموضة العالمية في كل من باريس، نيويورك، ميلانو ولندن. وترك أثراً بالغاً لدى الحاضرين بتنوعه اللافت وبتصاميمه المدهشة ذات المستوى العالي. فقد عرضت تصاميم منوعة "كاجوال" للايام العادية للنساء والرجال وأنيقة للمناسبات في خيمة "اوداكول" Odakule في منطقة "تكسيم" Taksim .

فعاليات ماراتون الموضة بدأت باستقبال أعضاء الصحافة الأجنبية، محرري الموضة، اصحاب البوتيكات، المتسوّقين والضيوف الأجانب من مصممي أزياء وعارضات ومهتمين.
وإستُهلّت عروض اليوم الأول بعرض للمصمم Gamze Saracoglu الذي إبتكر مجموعة غنية بالألوان وملائمة جداً للمرأة العصرية القوية والجريئة. وعرض ماركة Berinza التي قدمت مجموعة أنيقة، هادئة، مليئة بالتحدي ومعقدّة من حيث استخدام الفرو الملون والجلد بكافة أنواعه. ثم كان عرض لأحد كبار المصممين الأتراك Atil Kutoglu الذي يمتلك بوتيكات في باريس والولايات المتحدة ويُلبس أميرات هولندا ومشاهير العالم من أزيائه الـ"هوت كوتور". أما عرض المصممة Tuvana Buyukcinar فعكس شخصيتها الخاصة التي تمتاز بالحيوية والنشاط حيث ركزت على أقمشة الشيفون والباتش وورك بأسلوب فني محترف. وختام عروض هذا اليوم كانت بعرض للمصممين Zeynep Erdogan و Gunseli Turkay .
وتخللت هذا اليوم زيارات الى صالات عرض بعض المصممين في Nisantazi District أمثال: Ozlem Suer ، Elaidi ، Niyazi Erdogan وغيرهم.

اليوم الثاني إفتتحت العروض بعرض للمصممة Nihan Peker التي عرضت مجموعة عصرية طغت عليها الفساتين باللونين الأسود والبيج. ثم كان عرض للمصمم Beste Gurel وعرض للمصممة Tuba Benian التي طغى على مجموعتها الطابع القوطي. أما عرض المصممة الصاعدة Simay Bulbul التي نجحت في تقديم قطع مضيئة وأنيقة للغاية لفتت أنظار الجمهور الذي صفّق لها طويلاً. تلاها عرضان للمصممين Niyazi Erdogan و Ozlem Kaya الذي قدم تصاميم مفعمة بالأنوثة وغنية بالتفاصيل المتقنة في مجموعة متكاملة ورائعة.

واليوم الثالث بدأ بزيارة الى مركز المعارض CNR Fair Area للتعرّف إلى تجار البيع بالجملة الذين يعرضون بضائعهم، المصنّعة في تركيا، في هذا المكان الضخم. ثم كانت عودة الى خيمة العروض حيث جرت ورشة عمل ناقشت أبرز الأمور المتعلّقة بالتصميم، التسوّق وعمليات التصدير. ثم بدأت عروض المصمم Erol Albayrak وعروض Studio Kaprol، الذي تديره المصممة المعروفة Arzu Kaprol ، والتي تضمنت مجموعة عصرية، كاجوال ومتميزة للغاية خاصة بالرجال ومجموعات أخرى خاصة بالنساء بعضها مخصص للسهرات موقّعة بأنامل صغار المصممين الذين يعملون في هذه الدار.

أما اليوم الرابع فبدأ بعروض للمصممين Safak Tokur ، Cigdem Akin، Ipek Arnas ، Giovanne G. Designers والمصممة المعروفة Nejla Guvenc . لكن العرض الذي أثار دهشة الحضور وإعجابهم بتألقه فكان للمصممة المعروفة Mehtap Elaidi التي إستوحت مجموعتها من النساء اللواتي تركن أثراً فنياً بالغاً في الذاكرة الجماعية كالمغنية "إديت بياف"، فاختارت أن تختال عارضاتها على وقع أغاني هذه المغنية الخالدة، وابتكرت خطاً خاصاً بها بعيداً عن الموضة الرائجة، بحيث لجأت الى مزج أنواع متناقضة من الأقمشة مع بعضها البعض كالاقمشة السميكة والحرائر بأسلوب فني متقن وذوق رفيع للغاية.