صحة وعلوم

المركبة اليابانية هايابوسا-2 أرسلت عينات من كويكب ريوغو

صخور من الفضاء قد تكشف أسراراً عن نظامنا الشمسي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تمكن فريق بحث من العثور على كبسولة فضائية تحمل أول عينات مهمة من صخور أحد الكويكبات يعتقد أنها قد تكشف أسرارا مهمة عن نظامنا الشمسي.

وتحتوي الكبسولة على مواد من هذا الجرم القريب من الأرض؛ وهو عبارة عن تكوين صخري ضخم أطلق عليه اسم "ريوغو".

وكانت الكبسولة قد هبطت بمظلة قرب منطقة ووميرا النائية في جنوب أستراليا.

وقد جمعت هذه العينات مركبة الفضاء اليابانية هايابوسا-2 التي قضت أكثر من عام في مهمة لفحص هذا الكويكب.

وانفصلت الكبسولة التي تضم حاوية تحتوي هذه العينات عن المركبة هايابوسا-2 لتدخل الغلاف الجوي للأرض. وأشارت الصفحة الرسمية لبعثة المركبة هايابوسا-2 على موقع تويتر إلى أنه عُثر على الكبسولة والمظلة التي هبطت بها على الأرض في الساعة 19.47 بتوقيت غرينتش.

وقال مدير مشروع البعثة، يويتشي تسودا، للصحفين صباح الأحد "هايابوسا-2 قد عادت إلى الأرض. لقد التقطنا كنزا. وكل شيء كان متقنا".

وأضاف إنه لم تصب الحاوية التي تضم العينات بأي ضرر في عملية الهبوط.

وفي وقت سابق السبت، التقطت كاميرات صورا للكبسولة عند هبوطها في صورة كرة نار ساطعة تندفع بسرعة فوق منطقة كوبر بيدي في أستراليا.

وكانت تندفع نحو الأرض بسرعة 11 كيلومترا في الثانية عندما أطلقت مظلات أبطأت سرعتها، ثم بدأت في إرسال إشارات لاسلكية تحدد موقعها.

وهبطت المركبة الفضائية في مجال واسع في منطقة ووميرا الشاسعة، تشرف القوة الجوية الملكية الأسترالية عليه.

وفي حوالي الساعة 18.07 بتوقيت غرينتش، حدد فريق البحث موقع هبوط الكبسولة، وحلقت طائرة مروحية مزودة بهوائيات لالتقاط الإشارات اللاسلكية، فوق المنطقة لالتقاط الحاوية.

وقد نقلت الكبسولة إلى منشأة لفحصها أوليا بشكل سريع قبل أن تنقل جوا إلى اليابان، حيث يعتزم العلماء هناك فحص عينة من الغازات التي في داخلها وتحليلها.

EPA رصدت كاميرات في أستراليا الكبسولة عندما دخلت الغلاف الجوي للأرض وبدت في صورة كرة نار مسرعة

وستنقل الحاوية، التي تزن 16 كيلوغراما، إلى غرفة معالجة خاصة في وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) في ساغاميهارا لتحليل محتوياتها.

وقد صممت مهمة المركبة لجمع عينات بحجم أكثر من 100 ملغرام من الكويكب ريوغو.

وقال البروفسور ألان فيتزسيمونز، من جامعة كوين في بلفاست: إن العينة "ستكشف عن كمية هائلة من المعلومات، ليس عن تاريخ النظام الشمسي، فحسب، بل عن تلك الأشياء الاستثنائية (الكويكبات) أيضا".

Samples are on their way for analysis at the Woomera Test Range. @haya2e_jaxa @AusAirForce @DeptDefence #Hayabusa2 https://t.co/eBIukNPTgu pic.twitter.com/AK0C7TCArk

— Australian Space Agency (@AusSpaceAgency) December 6, 2020

فالكويكبات هي بقايا من مواد تشكلت خلال عملية تكون النظام الشمسي. وهي تتألف من المواد نفسها التي مرت بصيرورة لتكوين كوكب الأرض، ولكنها تتميز عنها أنها لم تندمج لتشكل كواكب.

وقالت البروفسورة سارة راسل، المسؤولة عن مجموعة المواد المأخوذة من الكواكب في متحف التاريخ الطبيعي في لندن: "امتلاكنا لعينات من كويكب ويوغو ستكون اكتشافا مثيرا حقا في حقلنا العلمي. فنحن نعتقد أن ريوغو يتألف من صخور بالغة القدم ستعطينا فكرة عن كيفية تشكل النظام الشمسي".

Jaxa المسبار الذي أرسلته مركبة الفضاء هايابوسا-2 أرسل صورا عن سطح كويكب ريوغو

وقد تعطينا دراستنا لعينات جمعت من ريوغو تصورا عن كيفية ظهور الماء والعناصر الأخرى الضرورية للحياة على الأرض في بداية تشكلها.

إذ يعتقد أن المذنبات قد نقلت الكثير من الماء الذي في الأرض في الأيام الأولى للنظام الشمسي. ويقول البروفسور فيتزسيمونز إن خصائص التكوين الكيميائي للماء في المذنبات كانت مختلفة عن الماء في محيطاتنا في بعض الأحيان.

ناسا ستدفع دولارا واحدا لشركة من أجل جمع عينات صخرية من القمرالصين تحاول الحصول على صخور من القمرصورت ناسا الشمس على مدى 10 سنوات - وهذه هي النتيجة

بيد أن تركيب الماء في بعض الكويكبات خارج النظام الشمسي يبدو أقرب إلى التطابق مع الماء لدينا. ومن المحتمل أن يكون ريوغو قد نشأ في المنطقة المتجمدة قبل أن ينتقل إلى مداره الحالي وقريبا من الأرض.

وقال البروفيسور فيتزسيمونز لبي بي سي: "ربما كنا ننظر إلى المذنبات طوال الوقت للبحث في كيفية وصول الماء إلى الأرض في بداية النظام الشمسي، وبالطبع كان علينا النظر أقرب قليلا إلى كوكبنا؛ إلى تلك الكويكبات البدائية، ولكن الصخرية في تكوينها".

وأضاف: "وبالفعل، هذا شيء يجب أن نمعن النظر فيه بروية عبر تلك العينات من ريوغو".

وسترسل المركبة الفضائية هايابوسا-2، التي مرت قرب الأرض وأطلقت الكبسولة التي تحتوي العينات، في مهمة جديدة إذ ستسافر لفحص كويكب أصغر بكثير يصل عرضه إلى 30 مترا وتصل إليه في عام 2031.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف