المانيا تتحرك لجلب اللقاح الروسي إلى الفلك الأوروبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فرانكفورت : أصبحت ألمانيا على نحو غير متوقع داعمة للقاح سبوتنيك-في الروسي عارضة تقديم دعم ومواقع إنتاج محتملة على أمل تسريع حملات التلقيح التي يسودها اضطراب في الاتحاد الأوروبي.
وتعدّ الأنباء التي تشير إلى أنّ اللقاح الروسي آمن، بمثابة انتصار سياسي نادر للرئيس فلاديمير بوتين من شأنه أن يدفع العواصم الأوروبية إلى إقامة توازن دقيق في تعاملها مع روسيا وسط تباحثها في فرض عقوبات على موسكو على خلفية سجن المعارض الروسي اليكسي نافالني.
وأظهرت الثلاثاء نتائج نشرتها مجلة ذي لانسيت الطبية الرائدة أنّ لقاح سبوتنيك-في الذي اتهمت روسيا بانها لم تعتمد الشفافية بشأنه، فعّال بنسبة 91,6% ضد كوفيد-19 المصحوب بأعراض.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على الفور أن "كل لقاح مرحب به في الاتحاد الأوروبي" شرط موافقة وكالة الأدوية الأوروبية عليه.
وأكدت أنها تحدثت إلى الرئيس الروسي الشهر الماضي حول كيف يمكن لألمانيا دعم الجهود الروسية على هذا الصعيد، عارضة المساعدة من معهد بول إيرليش في مسار التقدّم إلى وكالة الأدوية الأوروبية.
واكد وزير الصحة الألماني ينس شبان الأربعاء المحادثات مع موسكو حول القدرات الانتاجية للقاح في ألمانيا أو في مكان آخر في أوروبا.
ووصف في مداخلة له خلال منتدى نظّم على الشبكات الافتراضية، التعاون مع موسكو بأنه "بناء وحاسم"، مشدداً على أن السبيل الوحيد لمواجهة الأزمة الوبائية يكمن في تعاضد الأسرة الدولية.
وأكدت متحدثة باسم وزارة الصحة لوكالة فرانس برس تواصل روسيا مع مجموعة "اي دي تي بيولوجيكا" الألمانية للتباحث بشأن انتاج اللقاح بشكل مشترك.
ورحّب الاتحاد الأوروبي من جهته باحتمال توفر لقاح جديد في ظل تزايد الغضب حيال بطء وتيرة حملات التلقيح داخل دوله مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، العضو السابق في التكتل.
وأتاحت وكالة الأدوية في الاتحاد استخدام ثلاث لقاحات هي فايز/بيونتيك ومودرنا واسترازينيكا إلا أنّ حملات التلقيح تأثرت سلباً بتأخر عمليات التسليم والإنتاج.
واتسع نطاق الغضب في ألمانيا بشكل خاص، إذ رغم كونها تحوي شركة بيونتيك التي كان لقاحها الأول الذي يحظى بترخيص في الغرب، فإنّها لا تتمتع بأفضلية للحصول عليه.
وكانت ميركل دافعت مراراً عن قرار الحكومة الألمانية الالتزام بنهج أوروبي على صعيد حيازة اللقاحات وطرحها، معتبرة أنّ وتيرة التكتل "الأبطأ" تعني عدم التقليل من أهمية إشكالات السلامة.
ولكن في ظل مكافحة العديد من الدول الأوروبية لخفض أعداد الإصابات بالعدوى الوبائية وتنامي المخاوف من النسخ المتحوّرة للفيروس، يتعرض قادة الدول إلى ضغوط كبيرة لتسريع عمليات التلقيح.
بيد أنّ لقاح سبوتنيك المسمى تيمناً باسم اول قمر اصطناعي كان الاتحاد الأوروبي قد أطلقه، يأتي في ظل توتر شديد على صعيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا على خلفية قضية المعارض اليكسي نافالني الذي كان تلقى العلاج في ألمانيا من محاولة تسميم ينسب المسؤولية عنها إلى أعلى هرم السلطات الروسية.
وأوقف نافالني فور عودته إلى روسيا وحكم عليه الثلاثاء بالسجن سنتين وثمانية أشهر مع النفاذ، في قضية أثارت استنكارا في أوروبا كما في الولايات المتحدة وانتقادات رفضتها روسيا.
وانضمت ميركل إلى الزعماء الأوروبيين في الدعوة إلى الإفراج الفوري عن المعارض، منددة بالعنف ضدّ المتظاهرين المؤيدين له.
وقال المتحدث باسمها الأربعاء "بعد هذا الحكم، ستجرى الآن محادثات مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي، ولا يمكن استبعاد المزيد من العقوبات".
وقد تأمل بعض الدول الأوروبية في أن يشمل ذلك تخلي برلين عن خط أنابيب الغاز نوردستريم-2 المثير للجدل والذي كانت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون انتقدوه لأنّه يؤدي إلى "الاعتماد بشكل أكبر" على الغاز الروسي.
وانضمت فرنسا هذا الأسبوع إلى قائمة مطالبي ألمانيا بالتخلي عن المشروع. ولطالما تباهت الزعيمة الألمانية التي تتحدث الروسية، بالعلاقة البراغماتية مع بوتين.
وكانت ميركل أعلنت أنّه في ظل الخلافات السياسية "الكبيرة حاليا، يمكننا العمل معاً وسط (تفشي) الوباء وفي نطاق إنساني".