صحة وعلوم

في حين تبقى المناعة غير واضحة

البيانات الإسرائيلية حول لقاح فايزر تظهر نجاحه في الوقاية من المرض

سيدة إسرائيلية تتلقى اللقاح
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس : يقول الخبراء إن البيانات الأولية التي أفرزتها حملة التلقيح الطموحة التي بدأتها إسرائيل ضد فيروس كورونا مع لقاح فايزر/بايونتيك، أظهرت حتى الآن توفيره حماية من الإصابة بأعراض شديدة لكنها لم تقدم بعد استنتاجات بشأن تحقيق مناعة جماعية.

بدأت الدولة العبرية في 19 ديسمبر الماضي، حملة تلقيح ضد فيروس كورونا توصف بأنها الأسرع والأوسع قياسًا على عدد سكانها في العالم، خاصة وأنها حصلت على مخزون كبير من اللقاحات، بينما تكافح دول غنية من أجل توفير تلك اللقاحات.

وحققت إسرائيل التي تمتلك أحد أكثر أنظمة البيانات الطبية تطورا في العالم ذلك، بعد دفعها سعرًا أعلى من سعر السوق، إلى جانب توقيعها اتفاقية مع عملاق الأدوية الأميركية فايزر مقابل تزويد الشركة ببيانات سريعة حول تأثير المنتج.

وستشارك إسرائيل الشركة الأميركية التي ضمنت لها مخزونًا كاملًأ من اللقاحات، بالبيانات وخاصة تلك التي تساعدها على فهم مدى سرعة تحقيق مناعة القطيع أو المناعة الجماعية.

وتشير آخر الأرقام إلى حصول أكثر من ثلث سكان إسرائيل البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة، على الجرعة الأولى من اللقاح، بينما حصل نحو مليوني نسمة على الجرعة الثانية، معظمهم ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاما.

يقول رئيس اللجنة الوطنية الإسرائيلية لكورونا ران باليسر لوكالة فرانس برس، إنه من الضروري التمييز بين تأثيرين إثنين للقاح.

السؤال حول تحقيق المناعة لم يجد إجابة بعد

وبحسب باليسر، هناك "تأثير مباشر" يشير إلى أن من حصلوا على اللقاح صاروا "محميين من أعراض الفيروس والعدوى الشديدة".

أما التأثير الثاني أو "التأثير غير المباشر"، فيظهر أن اللقاح يوفر مناعة كافية لعدد كاف من الناس تشكل "حاجزا وبائيا" ضد انتقال العدوى.

يشغل باليسر أيضا منصب كبير مسؤولي الابتكار في صندوق التأمين الصحي الإسرائيلي "كلاليت" وهو واحد من أربعة صناديق صحية في الدولة العبرية تقدم الرعاية الصحية لجميع السكان.

وتعتبر الصناديق الصحية في إسرائيل مسؤولة بشكل مباشر عن التلقيح وجمع البيانات حول تأثيرها.

ويشير باليسر إلى أن البيانات تظهر أن اللقاح يقلل من الأعراض الخطيرة لكن السؤال حول تحقيق المناعة لم يجد إجابة بعد.

ويتفق خبير الصحة العامة في معهد وايزمان للعلوم غابي بربش، مع باليسر إذ يقول "نحن نعلم أن اللقاحات تقلل من الإصابة بأعراض خطيرة. هذا كل شيء".

ويضيف "لا نعرف ما إذا كانت اللقاحات تقلل من انتقال العدوى".

أعلنت شركة فايزر في نوفمبر أن المرحلة الثالثة من تجربتها أظهرت فعالية اللقاح ضد الفيروس بنسبة 95 في المئة.

ونظرًا لخطورة الوضع الوبائي، تلقت الشركة موافقة الجهات التنظيمية من خلال عملية تقوم على تسريع التجارب، مما زاد من أهمية البيانات الإسرائيلية بصفتها أكثر شمولا.

ونشر معهد مكابي الإسرائيلي للابتكار والبحوث والذي يحمل اسم أحد صناديق التأمين الصحي الأربعة، ورقة بحثية وصفها بأنها "أول وأكبر دراسة في المرحلة الرابعة حول فعالية لقاح (فايزر)".

وقارن المعهد معدل الإصابة بكورونا بعد مرور 12 يوما على تلقي الفرد الجرعة الأولى من اللقاح، مع معدل الإصابة بعد 13-24 يوما من الحصول عليها.

وأظهرت البيانات انخفاضا بنسبة 51 في المئة في حالات الإصابة المؤكدة في المختبر بعد الفترة الأطول.

ويقول غابرييل تشوديك وهو أحد المشاركين في إعداد تقرير مكابي إنه "بعد أسبوعين من الجرعة الأولى، سُجل انخفاض ملحوظ في العدوى لكنه ليس تامًا".

وتعمل إسرائيل أيضا على اختبار أولئك الذين تظهر عليهم أعراض فيروس كورونا فقط، وليس عينة عشوائية من السكان ممن حصلوا على اللقاح.

لذلك، ليس لدى الدولة العبرية بعد بيانات شاملة عن عدد الأشخاص الذين تم تلقيحهم ممن يحملون الفيروس دون أعراض.

البيانات تحتاج الى تحليل علمي كامل

توصي شركة فايزر الأميركية العملاقة بإعطاء منتجها على جرعتين تفصل بينهما ثلاثة أسابيع.

ولأن لدى إسرائيل مخزونًا جيدًا، فإنها تلتزم بتعليمات فايزر بشأن حقن سكانها بالجرعة الثانية، وهذا يعني عدم امتلاكها للبيانات حول ما إذا كان التأثير المناعي من جرعة واحدة فقط سيرتفع بعد 24 يوما في حال عدم وجود جرعة ثانية.

وأصدر معهد مكابي بيانات أولية عن تاثير الجرعة الثانية.

وبحسب تقرير المعهد، تم تسجيل إصابات طفيفة بأعراض الفيروس بين 66 شخصًا من بين 248 ألف شخص خضعوا للدراسة بعد أسبوع من الحصول على الجرعة الثانية.

وعلى الرغم من أن هذه البيانات تشي بوجود وقاية شبه كاملة، إلا أن مكابي يؤكد على أن هذه البيانات لم تخضع لتحليل علمي كامل.

واصلت إسرائيل خلال حملة التطعيم تسجيل أعداد مرتفعة من الإصابات بالفيروس تزيد عن خمسة آلاف إصابة يوميا، على الرغم من دخول البلاد الإغلاق الشامل الثالث أواخر ديسمبر الماضي.

وأحصت إسرائيل حتى الأربعاء نحو 664 ألف إصابة بالفيروس، و4888 وفاة.

وشهدت الدولة العبرية تفاوتا في الانصياع للإجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة لمكافحة انتشار الفيروس، خاصة في صفوف اليهود المتشددين الذين استمروا في خرق تلك القيود.

يقول بربش "إن عدد الإصابات الجديدة التي تم تشخيصها يوميا لم يتراجع منذ شهر ونصف الشهر". ويتساءل خبير الصحة العامة "هل ذلك لأن الإغلاق ليس (حقيقيا)، أم أن اللقاح لا يقلل من انتقال العدوى. لا يستطيع أحد أن يجزم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف