صحة وعلوم

مع أكثر من 4 آلاف وفاة في اليوم

الهند تواجه أكبر فورة وبائية في العالم

عائلة تحضر لحرق جثة أحد أقربائها
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نيودلهي: تواجه الهند مع أكثر من أربعة آلاف وفاة في غضون 24 ساعة وهو مستوى قياسي، أكبر فورة وبائية في العالم لفيروس كورونا.

وسجل هذا البلد البالغ عدد سكانه 1,3 مليار نسمة 4187 حالة وفاة جديدة في يوم واحد لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن الجائحة في هذا البلد إلى 238,270 وفاة. ورغم المساعدات الدولية لا يزال المرضى يموتون عند أبواب المستشفات التي تجاوزت طاقتها الاستيعابية. ويتوقع خبراء سبق أن أبدوا شكوكاً بالأعداد المعلنة رسمياً، أن تبلغ الهند ذروة هذه الموجة الوبائية بحلول نهاية مايو. وتبدأ ولاية كيرالا في جنوب غرب البلاد السبت مرحلة اغلاق تستمر اسبوعا.

ففي حين يستقرّ الوضع في مدينتي نيودلهي وبومباي الرئيسيتين بفضل إرسال إمدادات أكسجين وأسرّة إضافية للمستشفيات، يتفشى فيروس كورونا حالياً بشكل متسارع في الولايات الجنوبية في البلاد والمناطق الريفية.

وفرضت ولاية كارناتاكا التي تضمّ مركزاً تكنولوجيًا مهما في بنغالور، إغلاقاً لمدة أسبوعين اعتباراً من الاثنين في محاولة لوقف تفشي الفيروس.

ويتدهور الوضع الوبائي أيضا لدى جيران الهند. ففي سنغافورة تدخل قيود جديدة حيز التنفيذ السبت كذلك.

وستمدد في اليابان حالة الطوارئ التي فرضت من جديد في 25 نيسان/أبريل في طوكيو وثلاثة أقاليم أخرى، حتى 31 أيار/مايو بينما كان من المقرر أن تنتهي الثلاثاء المقبل. وسيعاد فرضها في إقليمين أخريين.

ويبقى انتشار الوباء محدودا في اليابان لكنه ينهك النظام الاستشفائي مع بطء شديد في حملة التلقيح.

ويهدد انتشار الفيروس من جديد أولمبياد طوكيو (من 23 تموز/يوليو إلى الثامن من آب/أغسطس) الذي أرجئ لمدة عام في 2020 بسبب الوباء.

لكن نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جون كوتس أكد السبت أن لا شيء سيمنع إقامة أولمبياد طوكيو. وقد استبعد حضور متفرجين من الخارج ويبقى على المنظمين البت في مسألة الجمهور الياباني. وفي نيبال، يهدد كورونا موسم تسلق الجبال وسط مؤشرات مقلقة لانتشاره، وهو ما تنفيه الحكومة.

ومن شأن انتشار الوباء في صفوف متسلقي جبل إيفرست أن يكون كارثيا مع صعوبة التنفس أساسا في الجبال الشاهقة.

في باكستان وخوفا من وضع كارثي كما هي الحال في الهند، شددت السلطات القيود مع إغلاق المدارس والمطاعم وتخفيض دوامات عمل المحلات التجارية وتعبئة الجيش، وكذلك حظرت السفر مع اقتراب عيد الفطر.

من جهة اخرى منحت منظمة الصحة العالمية الجمعة موافقة طارئة للقاح سينوفارم الصيني المضاد لفيروس كورونا والمصنوع في بكين وأوصت باستخدامه لمن هم فوق سن الثامنة عشرة.

ورأت المنظمة كذلك انه ينبغي عدم البدء بتلقيح الأطفال طالما أن كل الدول لم تلقح المسنين والأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم.

ومع 789 ألفا و500 إصابة سجلت يوميا في العالم خلال الأسبوع الحالي، يكون المؤشر قد تراجع بشكل طفيف بنسبة 4 % مقارنة بالأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ عشرة أسابيع إذ وحدها آسيا عرفت ارتفاعا بنسبة 10 % جراء الوضع الوبائي في الهند.

وشهدت الجائحة تباطؤا في مناطق العالم الأخرى مع تراجع بنسبة 25 % في إفريقيا و24 % في أوروبا و13 % في الشرق الأوسط و12 % في الولايات المتحدة وكندا و12 % في أوقيانيا و8 % في أميركا اللاتينية والكاريبي.

تستمر الهوة بالاتساع بين الدول الفقيرة والدول الغنية على صعيد اللقاحات.

في هذا الإطار، حض المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدول الغنية الأعضاء في مجموعة السبع الصناعية الكبرى مجددا على إعطاء الأولوية المطلقة لتوفير اللقاحات بشكل عادل معتبرا أن الوضع الحالي "غير مقبول".

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس في ختام مؤتمره الصحافي نصف الأسبوعي إن "أهم شيء نحتاجه الآن هو اللقاحات والإنصاف في اللقاحات"، مشددا على أن الوباء يواصل التفشي مع تسجيل حوالى 100 ألف وفاة أسبوعيا.

وخلال قمة أوروبية عقدت في بورتو في البرتغال، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الكف عن "عرقلة" تصدير اللقاحات ضد كوفيد-19 والمكونات الضرورية لانتاجها، الأمر الذي يتيح في رأيه تعزيز "التضامن" العالمي على صعيد التلقيح.

وفيما تخرج فرنسا ببطء من إغلاق تام، أخضعت باريس الوافدين من سبع دول إضافية هي تركيا وبنغلادش وسريلانكا ونيبال وباكستان والإمارات العربية المتحدة وقطر لحجر إلزامي من عشرة أيام.

في سائر أنحاء العالم، يستمر الدعم الأميركي لرفع براءات الاختراع عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في إثارة اهتمام كبير، ورحّبت به خصوصاً الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية وفرنسا وروسيا.

أما الاتحاد الأوروبي الذي كان معارضا لمبادرة كهذه فقد قال على لسان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه "مستعد لمناقشة" المبادرة.

تسبب فيروس كورونا بوفاة 3,258,595 شخصا في العالم فيما تأكدت إصابة أكثر من 155,981,070 شخصًا بالفيروس منذ ظهوره في نهاية العام 2019 بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس الجمعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف